04 08 2016

إنتعشت مبيعات الذهب خلال هذه الأيام في الأسواق المحلية تزامنًا مع إرتفاعات المعدن الأصفر لأعلى معدل خلال ثلاثة أسابيع، مستفيدا من بيانات جديدة تستبعد رفع الفائدة الأمريكية قريباً، هذا وتراجع المستهلكون عن البيع مع ارتفاع القدرة الشرائية على المصوغات الذهبية خاصة من عيار 22 و24 قيراطا.

وكان المعدن الأصفر قد حقق أعلى زيادة له منذ 12 يوليو، ومن المعروف أن الذهب يتأثر بشكل كبير بارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية حيث يزيد ذلك من تكلفته، وحول هذا الانتعاش في مبيعات أسواق الذهب رصدت "الشرق" الآراء التالية:

العبد الله: الذهب من أفضل المدخرات الآمنة للمستهلك والمستثمر

قال التاجر حسين العبد الله إن هنالك نشاطا ملحوظا في مبيعات الذهب خلال الشهور الماضية وحتى اليوم مع الارتفاعات الطفيفة للمعدن الأصفر والتي انعكست إيجابا على زيادة الشراء مقابل تراجع البيع من قبل المستهلكين، مشيرًا إلى أن الذهب يعد ثروة آمنة ومضمونة.

وأضاف: والحقيقة أرى أن المصوغات الذهبية الخام تعد من أفضل المدخرات بالنسبة إلى المستهلك والمستثمر معًا، إذ يُقبل هذه الأيام المستهلكون والمستثمرون لاقتناص الفرص لشراء المعدن الأصفر بشكله الخام كثروة يمكن الاحتفاظ بها على المدى الطويل، وهو ما لحظناه في الأسواق منذ الشهور القليلة الماضية.

وأعتقد أن بريق هذا المعدن لا يستطيع أن تعوضه أي معادن أخرى، خاصة أن المستهلكين الخليجيين والعرب يحرصون كل الحرص على اقتنائه كجزء من هويتنا وثقافتنا، للأعراس والمناسبات وكذلك للتزين به، لذلك لا أرى داعي للمخاوف من التراجعات الحادة أحيانا للذهب، لأنه كما أشرت ثروة آمنة، وهي بعكس الاستثمارات الأخرى التي يمكن أن تشكل مخاوف حقيقية بالنسبة إلى المستثمرين مثل البورصة على سبيل المثال.

وأضاف، وحسب توقعاتي بأن هذا النشاط سيكون مستمرًا في أسواقنا مع الإقبال على الشراء والامتناع عن البيع، وحاليًا يقبل المستهلكون المحليون على شراء المصوغات من عيار 20 إلى 24 مع تراجع نسبي على عيار 18، إلا أننا - التجار- متفائلون جدًا بمستقبل هذا المعدن للأسباب التي ذكرتها سلفًا، مع وجود إقبال حقيقي عليه من قبل الجميع.

الذهب أم الدولار؟

الجدير بالذكر صعود الخام الأصفر بنسبة 0.9% محققا 1.365.09 للأوقية، بينما حققت العقود الآجلة للذهب الأمريكي تسليم نوفمبر نحو 1 في المائة زيادة لتستقر على 1.372.60 دولار للأوقية، وحققت مجموعة معادن البلاتينيوم زيادة جديدة لتصل إلى أعلى مستوى لها منذ أبريل 2015، كما بلغ البلاديوم أعلى سعر له في 14 شهراً، ويتأثر الذهب بشكل كبير بارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية، حيث يزيد ذلك من تكلفة حيازته نظراً لأنه لا يدر عائدات بينما يرتفع الدولار المقوم به المعدن النفيس.

إقبال استهلاكي على الذهب الخام كالسبائك

وبحسب موقع أموال الناس الإلكتروني، فقد طرح تساؤلًا: أيهما أفضل لاستثمار المال، الدولار أم الذهب؟ والحقيقة أنه لا وجه للمقارنة بالأساس بين هذا وذاك، فالدولار وإن علت قيمته فهو مجرد عملة تتأثر بعوامل كثيرة حتى ولو كان عملة الدولة الأقوى على مستوى العالم ويمثل عصب الاقتصاد العالمي بوجه عام، أما الذهب فهو سلعة إستراتيجية هامة للغاية، سواء على مستوى الدول أو الأفراد، وكمية الذهب المستخرجة من الأرض أقل بكثير من الكمية المطلوبة.

والذهب من الملاذات الآمنة للثروة التي تحتفظ بقيمتها على مر السنين ولا تتأثر بالمخاطر، بل على العكس فقيمته ترتفع كلما حدثت تقلبات اجتماعية أو حروب وغيرها من أحوال عدم الاستقرار، وعودة مرة أخرى للدولار حيث يلاحظ تهافت المستهلكين واهتمامهم غير العادي بادخار أموالهم في صورة دولارات، وهو أمر قد يضر بمن يقوم به على أكثر من مستوى، فالادخار في صورة دولار وإن كان يحمل احتمالية عالية للربح، لكنه في الوقت ذاته مجرد ربح صوري لأنه مرتبط بحدوث تضخم، وعلى جانب آخر قد لا يتحقق ربح بالأساس وهو ما قد حدث بالفعل مع البعض في فترات معينة، وختاما ينصح بادخار الأموال في الصور الحقيقية للثروة الاستثمارية وليس شراء عملات قد تتعرض في أي لحظة لمخاطر انهيار الاقتصاد العالمي أو التقلبات غير المضمونة.

© Al Sharq 2016