اختتم المؤتمر العالمي للأسطح الخضراء الخامس أعماله أمس الذي عقد على مدار يومين بحديقة الشهيد في الكويت بحضور ممثلين من المنظمة العالمية للأسطح الخضراء وذلك للمرة الأولى في الشرق الأوسط، وبتنظيم من شركة «نوف إكسبو»، حيث تركز هذه الدورة على التحديات التي تواجه الأسطح الخضراء وكذلك على فوائدها في المناطق الجافة.
التحول لمدينة ذكية
في البداية، استعرض مدير مشروع المخطط الهيكلي الرابع في بلدية الكويت م.سليمان الراشد خطة تحويل الكويت لمدينة ذكية في 2040، حيث اوضح ان الخطة تستهدف جذب المستثمرين الدوليين خاصة بعد انشاء مراكز مالية وتجارية عالمية تحت مظلة الحكومة.
وأكد الراشد ان خطة 2040 تأتي ضمن توجيهات صاحب السمو لتحويل الكويت الى مركز مالي وتجاري عالمي، مبينا ان الحكومة تستهدف خلق مشاريع ذكية من مواصلات واتصالات.
واوضح ان الخطة الجديدة تتسم بالمرونة وسهولة التطبيق والعمل وذلك فيما يتعلق بالمساكن الذكية، فضلا عن حل مشاكل المرور والازدحام.
واشار إلى ان اهداف الخطة التي ترتكز على الرفاهية والتعدد في الأغراض ووجود مركز مالي وتجاري عالمي لتكون للكويت الريادة في الاستثمار بالمنطقة، بالإضافة إلى تطبيق الاستعمال المختلط للأراضي الذي يسهل على المستثمرين عمليات التطوير سواء كانت عقارية او غيرها من القطاعات التي تتعلق بالخطة.
وذكر ان الدولة وضعت خطة 2040 لتطوير اراضي الدولة وتوزيع الاستعمالات وتغييرها في مدينة الكويت وذلك لتقليل مشاكل الازدحام المروري، مبينا ان المخطط سيحدث عملية تغيير شامل في جميع محافظات الكويت وبالأخص المنطقة الشمالية (الصبية وجزيرة بوبيان).
وفيما يتعلق بالمباني الخضراء، قال ان المخطط الهيكلي يدعم فكرة المباني الخضراء لما تحدث امورا ايجابية في حياة السكان والمواطنين، منها تقليل مصاريف المستشفيات الصحية ومنها زيادة الحياة الصحية الأفضل للمواطنين.
وقال الراشد ان المشروع سيتضمن دراسة على القسائم التجارية والصناعية، وذلك بالتنسيق مع مختلف وزارات الدولة. وأوضح ان اولى مراحل الخطة انتهت في يناير الماضي والمرحلة الثانية تنتهي في يناير 2019.
وذكر أن المخطط الهيكلي الرابع للكويت 2040 يعد ترجمة للرؤية السامية لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري إقليمي ودولي.
ولفت إلى حرص سمو رئيس مجلس الوزراء منذ حضوره حفل توقيع عقد المخطط الهيكلي في شهر نوفمبر الماضي مما يمثل دعما للبلدية وفريقها لإنجاز هذا المخطط.
وأعرب عن تطلعه إلى تحقيق رؤية الدولة المستقبلية لجعل الكويت مركزا ماليا وتجاريا واستقطاب الشركات لإعادة التصدير وتحرير الاقتصاد ودخول مستثمرين عالميين، مؤكدا حاجة المخطط الهيكلي لتشريع القوانين اللازمة والوصول إلى الأهداف المرسومة.
كما بين أن موقع الكويت الاستراتيجي يؤهلها لأن تكون مركزا للتصدير، مشيرا إلى أن المخطط الهيكلي يربط الكويت مع شمال آسيا ومنطقة الشرق الأوسط.
وذكر أن المخطط الهيكلي يغطي ثلاث مراحل، حيث تبدأ الأولى بجمع بيانات واحتياجات الجهات الحكومية المختلفة، مشيرا إلى أن المرحلة الثانية تختص بتقديم أوراق العمل المعنية بالاقتصاد والسكن والبيئة، وبين أن المرحلة الثالثة مرحلة التنفيذ والتطبيق لتحويل الكويت إلى دولة ذكية من خلال طرح التشريعات والقوانين لتشجيع القطاع الخاص والمستثمر الأجنبي للاستثمار في البلاد.
