28 07 2016

خلال مؤتمر صحفي ..

التضامن القطري مع تركيا عزز اقتصادنا ضد الدعاية السوداء

أعضاء جماعة فتح الله جولن غير نشطين في دول مجلس التعاون

 

أكد سعادة السيد أحمد ديمروك السفير التركي لدى الدولة أن الاستثمارات القطرية في تركيا لم تتعرض لأي أضرار جراء المحاولة الانقلابية الفاشلة التي تعرضت لها بلاده منتصف الشهر الجاري.

وقال رداً على سؤال لـالراية خلال مؤتمر صحفي بمقر السفارة التركية:

الدعم والتضامن القطري يثبت زيف الدعاية السوداء ضد الاقتصاد التركي، فالقطريون حريصون على الاستثمار في تركيا. كما أشاد بدعم رجال الأعمال القطريين واستعدادهم للاستثمار في تركيا، لافتاً إلى عدم تأثر الاستثمارات المشتركة بين اللبلدين بالأحداث والتطورات الأخيرة.

وثمن خلال مؤتمر صحفي بمقر السفارة التركية أمس الكبير الذي لعبته وسائل الإعلام القطرية وتناولها الموضوعي للأحداث في تركيا مشدداً أنه لا يوجد في قطر أي مؤسسات تابعة للكيان الموازي وجماعة فتح الله جولن وإن المنتمين إلى هذه الجماعة الإرهابية غير نشطين في دول مجلس التعاون الخليجي، ويتركز نشاطهم في دول إفريقية وآسيوية وبعض الدول الأوروبية.

وكشف عن زيارة سيقوم بها عدد من الوزراء الأتراك إلى الولايات المتحدة لبحث تسليم "جولن" للسلطات التركية منوهاً بأن أنقرة ستقوم في حالة عدم تسليم"جولن" بمراجعة علاقاتها مع واشنطن.

وأكد أن إقالة العديد من القادة الانقلابيين واستبدالهم ليس صعباً على الجيش التركي منوهاً بالادعاءات الكاذبة حول تغيير هوية الجيش العلمانية إلى إسلامية، ووصفها بادعاءات المغرضة، لأن تركيا دولة ديمقراطية قائمة على نظام دستوري.

وقال السفير ديمروك: رغم الدعاية المغرضة في بعض وسائل الإعلام الدولية إلا أن الكثير من القطريين حريصون على قضاء إجازاتهم الصيفية في تركيا وبعضهم غيروا وجهاتهم السياحية من دول أخرى إلى تركيا كنوع من الدعم والتضامن، ورغم هذه الدعاية إلا أن الأشقاء القطريين يفضلون الاستثمار في بلادنا، ونقدر ذلك عالياً ونشكر الشعب القطري الشقيق.

وأوضح أن التطورات الأخيرة في تركيا لم تمنع الأشقاء القطريين من زيارة تركيا، وكانت قطر في صدارة الدول من حيث عدد الزوار إلى تركيا العام الماضي، وقبل المحاولة الانقلابية كانت هناك بعض الهجمات الإرهابية التي قامت بها تنظيمات مثل حزب العمال الكردستاني ولا نتوقع انخفاض في عدد الزوار القطريين إلى تركيا، فلدينا روابط وحضارة واحدة، وعلاقات وطيدة بين الشعبين القطري والتركي، وتركيا كوجهة سياحية باتت تقدم خيارات ومزايا مختلفة.. ونحن متفائلون بزيارة المزيد من القطريين إلى بلادنا.

لا وجود لمؤسسات تابعة لـ جولن في قطر

حول وجود مؤسسات تابعة لجماعة فتح الله جولن في قطر، قال: إن التنظيم الإرهابي لجماعة فتح الله جولن هو شبكة دولية، ولديهم منظمات غير حكومية ومدارس، ولكن لا توجد لهم أي مؤسسة داخل قطر، ونحن على تواصل مع السلطات القطرية المعنية لاتخاذ الخطوات اللازمة ضد هذا التنظيم، وعلينا أن نكون حذرين لمستقبل التنظيم وأنشطته المستقبلية في قطر، وهناك تعاون بيننا. وكما قلت، فإن تنظيم فتح الله جولن الإرهابي غير ناشط في قطر.

وقال في سياق متصل إن المنتمين إلى هذه الجماعة الإرهابية غير نشطين في دول مجلس التعاون الخليجي، ويتركز نشاطهم في دول إفريقية وآسيوية وبعض الدول الأوروبية.

