23 07 2016

تعاون رجال أعمال البلدين في قطاعي الإنشاءات والزراعة

ينظر رجال الأعمال السعوديون بعين إيجابية حيال شراكاتهم المنتظرة مع نظرائهم القطريين في قطاعات مختلفة من شأنها رفد المشاريع الخاصة بمونديال 2022.
 
ويرى هؤلاء تطورا كبيرا في العلاقات التجارية والاستثمارية بين الدوحة والرياض طيلة السنوات الخمس الماضية، وهو ما تمخض عنه تضاعف التبادلات التجارية والشراكات التي تصب في صالح اقتصادي البلدين الخليجيين الشقيقين.

وأشار هؤلاء لـ «العرب» إلى أن قطاعي الإنشاءات والزراعة هما الأكثر نموا في طبيعة العلاقات الاقتصادية بين البلدين سواء من جانب القطاعين الحكومي أو الخاص.
وأوضحوا أن الشركات السعودية الكبرى المتخصصة في هذين المجالين تستفيد بشكل كبير من هذا التطور في العلاقة التجارية الثنائية مؤكدين على أن هناك الكثير من مشاريع المونديال الإنشائية تشارك فيها شركات سعودية سواء منفصلة أو بالتعاون مع أخرى محلية وأجنبية وهو أيضا ما ينطبق على القطاع الزراعي.

وشددوا على أن القطاع الزراعي القطري يشهد نهضة حقيقية خلال هذه الفترة ونتيجة للخبرة السعودية المتميزة في هذا المجال على المستوى الخليجي، فمن المرجح أن تكون الاستفادة مهمة لدى الجانب القطري، خصوصا أن هذا القطاع يحتوي على الكثير من المجالات المهمة المتعلقة بالسلع الغذائية.

كما جددوا التأكيد على أن قرب المسافة بين قطر والسعودية أسهم بشكل كبير في سرعة النمو في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين وقالوا: «هناك الكثير من الكيانات الاقتصادية المشتركة بين البلدين تساهم باستمرار في زيادة الشراكات خاصة في القطاع الخاص بالبلدين ومع رجال الأعمال والمستثمرين».

كما اعتبروا أن قوة السوق القطرية في الكثير من المجالات يشجع القطاع الخاص السعودي على القدوم إليها، وهو ما يتضح في الكثير من الشراكات القائمة بين القطاعين ورجال أعمال البلدين في الكثير من المشاريع الخاصة داخل قطر.

شراكات القطاع الخاص
يؤكد ماجد العجلان من شركة العجلان لمظلات الشد الإنشائي أن العلاقات بين قطر والسعودية على كافة المستويات متميزة للغاية نظرا للعلاقة بين الشعبين وقرب المسافة وقال: «واضح للجميع أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين في تطور ونمو مستمر خلال هذه الفترة خاصة في مجال الإنشاءات بسبب قرب موعد المونديال في قطر والتوسع في الكثير من مشاريع البنية الأساسية».

وأشار إلى أن الكثير من الشركات السعودية المتخصصة تساهم بشكل كبير في هذه المشاريع داخل قطر؛ حيث إن هناك شراكات قوية مع القطاع الخاص المحلي؛ مؤكداً على أن عملية نقل مواد البناء برا من السعودية إلى قطر أسهم بشكل كبير في تنشيط التعاون بالقطاع الإنشائي بين البلدين.

وأوضح أيضا أن القطاع الخاص السعودي بشكل عام يكون حريصا على التواجد داخل السوق القطرية باستمرار نظرا لقوة هذه السوق وقال: «علاقة التبادل التجاري والصناعي والزراعي بين البلدين تسير بخطى سريعة وأن هذا النمو سيصل إلى أعلى درجاته قبل موعد المونديال بعام أو عامين على الأكثر».

كما شدد على أن المونديال مثلما هو الآن سبب قوي في زيادة التعاون الاقتصادي بين البلدين سيكون وقتها سببا قويا في زيادة عدد السياح السعوديين إلى قطر عبر البر؛ حيث من المتوقع وقتها أن يتحقق الرقم القياسي في عدد الزوار السعوديين الذين يدخلون قطر نظرا لقرب المسافة بين البلدين.