رفع الكفاءة
من جانبها، قالت رئيس قسم البحوث وأنظمة البناء في بلدية دبي م.فداء الحمادي ان البلدية قامت بترخيص أكثر من 400 مليون قدم مربعة من المباني الخضراء خلال الأعوام 2014 ـ 2017، مشيرة الى ان المباني المنجزة وفق اللائحة تزداد بوتيرة متسارعة ستؤدي إلى رفع كفاءة أداء المباني في مجال استهلاك الطاقة والمياه والتخفيف من النفايات الناجمة عن عمليات الإنشاء وتشغيل المباني على حد سواء والمساهمة في دعم مبادرات الاقتصاد الأخضر من خلال تشجيع استخدام المواد الصديقة للبيئة وذات التأثير المنخفض على البيئة الداخلية المبنية بما يضمن تحقيق بيئة مريحة وصحية وآمنة لشاغلي المبنى.
وأوضحت الحمادي في عرض قدمته حول متطلبات المباني الخضراء ونظام تقييم المباني الخضراء (السعفات) أن إدارة المباني قامت من خلال التعميم بفتح المجال أمام الملاك والمطورين الراغبين في التقدم بطلب لإعادة تقييم المباني المشيدة «بعد الأول من يناير 2012 وفق لائحة شروط ومواصفات المباني الخضراء» بواسطة استشاري أو مقاول وفق الشروط والمواصفات الواردة في هذا النظام بحسب السعفة المختارة من خلال موقع السعفات.
وأكدت انه سيتم إصدار شهادة تقييم مبنى أخضر للسعفات البرونزية والفضية مع صدور شهادة الإنجاز في حال تم الالتزام بتوفير متطلباتهما، أما السعفة الذهبية والبلاتينية فعلى المالك التقدم بطلب منفصل إلى قسم البحوث وأنظمة البناء من خلال الموقع الالكتروني للسعفات ليتم الكشف على الأنظمة المطبقة في المبنى أثناء مرحلة التشغيل وإصدار الشهادة وتركيب اللوحة الخاصة بها على المبنى، وتعتبر مدة صلاحية شهادة السعفات ثلاث سنوات ويعاد تقييم جميع المباني الحاصلة على شهادة السعفات بغرض تجديدها بعد انقضاء هذه المدة بناء على طلب رسمي مقدم من مالك المبنى أو من ينوب عنه قانونا من خلال موقع السعفات، وقالت ان دبي تتوقع زيادة السكان في المدينة الى 5.2 ملايين فرد بحلول العام 2020 وهذه الزيادة الهائلة تتطلب زيادة المباني بواقع 3500 مبنى حديث يواكب تلك الزيادة.
مشاريع ضخمة
بدوره، قال مدير الاستدامة في شركة أستاد لإدارة المشاريع الشيخ سعود خليفة آل ثاني إن «أستاد» صممت أول مبنى مستدام للمدينة التعليمية في العام 2002 مطابق لمواصفات LEED للاستدامة، كما أسهمت في بناء عدد من أكبر المشاريع الضخمة في قطر والمطابقة للمعايير القطرية والدولية للاستدامة.
وتناول الشيخ سعود في عرض قدمه حول خطة قطر للتحول بحلول عام 2032، حيث قال ان المدن الذكية هي قفزة كبيرة وخطوة تطورية في التخطيط العمراني والبناء في قطر، فالمدن قد استندت على السيارات والمركبات في العقود الأخيرة، ولكن مع المدن الذكية، كل شيء سيركز على التكنولوجيا الذكية، فجوهر المدن الذكية هو تدفق وتبادل المعلومات.
وذكر ان الاستدامة تعد جانبا كبيرا آخر من جوانب المدن الذكية، لأن المدن الذكية تجعل من الأسهل إدارة توزيع المياه والطاقة، في حين يتم خفض الهدر إلى الحدود الدنيا، وهنا نشير إلى إدارة المهملات وإعادة التدوير، واشار إلى ان المدن الذكية هي المستقبل وهناك خطة لزيادة الكفاءة وحل المشاكل المتزايدة التي تحيط بالمدن المتقدمة بشكل كبير مثل إهدار الطاقة.
كوارث طبيعية
من جانبه، قال رودي سيشيرومان ان العالم تعرض لكوارث طبيعية كلفته خسائر بقيمة 1.2 تريليون دولار، وهذه الكوارث نجمت عن التغير المناخي الذي ضرب العالم خلال العقود الاخيرة نتيجة استخدام الطاقة النووية والاسراف في استهلاك الوقود الاحفوري في السيارات ووسائل النقل العام.
واوضح ان المباني الخضراء قادرة على تلقي الصدمات والكوارث الطبيعية، حيث انها تعمل على حماية البيئة من التغير المناخي وظروف الطقس المختلفة وتنقية الماء.