لا تعذيب في سجون تركيا

عن مدى التزام تركيا بتطبيق القانون في محاكمة المتهمين بالوقوف وراء العملية الانقلابية الفاشلة، قال: إن قضايا التعذيب هي أداة للدعاية ضد تركيا، وبلادنا دولة ديمقراطية قائمة على سيادة القانون والدستور، ولا يوجد أي تسامح مطلقاً مع التعذيب، وهذا جزء من الدعاية، وبلادنا مفتوحة أمام الإعلام العالمي، لنقل ما يدور من أحداث على مدار اليوم، ولم يكن، ولن يكون هناك حالات تعذيب في سجون تركيا.

تطهير الجيش لن يقلل قدراتنا ضد داعش

حول مزاعم تغيير هوية الجيش التركي العلمانية إلى إسلامية، أكد السفير ديمروك أنها إدعاءات مغرضة، لأن تركيا دولة ديمقراطية قائمة على نظام دستوري، وإذا كان هناك أي شيء سيتم تغييره، فلن يتم عن طريق شخص بمفرده، ولكن عبر الآليات الديمقراطية والدستورية.

وحول إمكانية تأثير حملة التطهير داخل الجيش التركي على قدراته في مواجهة تنظيم "داعش" وحزب العمال الكردستاني، قال:"لا نتوقع أي تأثير،لأن تركيا تمتلك ثاني أكبر جيش في حلف الشمال الأطلسي "النيتو"، ولدينا الكثير من العسكريين، وبالطبع هناك بعض القادة والرتب العالية سيتم إقالتهم، ولن يكون استبدالهم صعباً على بلادنا".

مركز خارجي لطلبات التأشيرة

بشأن شكاوى من بطء الإجراءات الجديدة لاستصدار التأشيرات بالقنصلية التركية، قال: طبقنا هذا العام نظاماً جديداً للتأشيرات، عبر نظام إلكتروني، خلافاً للنظام القديم الذين كان يتطلب الحضور بشكل شخصي، ويتسبب في مشكلة كبيرة، خاصة في أوقات الزحام، وبات نظام طلب التأشيرات أسهل بكثير الآن، وتركيا تحت تهديد من بعض الجماعات الإرهابية من دول مختلفة، والذين يأتون بشكل أساسي من سوريا، وفي الماضي لم تكن هناك تأشيرات لبعض الدول، والآن تم إقرار التأشيرات للسوريين، والعديد منهم يعيشون في تركيا، ولهم أسر وأعمال، مما زاد من عدد طالبي التأشيرة.

وقال: نعمل على زيادة طاقم موظفي القنصلية، ولكن أعتقد أن الحل الأفضل في الاعتماد على مركز خارجي لاستقبال طلبات التأشيرة، مثلما تفعل بعض السفارات حالياً، ونحن على تواصل مع بعض الشركات حالياً، وننتظر الحصول على موافقة السلطات في أنقرة، للاعتماد على مركز خارجي لاستقبال الطلبات، وسيكون ذلك أسهل بكثير على المتقدمين للحصول على التأشيرة.

أسباب إغلاق مدارس جولن

عن أسباب اعتقال أكثر من ?? طالباً من مدارس تابعة لتنظيم فتح الله جولن وتم إغلاقها، قال: بعض المدارس مصدر أساسي للموارد البشرية التابعة للتنظيمات الإرهابية، وهنا تكمن المشكلة، حيث يأخذون هؤلاء الطلاب في سن صغيرة، ويتعرضون لعملية غسيل أدمغة، وعندما يكبرون ويتقلدون المناصب، يتحولون إلى مصدر خطر محتمل".

نسعى لتطهير بلادنا من المنظمات الإرهابية

فيما يخص مصير الآلاف من الأتراك المعتقلين عقب محاولة الانقلاب الفاشلة، وتداعياتها على حياتهم الاجتماعية، جراء تسريحهم من وظائفهم، قال:إن تركيا ليست دولة خالية من المشكلات، وهذه المنظمات الإرهابية تشكل خطراً كبيراً، وعلينا أن نتغلب ونطهر بلادنا من أعضاء هذه المنظمات. ولدينا وضع استثنائي في تركيا حالياً، ومحاولة انقلاب، وفقدنا 264شخصاً، وليس من السهل على حكومتنا أن تتغلب على مثل هذه المشكلات.

خيارات تركيا إذا رفضت واشنطن تسليم جولن

فيما يتعلق بمطالبة الولايات المتحدة بتسليم فتح الله جولن، قال السفير ديمروك: ثبت تورط فتح الله جولن في هذه المحاولة الانقلابية الفاشلة، وهو قائدها، والمتهم الأول بالوقوف وراءها، وسوف تتضح المزيد من الأدلة عن ذلك".

