من محمد الغباري

عدن 18 يونيو حزيران (رويترز) - واصل التحالف بقيادة السعودية ضرباته الجوية على مواقع للمسلحين الحوثيين المتحصنين في مطار الحديدة اليوم الاثنين فيما فر مدنيون بحثا عن ملاذ آمن من أكبر معركة في الحرب.

وقال سكان إن طائرات هليكوبتر من طراز أباتشي أطلقت النار مستهدفة قناصة ومقاتلين على أسطح المباني في حي المنظر المجاور لمجمع المطار. وتسبب القتال في إصابة عشرات المدنيين ومنع منظمات الإغاثة من الوصول لمناطق في المدينة.

ومن شأن خسارة الحوثيين للسيطرة على الحديدة أن تضعفهم من خلال قطع خطوط الإمدادات من الميناء المطل على البحر الأحمر لمعقلهم في العاصمة صنعاء. كما يمكن للسيطرة على الميناء أن تمنح التحالف المدعوم من الغرب تفوقا في الحرب التي فشل فيها حتى الآن في هزيمة الحوثيين على الرغم من تفوقه العسكري. وتسبب الصراع في مقتل عشرة آلاف شخص وفي أكثر الأزمات الإنسانية إلحاحا في العالم.

وعبر الأمير زيد بن رعد الحسين المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة اليوم الاثنين عن قلقه البالغ من الهجوم الذي قال إنه يعرض ملايين المدنيين للخطر.

وقال في افتتاح جلسات تستمر ثلاثة أسابيع لمجلس حقوق الإنسان في جنيف "أؤكد على قلقي العميق حيال الهجمات الدائرة التي يشنها التحالف بقيادة السعودية والإمارات على الحديدة التي قد تتسبب في خسائر كبيرة بين المدنيين وقد يكون لها أثر كارثي على إيصال المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة لملايين الأشخاص والتي تأتي عبر الميناء".

ويمكن أن يطول أمد معركة الحديدة التي بدأت قبل ستة أيام مما سيتسبب في مزيد من المعاناة للمدنيين الذين يعانون بالفعل من أثر الضربات الجوية وحصار الموانئ والجوع وانتشار الكوليرا.

وقال يحيى الطناني إنه ترك حي المنظر هو وأسرته قبل ثلاثة أيام وساروا لمسافة ثلاثة كيلومترات وهم يختبئون خلف الجدران وتحت الأشجار لتجنب الضربات الجوية قبل أن يعثروا على مأوى في مزرعة سمكية. وبقي آخرون في منازلهم لرعاية أفراد أسرهم وماشيتهم.

وقال "قالوا لنا إن بعض منظمات الإغاثة سترسل حافلات ثم قالوا لا يمكن لحافلات أن تدخل أو تخرج. فبدأنا نمشي حاملين أطفالنا ونجلس بين الحين والآخر لنستريح فيما حلقت الأباتشي فوق رؤوسنا. كنا خائفين إذ لم نعلم إن كنا سنتعرض لإطلاق النار".

وأضاف وهو جالس على الأرض في فصل فارغ في مدرسة تستخدم لإيواء النازحين من القتال "الآن نحن في هذه المدرسة دون حشايا ولا كهرباء ولا ماء ولا حمامات، لا شيء. ولدينا أطفال يحتاجون لعلاج وغذاء وأي شيء لكن ليس لدينا أي شيء".

ونام أطفال على أرض الفصول الخاوية فيما جلس آخرون في الساحة في يأس حيث تناثرت حولهم بعض الملابس والأغطية على الشرفات والمكاتب.

وقال التحالف العربي إن بإمكانه السيطرة على الحديدة بسرعة بما يمنع عرقلة وصول المساعدات وسيركز على السيطرة على المطار والميناء لتجنب الدخول في معارك في الشوارع.

وتدخل التحالف في حرب اليمن في 2015 لإعادة السلطة للحكومة المعترف بها دوليا بعد أن أجبرها الحوثيون على مغادرة البلاد ولإحباط ما ترى الرياض وأبوظبي أنه محاولات من عدوتهم إيران للهيمنة على المنطقة.

ويسيطر الحوثيون على أغلب المناطق المأهولة بالسكان في البلاد التي يقطنها نحو 30 مليون نسمة.

(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير منير البويطي)