وذكر ان الشوارع الخضراء في المدن تقلل التلوث بنسبة 30% وتقلل من استخدام المياه بنسب تصل إلى 4 ـ 8%، مبينا ان الاسطح الخضراء تخفض دراجات الحرارة بنسب تصل إلى أكثر من 13 درجة مئوية.
ترويج عالمي
من جانب آخر، قال مدير عام منظمة الاسطح الخضراء IGRA وولف غانغ انسل ان اهداف المنظمة تتمثل في الترويج العالمي لفكرة الاسطح الخضراء، ونقل المعرفة الدولية في مجال الأسطح الخضراء، وتحفيز المعايير الدولية للممارسات الجيدة والتكنولوجيا الموثوقة للسقف الأخضر.
وذكر ان منظمة الاسطح الخضراء تعتبر منصة لتسهيل تطبيق سياسات الأسطح الخضراء في جميع دول العالم.
ودعا إلى ضرورة وجود لائحة قانونية تحدد كيفية انشاء الاسطح الخضراء، كما ينبغي ان يكون هناك دعم سياسي من البرلمان للوصول إلى تشريح يحدد آلية تطبيق الاسطح الخضراء في المباني الحكومية والخاصة.
قاعدة معلومات
من جانبها، استعرضت ليندا فيلزكيز مؤسسة موقع جرين روف دوت كوم الأميركي دور الاسطح الخضراء في تعزيز دور الطبيعة للحفاظ على البيئة، حيث قالت ان الموقع الخاص بالمؤسسة يوفر شبكة اعلامية للترويج عن افضل الممارسات في مجال الاستدامة وخلق قاعدة معلومات اعلامية لكل المهتمين بصناعة الاسطح الخضراء.
واضافت فيلزكيز ان موقع المؤسسة لدية قاعدة بيانات هائلة حيث يجمع مشاريع تزيد على 1660 مشروع ودليل كامل عن المصنعين والموردين للأسطح الخضراء.
واشارت إلى تجارب الكويت في الاسطح الخضراء منها في مول 360 وحديقة الشهيد، مؤكدة على ضرورة التنوع في زراعة النباتات التي يتم استخدامها على الاسطح الخضراء.
تكنولوجيا متطورة
من جانبه، استعرض رالف ولكر مدير البحث والتطوير في شركة زنكو ألمانيا نظم الري والصرف بما يتوافق مع مختلف انواع النباتات التي تناسب مختلف الظروف المناخية، حيث قال ان نظم الاسقف الخضراء هي الحل الأمثل لمواجهة ارتفاع حرارة المدن ذات الكثافة السكانية العالية.
واوضح ان الشركة تقدم تكنولوجيا متطورة لزراعة النباتات داخل اسقف بها نظم صرف وتدفق للمياه بشكل متطور ويتوافق مع المعايير الدولية.
واشار إلى ان الشركة ابتكرت اسقف زراعية (من الجيل الرابع) لديها القدرة على احداث ثورة في احتباس الماء والتبخر والتنوع البيولوجي، يمكنها مواجهة العوامل الطبيعية مثل شدة المطر والجفاف الشديد وارتفاع درجات الحرارة، مبينا ان تلك الاسقف لديها امكانيات في صرف المياه بشكل طبيعي.
توسع عمراني
من ناحية اخرى، قال مؤسس شركة جرين ستوديوز جميل كورباني ان البيئات الحضارية تتطور باستمرار وتتطلب التنوع لتوجه التوسع العمراني والسكني لتحول المدن إلى بيئة صحية جذابة وخلق استدامة بيئية طويلة الامد.
وذكر ان شركته تمزج بين جوهر علم الاحياء البيولوجية والزراعة المائية حيث تهدف إلى تجديد مدن العالم وتحسين نوعية الحياة للمواطنين من خلال تحويل الكتل الخرسانية إلى جدران طبيعية تتم زراعة مختلف النباتات عليها.
وبين أن الشركة قدمت مشروعا لبلدية دبي وقامت بزراعة جدار على واجهة مبنى البلدية حيث يعتبر هذا الجدار الاول من نوعه في المنطقة من حيث الحجم بارتفاع 33 مترا في الهواء الطلق على الرغم من الظروف البيئية القاسية التي ترتفع فيها معدلات الحرارة والرطوبة، لافتا إلى ان نجاح المشروع في مثل هذه البيئة الصعبة يؤكد على نجاح الشركة في التغلب على الظروف البيئية لإنشاء هذه النوعية من الجدران.
