02 08 2016

وتشجع المستثمرين على عمليات التخزين

 

تتجه العقود الآجلة بأسواق النفط العالمية نحو التقليص كمّاً وكيفاً، في بادرةٍ تعدّ من أبرز التطورات التي تشهدها الأسواق خلال الفترة الحالية؛ وذلك في محاولةٍ من مضاربي تلك الأسواق في تقليل الخسائر، والتوجه نحو الاستثمار في السلع والخدمات؛ لضمان التنوع والأرباح وتعزيز المراكز المالية، بينما يعتقد خبراء الصناعة النفطية أن أهم معضلة تواجه أسواق النفط هي الفوائض في مخزون المنتجات النفطية لا سيمّا البنزين.

يقول الخبير النفطي الدكتور أنس الحجي تعدّ فوائض المخزون النفطي لا سيمّا البنزين أهم التحديات التي تواجه الأسواق العالمية؛ كونها تعمل على خفض أسعار النفط في الوقت الراهن، الأمر الذي جعل الفارق بين الأسعار الفورية والمستقبلية أكبر، ليشجع بدوره المستثمرين على التخزين للاستفادة من الفارق.

وتابع الدكتور الحجي حل هذه المشكلة يقتضي تخفيض المصافي لعمليات التكرير، ممّا يعني تخفيض طلبها على النفط الخام، والذي سيؤدي بدوره إلى خفض أسعار النفط الخام الفورية والمستقبلية إلا إذا انخفض المعروض، وقد كان المفترض أن ترتفع أسعار النفط المستقبلية إلا أن هذه التخمة منعت الأسعار المستقبلية من الارتفاع، خصوصاً مع ارتفاع أعداد الحفارات بالولايات المتحدة الأميركية وإعلان كبار شركات الخدمات النفطية بأن الصناعة تجاوزت القاع وأنها في تحسن.

بدوره قال المحلل النفطي الدكتور محمد الشطي أسهم ارتفاع المخزون من المنتجات الوسيطة (الديزل، زيت الغاز، ووقود الطائرات) والجازولين أسهم في التأثير سلباً على أجواء هوامش أرباح المصافي وكذلك على أسعار النفط؛ كونه يتزامن وتوقعات ارتفاع الطلب على استهلاك الجازولين خصوصا في الولايات المتحدة الأميركية في موسم الصيف ويتبعه موسم ارتفاع الطلب على زيوت التدفئة خلال موسم الشتاء.

وذكر الدكتور الشطي أن أرقام مصادر السوق المعتمدة لدى منظمة الأوبك تشير إلى أن إجمالي إنتاج الأوبك خلال شهر يونيو قد بلغ قريباً من 33 مليون برميل يومياً 2016 م مقابل 32.6 مليون برميل يومياً خلال شهر مايو 2016، زيادة مقدارها 400 ألف برميل يومياً، كما تدلل الأرقام إلى تعافٍ في إنتاج ليبيا طفيف ولكنه يظل حول 300 ألف برميل يومياً، كما يظهر إنتاج نيجيريا بعض التعافي عند 1.5 مليون برميل يومياً ولكنه دون 1.8 مليون برميل يومياً خلال شهر يناير 2016 وبالتالي الإنتاج أقل بـ 300 ألف برميل يومياً.

وأوضح أن المؤشرات تدل على ضعف السوق الحالي وذلك نتيجةً لتضافر عدة مستجدات في سوق النفط ، حيث كانت البداية عقب الاستفتاء البريطاني للخروج من الاتحاد الأوروبي والتي أربكت الأسواق وأسهمت في إيجاد اجواء الضبابية حول تبعاته خصوصاً على الاقتصاد العالمي، في ضوء ارتباط التجارة وتداخل أسواق العالم، وبالتالي سيكون التأثير سلبياً على أجواء الثقة والاستثمار.

وأضاف الشطي في هذا السياق أيضاً تأتي المؤشرات لتوضح تباطؤ أداء الاقتصاد الصيني والهندي الذي يلقي بظلاله على أجواء التفاؤل في أسواق النفط ، ولا بد هنا من الإشارة إلى تواصل ارتفاع عدد منصات وأبراج الحفر التي تعد عاملاً سلبياً إضافياً يؤثر على توقعات انخفاض إنتاج النفط الصخري بالولايات المتحدة الأميركية ، وفي الجملة فإن هنالك توافقاً ما بين المراقبين بأن أسعار نفط خام الإشارة "برنت" يشهد انخفاضاً طفيفا خلال الربع الثالث من عام 2016 عما كان عليه في الربع الثاني من عام 2016 في حدود 3 - 5 دولارات للبرميل .

© صحيفة الرياض 2016