* تم نشر القصة يوم 6 ديسمبر وتحديث موقعها على زاوية يوم 20 ديسمبر 

لم يعد الدور الذي تلعبه المهرجانات في دعم المواهب الجديدة  يقتصر على الدعم المادي الذي  تمنحه لمشروعاتهم السينمائية  من خلال منصاتها وصناديقها المختلفة بل تجاوز ذلك بكثير وأصبحت المهرجانات الكبرى والناجحة تؤمن بالمثل الصيني الشائع الذي يقول: لا تمنحني سمكة بل علمني كيف أصطاد.

وهذا هو ما يفعله مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي ويطبقه  في دورته الثانية التي تعقد في الفترة من 1 ل 10 ديسمبر الجاري وأري أنها الأنضج بكل المقاييس بين المهرجانات العربية في السنوات الأخيرة.

فالمهرجان لايكتفي بفكرة المنح للمشاريع التي تحظى بفرص الفوز بالجوائز المخصصة لها  بل جمع بين صناع الأفلام ومنتجيها وأصحاب المنصات الإلكترونية وشركات التوزيع  بكافة أشكالها وإنتماءاتها من خلال سوق الأفلام الذي ينظمه للعام الثاني على التوالي تحت سقف واحد في حوار مشترك الهدف منه خلق فرص لتقديم مشاريع واعدة يستفاد منها المهرجان نفسه والمنصات والجمهور.

يعد سوق البحر الأحمر السينمائي الدولي هو الأكبر من حيث المشاركات من داخل المملكة وخارجها. الجميع لا يتحدث فيه إلا لغة واحدة هي السينما والتعاون المشترك من أجلها.

إلي جانب ذلك يعد المهرجان مرآة عاكسة وعارضة لأهم الإنتاجات السينمائية الشابة في العالم العربي وهو ما يحرص عليه المهرجان بدعمه لتجارب عربية جديدة وواعدة مثل فيلم ملكات للمخرجة المغربية ياسمين بن كيران والفيلم اللبناني عمفرق الطريق للمخرجة لارا سابا والفيلم المصري كاملة للمخرج جون إكرام والفيلم السعودي الكويتي المشترك شيابني هني للمخرج زياد الحسيني.

منذ الإعلان عن إطلاقه لأول مرة في عام 2019 والعيون العربية تترقب مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي  بإعتباره الأول في تاريخ المملكة بخلاف أنه سيكون المنافس الأشرس والأقوي لمهرجانات سبقته بسنوات ضوئية ونجح المهرجان في فرض نفسه بينها بصورة قوية وكبيرة.

لماذا ينجح؟

حرص المهرجان منذ اللحظات الأولى لإنطلاقة على ترميم عدد من الأفلام العربية والعالمية باعتبارها تاريخ سينمائي وإنساني يجب الحفاظ عليه منها أفلام مصرية لمخرجين مثل خيري بشارة ورأفت الميهي وأفلام أخرى  ليوسف شاهين وأخرين.

وهذا العام يرمم المهرجان 7 أفلام عربية وأجنبية منها فيلمين مصريين هما خلي بالك من زوزو لسعاد حسني وحسين فهمي و غرام في الكرنك لفرقة رضا. 

قدم المهرجان الدعم الكبير لإخراج عدد من الأفكار والمشاريع السينمائية إلى النور ومنها فيلم فرحة للمخرجة الأردنية دارين سلام بخلاف أكثر من فيلم سعودي حمل توقيع أكثر من مخرجه مثل فيلم بلوغ الذي شاركت في إخراجه 5 مخرجات سعوديات هن فاطمة البنوي وسارة مسفين وجواهر العمري ونور الأسير وهند الشمري وفيلم قوارير الذي حمل هو الآخر 5 قصص نسائية مختلفة وهو من إخراج المخرجات السعوديات: نورة المولد وفاطمة الحازمي ونور الأمير وربي خفاجي ورغيد النهدي.

فتح المهرجان منصته أمام تجارب سينمائية سعودية واعدة خرجت إلى مهرجانات دولية منحتها عدد من جوائزها وتركت تأثير إيجابي عن سينما قادمة وبقوة.

السينما السعودية

تعد السينما السعودية أكثر من استفاد من دعم مهرجان البحر الأحمر وأصبحت اليوم مطلوبة للمشاركة في مهرجانات عربية ودولية كبيرة بعد الأثر الذي تركته مؤخرا فهي ما قبل المهرجان شيئ ومن بعده شيء آخر وهو ما ظهر بوضوح من خلال فيلم الخلاط+ للمخرج السعودي فهد العماري الذي عرضه المهرجان في واحدة من لياليه وحقق الفيلم نجاح كبير وينتظرعرضه على منصة نتفليكس خلال أيام .

قدمت السينما السعودية من خلال مهرجان البحر الأحمر إلى الشاشة الكبيرة 10مخرجات دفعة واحدة في فيلمين  بخلاف العديد من الأفلام القصيرة والتي حملت معظمها أسماء لمواهب واعدة على مستوى الكتابة والإخراج والتمثيل كما تم الإعلان عن مشاركة 7 أفلام سعودية في عرضها الأول على مستوى العالم خلال دورة المهرجان الثانية إضافة إلى 18 فيلم قصير ضمن برنامجه للسينما السعودية.

لاشك أن تواجد مهرجان بحجم وقيمة البحر الأحمر السينمائي فرصة كبيرة للسينما الخليجية عليها أن تستغلها بكل ما أوتيت من مواهب فنية من أجل انطلاقها لتغرد بأفلامها على شاشات العالم.

 

(إعداد: أحمد النجار، عضو الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما )  

#مقالرأي

(للتواصل zawya.arabic@lseg.com)