PHOTO
02 10 2017
بعد نحو عشرة أعوام تقريباً من إتمام تطوير مشروع "جزر العالم" الذي أشرفت على تنفيذه شركة "نخيل"، قال أحد المطورين العقاريين في دبي إن مُلاك الجزر عرضوا بيع مساحات من أراضيهم بأسعار أقل مُحققين خسارة.
ومشروع جُزر العالم هو مشروع سياحي فاخر قبالة سواحل إمارة دبي، يتكون من 300 جزيرة اصطناعية في البحر، تتكون على شكل قارات العالم.
وفي تصريح للرئيس التنفيذي لمجموعة كلايندينست جروب ، المُطور الرئيسي لمشروع «ذا هارت أوف يورب»، وهي مجموعة مكونة من ست جزر مقامة على مشروع «ذا وورلد» في دبي، ذكر أنه نجح في شراء إحدى الجزر "بأقل من السعر الأصلي" لإقامة أحدث مشاريعه.
وقال "جوزيف كلايندينست" في مقابلة مع «تومسون رويترز بروجيكتس» أجريت في وقت سابق من هذا الشهر، إنه أحرز مؤخرًا صفقة شراء جزيرة «فينيسيا» في مشروع "جزر العالم، حيث يخطط لإقامة مشروعه «فينيسيا العائمة» عليها، وهو أول منتجع ترفيهي تحت الماء بالكامل، وتُقدّر تكلفته بنحو 2.5 مليار درهم إماراتي (680 مليون دولار).
وتابع: "إذا ما أضفنا كافة الرسوم لثمن الشراء، نكون قد دفعنا 40 مليون درهم إماراتي (10.8 مليون دولار)، وهو مبلغ أقل من السعر الأصلي لهذه الجزيرة". ولم يُفصح "كلايندينست" عن السعر الأصلي لجزيرة «فينيسيا» أو النسبة المئوية للفرق في السعر، لكنه قال إنه يعتقد أنه حصل على صفقة جيدة.
ولم يتم الكشف عن القيمة السعرية لصفقات شراء الجزر، لكن أحد المتحدثين باسم شركة «نخيل» قال لصحيفة «جلف نيوز» إن ما يقرب من نصف عدد الجزر التي تم بيعها تراوح سعرها ما بين 20 إلى 50 مليون دولار.
وأفادت تقارير صدرت في أكتوبر 2007 أن مستثمرًا صينيًا اشترى جزيرة "شانغهاي" مقابل 28 مليون دولار، كما تم بيع جزيرة اليونان مقابل 15.5 مليون دولار، فيما بيعت جزيرة طوكيو مقابل 45 مليون دولار.
جديرٌ بالذكر أن مشروع «ذا وورلد»، هو أحد المشروعات الطموحة لشركة «نخيل» بالقرب من الشريط الساحلي لمدينة دبي، وتُقدر تكلفته بحوالي 3 مليار دولار، وتم إتمامه عام 2008، غير أن المشروعات الجاري تدشينها في الأرخبيل الاصطناعي قد توقفتْ في أعقاب الأزمة المالية العالمية.
وكافح الملاك لتأمين التمويل اللازم لتطوير جزرهم وسط تراجع المؤشرات الاقتصادية، لكنهم عبروا في وقت لاحق عن أسفهم لعدم وجود بنية تحتية أساسية لدعم خططهم.
وبعد تسعة أعوام من إتمام المشروع لم يشرع أي مُشترٍ من مستثمري مشروع «ذا وورلد» في تطوير هذه الجزر، وكان الاستثناء من ذلك في جزيرة «هارت أوف يورب» وجزيرة «لبنان» لمجموعة «كلايندينست» للتطوير العقاري. ومؤخراً بدأ العمل أيضاً في أجزاء من الجزر التي ستُشكل قارة أمريكا الجنوبية في المشروع.
وقال متحدث باسم «نخيل» "إن الشركة نجحت عام 2008 في إنهاء مشروع "العالم"، والذي يضم 300 جزيرة وحواجز للأمواج على مساحة 27 كيلو مترًا، وتسليمه كمشروع جاهز للتطوير من قِبل المستثمرين الأفراد. وقد تم شراء جميع الجزر الـ 210 التي تم طرحها للبيع. وهناك عدد من الجزر تخضع حاليا لمراحل مختلفة من التطوير، من حيث تقييم أعمال الإنشاءات والتصميم المقترح".
"مُلاك الجزر يلاحقوننا"
ويؤكد كلايندينست أن مُلاك الجُزر يُلاحقون كلايندينست جروب على أمل التخلص من أصولهم التي انخفضت قيمتها، أو الدخول في شراكة مع المجموعة لتطوير أراضيهم.
وقال: "لدينا 50 مالكًا يلهثون وراءنا كي نشتري منهم هذه الجُزر، وبعضهم يرغبون في الدخول في مشاريع مشتركة معنا"، مشيرًا إلى أن المُلاك مستعدون لتقديم صفقات بأسعار أقل من السعر المطلوب.