القطاع الزراعي
من جانب آخر أكد محمد إبراهيم الديقاني المتخصص في الشؤون الزراعية أن القطاع الزراعي في قطر يملك الكثير من أوجه التعاون مع نظيره في السعودية وقال: «عندما نتحدث عن القطاع الزراعي فنحن نتحدث عن كل ما يحتويه هذا القطاع من زراعة وإنتاج والجميع يعلم أن هذا القطاع في السعودية يعتمد على السوق القطرية بشكل كبير للغاية سواء من ناحية تصدير كل مشتقات القطاع الزراعي مثل الألبان أو الخضراوات والفاكهة أو من حيث التعاون في عملية الإنتاج بالمزارع القطرية».

وأشار إلى أن العلاقات التجارية التبادلية بين السعودية وقطر تنمو باستمرار بسبب تركيز القيادة في البلدين على ذلك بالإضافة إلى حرص القطاع الخاص في كل بلد على الاستفادة من الآخر بشكل تجاري يخدم المصالح الاقتصادية للبلدين.

واستطرد في هذه الجزئية مؤكداً على أن السعودية تعتبر أكبر مستفيد من السوق القطرية والعكس صحيح بالطبع نظرا لقرب المسافة بين البلدين وأيضا التعاون التجاري القوي من خلال الكيانات الاقتصادية المختلفة وقال: «نحن مثلا في السعودية نهتم جدا بالتواجد داخل السوق القطرية في شتى المجالات، وأعتقد أن مونديال 2022 أسهم بشكل واضح وصريح على مضاعفة الرغبة لدى القطاع الخاص السعودي على التواجد بقوة داخل السوق القطرية».

وأوضح أيضا أن التعاون في قطاع الزراعة بدأ ينشط بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة مثلما هو الحال في قطاع الإنشاءات على اعتبار أن النهضة الإنشائية التي تشهدها قطر في البنية الأساسية تعود بالنفع بكل تأكيد على القطاع الخاص السعودي الذي يتواجد بكثافة مع هذه المشاريع التي تقام.

علاقات دول مجلس التعاون
ويؤكد أيضا موسى محمد المحبوب من شركة «سعودي كاست» المتخصصة في التصريف الداخلي والمسبوكات الهندسية أن علاقات دول مجلس التعاون الخليجي الاقتصادية والتجارية متطورة باستمرار ولكن علاقة قطر والسعودية على وجه الخصوص مختلفة ومتميزة بشكل كبير.

وقال: «السوق القطرية في شتى المجالات مميز نظرا للقوة الشرائية؛ ولذلك يحرص القطاع الخاص السعودي على أن تكون السوق القطرية هو الخيار الأول بالنسبة له وهو ما يتضح بشدة في المشاريع الكثيرة التي تتعاون فيها الشركات السعودية الخاصة مع القطاع الخاص القطري».

وأوضح أن القطاع الزراعي أيضا مهم للغاية ويشهد خلال الفترة الأخيرة نموا كبيرا وبشكل واضح نظرا لما تملكه السعودية من خبرات وإمكانات قوية في هذا القطاع والرغبة القوية من جانب المستثمرين في هذا القطاع داخل قطر على التعاون وقال: «أعتقد أن مونديال 2022 أسهم بشكل كبير في دخول شركات سعودية كثيرة للسوق القطرية خلال هذه الفترة وخلال السنوات القليلة المقبلة سيختلف الوضع تماما وسيتضاعف هذا التعاون».

كما أشار إلى أن هناك الكثير من الكيانات الاقتصادية الموجودة بين البلدين تساهم في عملية تنظيم التعاون الاقتصادي والتجاري ولكن العلاقة الاقتصادية والتجارية بين البلدين لا تكتفي بذلك وهو ما يفسره قيام القطاع الخاص في البلدين بالكثير من أوجه التعاون في مشاريع مختلفة دون العودة إلى هذه الكيانات وقال: «غالبا ما يكون الهدف من إنشاء هذه الكيانات هو تشجيع القطاع الخاص في البلدين على التعاون المثمر وهو ما يتم بالفعل».

واختتم مؤكداً على أن أي مجال قطاعي الإنشاءات والزراعة سيكون لهما الدور الأكبر خلال السنوات المقبلة في زيادة كافة الأرقام المتعلقة بأوجه التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين.

© Al Arab 2016