22 02 2016

باستثناء المؤمَّن عليها في الخارج

«الكويتيون عيال بحر» هذه العبارة نسمعها دائماً عندما تأتي سيرة اليخوت والبحر في الكويت، والعدوى انتقلت للمقيمين أيضاً، مما جعل الكويت من أكبر الأسواق حجماً في المنطقة على الرغم من مساحات المراسي المحدودة.

ورغم صغير حجمها، فإن في الكويت نحو 8 آلاف يخت مؤمن عليه، وتصل قيمتها الإجمالية لنحو 580 مليون دينار، وبما يعادل ملياري دولار تقريباً، في حين تمثل اليخوت التي تتعدى قيمتها 30 ألف دينار نحو 15 في المئة من حجم السوق.

القبس تجولت في معرض اليخوت الرابع الذي أقيم مؤخراً، في استطلاع لمستجدات السوق وتأثره بأسعار النفط ورفع الدعم عن الديزل، وكانت التوقعات بانخفاض الطلب على الشراء واضحة إلا أنه كان هناك محاولات للتأقلم مع الواقع الجديد من خلال «ربط الحزام». كما أن الأرقام لم تكن واضحة بسبب عدم توفر مراسٍ تكفي الجميع أو أن أصحاب اليخوت قرروا الهجرة بها خوفاً من الحسد.

في الأسطر القادمة نرصد بعض معطيات هذا السوق.

يرى رئيس شركة الغانم مارين ثنيان فيصل الغانم أن الكويتيين هم الأكثر شراء لليخوت في المنطقة، مشيراً إلى أن 80 في المئة من مبيعات اليخوت في الإمارات- أكبر مصدر لليخوت في المنطقة- تعود للكويتيين، والدليل على ذلك أن المراسي في الكويت جميعها ممتلئة ويضطر البعض إلى تأجير مراسٍ لليخوت في الإمارات.

وبين الغانم أن معرض اليخوت الذي أقيم هذا العام للمرة الثالثة، لوحظ فيه ازدياد مشاركات الشركات، ففي نسخته الأولى فوجئ الكثيرون بالأعداد الكبيرة من الزائرين والمهتمين وبحجم المعروضات، سواء من المواطنين أو المقيمين.

ولفت إلى أن الكويت تعد من اهم الأسواق الخليجية لأسباب عدة أهمها عدم وجود قوانين تحد من امتلاك أو استخدام اليخوت والقوارب أو تفرق بين المقيم والمواطن إلا في أوقات التمرينات العسكرية، على عكس الكثير من الدول الأخرى التي تطلب تصريحات أمنية قبل النزول إلى المياه.

وقال الغانم إنه من الصعب تحديد عدد من يملكون يخوتا في الكويت، خاصة الكبرى منها، بسبب ندرة وجود المراسي هنا، مما يصعب الحصول على بيانات دقيقة سواء من الشركات التي تبيعها أو وزارة الداحلية، إلا أن الأحجام المطلوبة عامة تكون، الصغيرة والمتوسطة لسهولة رفعها ووضعها في مواقف المنازل، خاصة بعد سماح وزارة الداخلية بذلك بعد الالتزام بمعايير السلامة والأمن وترخيص عربات نقل اليخوت والقوارب.

وعن تأثر المبيعات بانخفاض أسعار النفط، أفاد الغانم بأنها انخفضت بشكل ملموس، فمن يملك المال أصبح أكثر حرصاً في صرفه، والعوامل الجيوسياسية أيضاً ساهمت في ذلك، كما أن جميع الشركات تتوقع أن تنخفض المبيعات بشكل أكبر في عام 2016، وهناك تفهم لهذا الأمر.

وعن نوعية الزبائن، ذكر أن معظمهم من المواطنين وتبدأ من سن الـ 18 عاماً إلى 30 عاماً في فئة القوارب الصغيرة والأعمار الأكبر سناً بالنسبة إلى القوارب الأكبر حجماً، لافتاً إلى أن الأكثر مبيعاً هي القوارب الأسهل في إيجاد مرافئ لها، أي التي يسهل جرها خلف سيارات وإيقافها في مواقف البيوت وتنزيلها ورفعها من المثنى.

وعن أفضل الدول صناعة ومبيعاً، أوضح أن أميركا تأتي في المركز الأول وبعدها إيطاليا والآن أصبح للخليج مكانة،
خصوصاً الإمارات.

وعن رفع الدعم عن الديزل وتقبل السوق لذلك، قال الغانم إن هناك شركات بدأت بطرح يخوت وقوارب بمحركات اقتصادية بتسهيلات أكبر لتقسيط الشراء، إلا أن سعر الديزل بعد رفع الدعم سيظل منخفضاً مقارنة بدول أخرى، ولن يؤثر على المبيعات أو معدل الرحلات البحرية لأصحاب اليخوت.

الغيرة والحسد يدفعان البعض للرسو خارجاً

بين مسؤول في شركة تأمين أن أحد الأسباب الرئيسية التي تمنع اليخوت الفارهة من الرسو في الكويت هو عدم توافر مرافئ وخدمات تناسب حجمها وقيمتها ويرسو بعض عملائها في لبنان واليونان ومرسى علم في مصر ودبي وعمان وتركيا ومدينة كان الفرنسية. كما أن هناك سبباً اخر، وهو الحسد والغيرة، حيث يخشى أصحاب هذه اليخوت من نظرة الغيرة لهم!
وقال إن مشكلة المراسي في طريقها للحل، حيث سيفتتح قريباً مرسى لليخوت في خيران، إذ افتتحت بعض أجزائه بالفعل.

40 يختاً جديداً كل سنة!

كشف أحد مديري قطاع النقل البحري في شركة تأمين مدرجة أن في الكويت 4 شركات تقدم خدمات التأمين لليخوت، لافتاً إلى أنها تقدم خدماتها إلى نحو 8 إلى 10 يخوت جديدة سنوياً، وبما يصل إلى نحو 40 يختاً بالإجمالي سنوياً.

ولفت الى أن هناك بعضاً منها مؤمناً عليه من شركات خليجية أو عربية أخرى ترسو بها اليخوت، خصوصا الفارهة منها، كما ان شركات التأمين لا تؤمن على اليخوت التي لا ترسو في المراسي لارتفاع حجم المخاطر وعدم وجود قوانين واضحة من وزارة الداخلية بشأنها.

© Al Qabas 2016