20 08 2016

ركزت أغلب الدراسات منذ عشرات السنين، على دراسة النوم عند الرجال، متجاهلة في الآن ذاته النساء، وهو الأمر الذي دفع بالعلماء لأن يكتشفوا عدة جوانب مهمة للنوم عندهن، والاختلافات بينهن وبين الرجال في ذلك.

تغير الهرمونات
يشير التقرير الذي نشرته مجلة Scientific American، إلى أن الهرمونات المتواجدة بالجسم، هي أحد العوامل المؤثرة في النوم، مثل هرمون الأستروجين، والبروجستيرون، والتستوستيرون، التي تمتلك أنظمة كيميائية في الدماغ تؤثر على تنظيم عملية النوم واليقظة.

ويضيف التقرير "أن هنالك دراسات مؤخرة، أشارت إلى أنه خلال فترات التغير الهرموني مثل فترة البلوغ والحمل والدورة الشهرية، فإن النساء يكن معرضات للإصابة باضطرابات النوم بمعدلات عالية، مثل انقطاع النفس الانسدادي النومي، ومتلازمة تململ الساقين، والأرق"، في حين ذكرت بعض النساء أنهن يعانين من مشاكل في النوم قبل وأثناء فترة الدورة الشهرية.


الأكثر تضررا
يلفت التقرير إلى أنه عندما لا تنال النساء القسط الكافي من النوم، فإن ذلك يؤثر على تركيزهن، ويصبحن أضعف بكثير مقارنة بالرجال المحرومين من النوم، مبينا أن دراسة حديثة قام بها باحثون في تغيير نمط الساعة البيولوجية لـ16 رجلا و18 امرأة لمدة 10 أيام، حيث تم وضع المشاركين في دورة يومية مدتها 28 يوما تتخللها 19 ساعة استيقاظ، متبوعة بـ9 ساعات من النوم، وخلال فترة تغيير النوم، كان أداء النساء أقل دقة من الرجال في الاختبارات المعرفية، بحيث يمكن لهذه النتائج أن تفسر السبب وراء تضرر النساء بشكل أكبر من العمل في الساعات المتأخرة مقارنة بالرجال. كما أن هنالك دراسة أجريت في عام 2015 على المراهقين، أوضحت أن الحرمان من النوم يؤثر على القدرات المعرفية لدى الفتيات، بشكل أكبر من الفتيان.


عدم الاكتفاء
أوضح التقرير أن الإحصاءات تقول إن الرجال قد يشخصون أكثر من مرتين في حياتهم بالإصابة بانقطاع النفس الانسدادي النومي، وقد يرجع السبب وراء ذلك إلى الشخير أو الاستيقاظ فجأة في الليل. بينما تكشف الدراسات أن النساء المصابات بانقطاع النفس الانسدادي النومي، يعانين من أعراض مختلفة عن الرجال مثل الشعور بالنعاس في النهار، وقد لا يراها الأطباء أعراضا تدل على المرض.

وينهي التقرير بدراسة أجريت من قبل باحثين في جامعة ميشيجان عبر تطبيق هاتفي، لجمع بيانات فترات النوم والاستيقاظ لدى 8000 شخص من 128 دولة حول العالم، كشفت أن أغلب الناس لا يأخذون القسط الكافي من عدد ساعات النوم الموصى بها وهي 8 ساعات يوميا، كما أن متوسط القيلولة لدى النساء تزيد بـ30 دقيقة عن قيلولة الرجال، إضافة إلى أن الرجال في منتصف أعمارهم هم الأقل نوما، ومواعيد الاستيقاظ والخلود للنوم هي التي تحدد للإنسان المقدار الكافي الذي ينبغي أن يتحصل عليه من النوم.

© Al Watan 2016