تحظى مواسم الأعياد بإقبال جماهيري كبير على دور العرض السينمائي لذلك يحرص المنتجون وشركات التوزيع علي الدفع بأفلام تستطيع جذب الجمهور على مشاهدتها خاصة في موسم مثل عيد الفطر الذي يخرج منه المشاهد عادة وهو متخم من الدراما التليفزيونية على مدار شهر رمضان.

استقبلت دور العرض المصرية هذا العام في موسم عيد الفطر 7 أفلام تنوعت بين الأكشن والكوميديا: "هارلي" لمحمد رمضان و"رمسيس باريس" لهيفاء وهبي و"بعد الشر" لعلي ربيع و "إبن الحاج أحمد"  لشيكو و"ساعة إجابة" لغادة عادل و"يوم 13" لدينا الشربيني و"مغامرات كوكو" لبيومي فؤاد .

مع الساعات الأولى لانطلاق السباق بين الأفلام السبعة على عيدية الفطر في شباك التذاكر بدأت فيما بينها حرب  في الإعلان عن أرقام الإيرادات.

البداية كانت ببيان صدر عن مصدر من داخل إحدي شركات التوزيع أكد فيه أن إيرادات فيلم "هارلي" لم تتجاوز الـ100 ألف جنيه فقط أي ما يوازي نحو 3 آلاف دولار في ليلة وقفة العيد في مصر - يوم الخميس 20 أبريل - وهو رقم هزيل جدا خاصة وأن بطل الفيلم محمد رمضان هو نجم الموسم الرمضاني هذا العام بمسلسله "جعفر العمدة" الذي يعد من أكثر الأعمال جماهيرية وشعبية في الدول العربية خلال رمضان. 

وأعقب هذا بيان من  "شركة سينرجي فيلمز"  المنتجة لفيلم  "إبن الحاج أحمد" لشيكو بالإعلان عن تصدر فيلمها  للإيرادات وهو ما أثار غضب الشركة المنتجة لفيلم محمد رمضان  وعلى الفور أصدرت بيان  ذكرت فيه  بأن الأرقام  التي ذكرت كإيرادات للفيلم خلال يوم الوقفة ما هي إلا لحفل واحد فقط.

تشكل إيرادات الأفلام صداع مزمن في رؤوس السينمائيين في مصر ورغم محاولات البعض في شركات التوزيع  الإجتهاد بالإعلان عنها إلا أنه غالبا ما تشكك شركات الإنتاج في مصداقيتها وتتبادل الاتهامات بالتلاعب في الأرقام الحقيقية لصالح أفلام بعينها كمحاولة لإقصاء نجم  جديد عن الصعود أو منتج بعينه وهو ما اعترف به الفنان الشاب علي ربيع في تصريحات صحفية أكثر من مرة مؤخرا بتحالف أكثر من منتج ضد منتجه أحمد السبكي بالكشف عن أرقام غير حقيقية  لإيرادات أحد أفلامه - وهو فيلم "خير وبركة" إنتاج عام 2017 - أو إغلاق شباك بيع تذاكر الفيلم أمامه لصالح أفلام  لنجوم آخرين.

وتبادل شركات الإنتاج الاتهامات بالتلاعب في الأرقام  الحقيقية التي تحققها الأفلام وهو أسلوب اعتدنا عليه مع كل موسم سينمائي جديد خاصة في ظل تقاعس غرفة صناعة السينما ونقابة السينمائيين عن التدخل لوقف هذه الأزمة ووضع حد لها وهو ما يدفع إلى طرح تساؤل هام من الممكن أن يضع نهاية لها باللجوء إلى مصلحة الضرائب والتي تتحصل على جزء من حصيلة  بيع كل تذكرة سينما تحت إسم ضريبة ملاهي فيتم الإعلان من خلال ما تتحصل عليه مصلحة الضرائب من هذه الضريبة وفي هذه الحالة لن يتمكن أي منتج أو شركة توزيع إعلان أرقام غير حقيقية أو التشكيك فيها.

(إعداد: أحمد النجار، عضو الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما )  

#مقالرأي

(للتواصل zawya.arabic@lseg.com)