وأضاف: "نحن على تواصل مع الإدارة الأمريكية وسوف يزورها عدد من الوزراء من الحكومة لبحث تسليم جولن. وكما تعلمون لدينا اتفاقية في هذا الصدد مع الولايات المتحدة، ونتوقع منها وفقاً لهذه الاتفاقية تسليم جولن والعناصر الإرهابية الأخرى. والولايات المتحدة دولة مستقلة وذات سيادة، وفي حال اتخذت قراراً سياسياً بعدم تسليم جولن، فإن تركيا أيضاً دولة مستقلة وذات سيادة، وسوف تراجع علاقاتها معها".

أرقام حول الاستثمارات المشتركة

20 مليار دولار حجم الاستثمارات القطرية في تركيا وهي ثاني أكبر استثمارات بها.

7 مليارات دولار حجم استثمارات الشركات التركية في قطر

1.5 مليار دولار حجم المبادلات التجارية بين قطر وتركيا، وذلك صعوداً من 38 مليون دولار فقط في عام 2000 إلى 800 مليون في 2014.

60 شركة تركية كبيرة تعمل في السوق القطري حالياً

150 شركة تركية صغيرة تعمل في قطر بمجالات المقاولات والإلكترونيات والتجارة.

14 مليار دولار قيمة المشروعات التي تعمل بها هذه الشركات الصغيرة.

119 مشروعاً للبناء بدأت بها شركات تركية بقيمة 15.1 مليار دولار أمريكي، ومن بين هذه المشاريع، متحف الفنون الإسلامية، ومطار الدوحة الدولي الجديد، ومركز قطر الوطني للمؤتمرات، وطريق سلوى، وطريق الشمال ومشروع خط أنابيب الغاز من رأس لفان إلى مسيعيد، ومرافق قطر غاز البرية الأكثر بروزاً.

بوراك غوريسكي المستشار التجاري بالسفارة

بوادر انتعاش سريع للاقتصاد التركي

نشكر أصدقاءنا القطريين لتضامنهم ودعمهم لنا طوال هذه المحنة

من جانبه قال بوراك غوريسكي، المستشار التجاري بالسفارة التركية بالدوحة خلال المؤتمر الصحفي، إن المحاولة الانقلابية أحدثت صدمة للأسواق التركية إلا أن بوادر الانتعاش السريع على الاقتصاد التركي كانت واضحة لأن تركيا تملك أسس اقتصادية قوية وصناعات مستمرة في إنتاجها.

وقال: نواصل العمل بجد في تركيا بالتعاون مع شركائنا في جميع أنحاء العالم، وعلى وجه الخصوص دولة قطر للحفاظ على محركات الاقتصاد والنمو. ونود أن نشكر أصدقاءنا القطريين لتضامنهم ودعمهم لنا طوال هذه المحنة التي واجهت بلادنا."

وفي حديثه عن الأسواق المالية، قال إن مؤشر البورصة التركي انخفض بما يقارب 14% في غضون أسبوع كما خسرت الليرة التركية قيمتها مقابل جميع العملات الرئيسية وارتفعت عائدات السندات التركية نتيجة لهذه المحاولة الانقلابية الفاشلة.

ونوه بأن سوق الأسهم لا يزال منخفضاً نحو 10% بسبب المحاولة الانقلابية وانخفضت العملة بنحو 4.6% مقابل الدولار الأمريكي. ومع ذلك عززت الليرة التركية بنحو 1% يوم الاثنين "ثالث أيام الانقلاب" بينما كان مؤشر إسطنبول الأفضل أداءاً في العالم حيث ارتفع بنسبة 3.4%. وأضاف أن المؤشرات المالية الرئيسية تظهر انتعاشاً من أدنى نقطة لها بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة.

وأوضح القنصل أن الاقتصاد التركي ضمن أكبر 18 اقتصاداً في العالم ومن بين الثمانية الكبار في أوروبا، وأنه من الاقتصادات المنفحتة ويتكامل تماماً مع الأسواق العالمية.

وأوضح أن الاقتصاد التركي نما في 2015 بنسبة 4% بينما وصلت نسبة الناتج المحلي الإجمالي هذا العام نحو 4.8% وهو الأسرع توسعاً بين اقتصادات مجموعة العشرين بعد الصين والهند. ومن المقرر أن ينمو الاقتصاد التركي بنسبة 3.5 إلى 4% هذا العام وفقاً لصندوق النقد الدولي.

وأشار إلى أن تركيا تملك أكبر قوة عمل بين الدول الأوروبية بعد روسيا وألمانيا وإنجلترا وفرنسا، وأن المالية العامة في تركيا جيدة، وبلغ عجز الميزانية من نسبة الناتج المحلي الإجمالي للحكومة المركزية في 2015 نحو 1.2% فقط، ونسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي هو ضمن أدنى المعدلات في أوروبا وتفوقت تركيا على 19 دولة من دول الاتحاد الأوروبي.

© Al Raya 2016