وأكد أن قيمة الجُزر المُتاحة للبيع الآن أقل من السعر الأصلي، قائلاً: "بعض مُلاك الجُزر يعرضوا مزيدًا من التخفيض في الأسعار... وكان من المُمكن بالنسبة لنا شراء جزيرة مُشابهة لجزيرة (فينيسيا) في الحجم بسعر أقل، لكننا رغبنا في الحصول على مكان قريب من مشروع «ذا هارت أوف يورب».
وتقع جزيرة «فينيسيا» بالقرب من الجزر الست الأخرى التابعة لمجموعة «كلايندينست» والتي تُشكِّل مشروع «ذا هارت أوف يورب»، وتضم ألمانيا وموناكو والسويد وسويسرا وسانت بطرسبرغ وجزر أوروبا الرئيسية.
"يجري حاليًا تطوير المشروع، ومن المتوقع إتمام العمل في ثلاث جُزر هي ألمانيا والسويد وسانت بطرسبرغ عام 2018. ومن المُقرر إتمام الأعمال بالأجزاء الأخرى خلال عام 2019 والنصف الأول من عام 2020"، حسبما ذكر كلايندينست.
وأضاف: "نسعى لإتمام هذا المشروع في مُنتصف عام 2020، لأن معرض «إكسبو» سيبدأ في أكتوبر، ونحن بحاجة إلى إتمام مشاريعنا قبل هذا الموعد". وسنبدأ في إنشاء مشروع «فينيسيا العائمة» أوائل العام المُقبل وإتمامه بنهاية عام 2020".
مشروع تلو الآخر
كانت «تومسون رويترز بروجكتس» قد كشفت العام الماضي عن دخول «كلاينديسنت» في مُحادثات لتطوير مشروع جديد متنوع الاستخدامات في مشروع «ذا وورلد». وكان من المُقرر أن يكون مشروع تطوير الجزر الخمس والذي يحمل اسم (لؤلؤة آسيا) مشروعًا مُشتركًا.
وعلى كلٍ، تشهد تلك الخطط حالة من التعثر، بسبب حالة عدم اليقينية بشأن المستجدات التي قد تحدث خلال الفترة المُقبلة.
يقول كلايندينست: "الأمر مُعقد قليلاً، فلم نكن نعلم في البداية أن المشروع كان في الأصل مشروعًا مشتركًا بين عدد من المستثمرين. وقد يستغرق الأمر وقتًا حتى يتم التوصل إلى حل مع المستثمرين الأصليين. وإذا ما تم تسوية هذا الأمر، عندها فقط سنبدأ في إنشاء مشروع "لؤلؤة آسيا".
وردا على سؤال حول ما إذا كان يدرس الدخول في مشاريع مشتركة أو صفقات شراء جزر أخرى قال كليندينست :"لديّ شخصياً رغبة قوية لإقامة المزيد من المشاريع حول العالم، ولكن واحدا تلو الآخر".
وبسؤاله عمّا إذا كان يُفكر في شراكات أخرى أو صفقات لهذه الجُزر، أجاب كلايندينست: "لديّ شخصيًا رغبة قوية في إقامة المزيد من المشروعات، ولكن واحدًا تلو الآخر".
في الوقت نفسه، فإن شركة التطوير العقاري الإماراتية «سيفن تيدس» تدرس كذلك بدء الأنشطة الإنشائية في منتجع فخم يضم 100 فيلا في مشروع "جزر العالم".
وفي أوائل شهر سبتمبر، قال عبد الله بن سليم، المدير التنفيذي للشركة، لـ «تومسون رويترز بروجيكتس»، إنه يتوقع البدء في الإنشاءات مطلع العام المقبل.
وتابع قائلاً: "مشروعنا الضخم المُقبل هو إنشاء منتجع في مشروع "جزر العالم" لجزيرة تمثل أمريكا الجنوبية في المشروع، ولدينا بضع جزر لإنشاء المشروع. وسنبدأ بإحدى هذه الجزر كمرحلة أولى، وهي الجزيرة الأكثر تميزًا، حيث تواجه الشريط الساحلي للجميرا، ولا يفصلها عنه شيء سوى الأمواج المتلاطمة. وبعدها سنشرع في الجزيرة التي تليها وهكذا، ومن المتوقع إتمام هذا المشروع قبل نهاية العام المُقبل".
وذكر بن سليم أنه الشركة تنتظر "الوقت المناسب" لبدء أنشطة التطوير في مشروع العالم، إلى جانب التركيز على تسليم مشروعاتها الأخرى في الموعد المحدد لها.
وتُعد «سيفين تيدس» إحدى شركات تطوير مشروعات الضيافة الفارهة مثل فنادق «ديوكس دبي» ومنتجع «أنانتارا دبي بالم».
وأضاف بن سليم أن "مشروع «ذا وورلد» يُعد مشروعًا فريدًا من نوعه، وأي مستثمر يريد أن يبدأ مرحلة الإنشاءات في هذا المشروع، يحتاج إلى ثلاثة مقومات: الشجاعة والعاطفة والمعرفة".
للاطلاع على مزيد من البيانات والتحليلات والأخبار حول المشروعات في الشرق الأوسط، يُرجى زيارة منصّة تومسون رويترز للمشاريع هنا.
© Zawya 2017







