* قوات التحالف تقتحم مطار الحديدة

* مبعوث الأمم المتحدة للسلام يغادر صنعاء دون تعقيب

* ميناء الحديدة شريان حياة لملايين اليمنيين

* الأمم المتحدة تفرغ حمولة ثلاث سفن تحمل مساعدات غذائية في ميناء الحديدة

* القوة العربية تسعى لتغيير الموازين في المعركة مع الحوثيين

(لإضافة تفاصيل)

من محمد غباري

عدن 19 يونيو حزيران (رويترز) - قال مصدر عسكري يمني ووكالة الأنباء الإماراتية وسكان محليون إن قوات عربية تتبع التحالف الذي تقوده السعودية اقتحمت مطار مدينة الحديدة اليوم الثلاثاء وسيطرت على مساحات كبيرة من المجمع في معارك مع الحوثيين المتحالفين مع إيران.

وستمثل السيطرة على المطار مكسبا مهما للتحالف الذي تقوده السعودية والإمارات اللتان تعهدتا بهجوم سريع على المدينة لتفادي تعطيل المساعدات التي تصل عبر الميناء الرئيسي بالبلاد.

وشن التحالف المدعوم من الغرب الهجوم على الحديدة يوم 12 يونيو حزيران بهدف تغيير الموازين في حرب بالوكالة بين السعودية وإيران فاقمت الاضطرابات في الشرق الأوسط.

وقال مصدر عسكري يمني مناهض للحوثيين لرويترز "الآن بدأت عملية اقتحام مطار الحديدة".

وقال أحد السكان لرويترز "هذه أول مرة نسمع فيها الاشتباكات بهذا الوضوح. نستطيع سماع صوت المدفعية ونيران الأسلحة الآلية" مضيفا أن طائرات حربية قصفت المطار في وقت مبكر اليوم.

وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية أن قوات التحالف سيطرت على مساحات واسعة من مجمع المطار.

وأسفر تصاعد القتال عن إصابة ونزوح عشرات المدنيين وعرقل عمل جماعات الإغاثة في إرسال مساعدات حيوية لملايين اليمنيين عبر الميناء المطل على البحر الأحمر.

وسببت معارك اليوم حالة من الذعر بين السكان.

وقالت إيمان (37 عاما) وهي أم لاثنين وهي تغالب دموعها "طفلاي مرعوبان. المعارك وصوت الانفجارات في كل مكان ونحن محبوسون في منزلنا بحي الربصة من دون مياه... ما الذي فعلناه لكل ذلك؟".

وذكر محمد شرف (44 عاما) وهو موظف حكومي أنه أرسل أسرته بالكامل إلى العاصمة صنعاء قبل عدة أيام وأنه يستعد للرحيل أيضا. وقال "الموت والدمار في كل أنحاء المدينة".

وتخشى الأمم المتحدة أن يؤدي الهجوم لتفاقم أزمة إنسانية هي الأسوأ في العالم والأكثر حاجة للتدخل العاجل حيث يعتمد 22 مليون يمني على المساعدات كما أن هناك 8.4 مليون على شفا المجاعة.

ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة يعيش 600 ألف شخص داخل وحول الحديدة، وقد تخلف المعارك ما يصل إلى 250 ألف قتيل إذا تطورت الأحداث بشكل سيء.

وقالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة للصحفيين في جنيف إن ميناء الحديدة ظل مفتوحا اليوم الثلاثاء فيما سارع البرنامج بتفريغ حمولة ثلاث سفن تحمل ما يكفي من الغذاء لستة ملايين شخص لمدة شهر.

* ممر هروب

قال أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أمس الاثنين إن التحالف يتعامل بنهج محسوب لتقليل المخاطر على المدنيين وفتح ممر بري لهروب الحوثيين إلى معقلهم في العاصمة صنعاء.

وتقول الدول العربية إن هدفها هو السيطرة على المطار والميناء وتفادي القتال في الشوارع في وسط المدينة.

وقال قرقاش إن التحالف يعول على مارتن جريفيث مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن الذي وصل إلى صنعاء يوم السبت بهدف التوصل لاتفاق مع الحوثيين على مغادرة الحديدة.

لكن شهودا ذكروا أن جريفيث غادر صنعاء اليوم الثلاثاء دون أن يدلي بتعقيب تاركا التساؤلات عن أي تقدم تحقق دون أجوبة.

ونفى محمد البخيتي عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي أن تكون المحادثات مع جريفيث تركزت على تسليم الميناء وقال "هذا الطلب غير واقعي".

وقال لرويترز عبر الهاتف "لقد ناقش المبعوث الدولي في كل زياراته موضوع الحل السياسي الشامل على المستوى الداخلي والإقليمي والترتيبات العسكرية والأمنية في مختلف الجبهات وليس جبهة الحديدة فقط".

كان التحالف الذي تقوده السعودية قد تدخل في حرب اليمن عام 2015 لمحاولة الإطاحة بالحوثيين وإعادة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والموجودة حاليا خارج البلاد وإحباط ما تراه الرياض وأبوظبي طموحات من جانب إيران لبسط هيمنتها في المنطقة.

ومن شأن خسارة الحديدة أن يوجه ضربة قوية للحوثيين حيث ستقطع خط الإمداد الرئيسي عنهم، وقد ترجح أيضا كفة التحالف العسكري المدعوم من الغرب والذي فشل حتى الآن في هزيمة الحوثيين في حرب أودت بحياة عشرة آلاف شخص رغم تفوقه في التسلح والقوة العسكرية.

(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية - تحرير)