واستعرض كورباني تجربة الكويت في انشاء وتطوير حديقة الشهيد، حيث قال ان الحديقة تقع على مساحة 200 ألف متر مربع من المساحات الخضراء التي تضم حدائق نباتية ومتحفين ومسرحا وبحيرة وممرات ومسارات للركض مما يجعلها اكبر حديقة حضارية في الكويت.
وأوضح ان حديقة الشهيد تحتوي على 75 ألف متر مربع من السقف الاخضر لتدخل بذلك ضمن اكبر مشاريع الاسقف الخضراء في العالم العربي، حيث تستطيع الحديقة القضاء على اكثر من 500 طن من السموم سنويا.
فوائد اقتصادية
من ناحية اخرى، قالت رزان نجم من المجلس الكويتي للمباني الخضراء ان الاسطح الخضراء لها فوائد اقتصادية عديدة من اهمها خفض تكاليف الطاقة والاستخدام الامثل لمياه الامطار خاصة فيما يتعلق بعملية تصريف المياه.
وأوضحت نجم ان الاسقف الخضراء تساعد على خفض درجات الحرارة خاصة في منطقة الخليج التي تعاني من ارتفاع كبير في درجات الحرارة خلال اشهر الصيف.
وقالت ان المجلس الكويتي للمباني الخضراء الذي بدأ بالعمل في العام 2009 يهدف إلى تسريع معدل التغيير في الكويت إلى بيئة مستدامة، فضلا عن تعزيز الوعي العام بفوائد المباني الخضراء كتطوير العلاقة بين صناعة البناء والمجتمع لتحقيق مبان مستدامة من خلال تعزيز برامج البناء الاخضر وممارسات التصميم وعملياته، بالإضافة إلى دمج مبادرات المباني الخضراء في التصميم العام والتشييد وتشغيل المباني.
دور المواطنين في زراعة الأسطح الخضراء
يساهم المواطنون بدور كبير في انتشار فكرة زراعة الأسطح ـ لأنهم المستفيدون المباشرون ـ من خلال الوعي بأهمية تلك الزراعات سواء على المستوى الصحي أو البيئي أو الاجتماعي أو الاقتصادي، حيث يقوم المواطنون الذين قاموا بتجربة زراعة الأسطح بنشر الموضوع من خلال التحدث إلى الأقارب والجيران عن أهمية مردود تلك الزراعات، كما أن المواطنين بوعيهم وخاصة من سكان المدن يدركون أن زراعة الأسطح قد تصبح المتنفس الوحيد لهم خاصة تحت ظروف زيادة السكان والازدحام ونقص المساحات الخضراء.
كما يجب أن يهتم المواطنون بحضور الدورات التدريبية الخاصة بزراعة وإنتاج الخضر والفاكهة والأسماك فوق أسطح المنازل التي ينظمها المعمل المركزي للمناخ الزراعي ـ مركز البحوث الزراعية ـ لكي يتعرفوا على إمكانية قيامهم بزراعة أسطحهم ومدى سهولة تنفيذ ذلك.
يقع دور كبير ومهم على المواطنين الذين يقومون أو سيقومون باستغلال الأسطح في الزراعة باتباع التعليمات والإرشادات اللازمة من المختصين العاملين في ذلك النشاط وعدم اتباع أي سياسات أو تعليمات أخرى من غير المختصين، حيث لوحظ في الفترة الأخيرة قيام بعض الأفراد غير المختصين بمحاولة استغلال انتشار المشروع بصورة سيئة قد تسبب ضررا شديدا للمشروع نتيجة لاتباعهم سياسات غير سليمة للإنتاج بصورة قد تسبب ضررا شديدا للمشروع نتيجة لاتباعهم سياسات غير سليمة للإنتاج أو حصولهم على نصائح خاطئة سواء عن إنشاء النظم أو عن كيفية الزراعة، كما يجب أن يلتزم المواطنون القائمون بذلك المشروع بعدم رش أو استخدام أي نوع من المبيدات الكيماوية غير المصرح بها من المختصين، كما يجب أن تقوم الجمعيات الأهلية بدور فعال من خلال تشجيع وتفعيل دور المواطن من خلال تقديم الدعم الفني والمالي لنشر فكرة زراعة الأسطح بين سكان المدن وفي الأحياء والمدارس وغيرها.
شروط المكان الخاص بزراعة الأسقف الخضراء
أن يكون معرضا لأشعة الشمس المباشر لمدة 4 ـ 5 ساعات يوميا على الأقل عند الرغبة في زراعة الخضر أو الفاكهة أو النباتات الطبية والعطرية لذا يجب تجنب الأماكن كثيفة الظلال سواء بسبب الأبنية أو الأشجار وإن لم يمنع ذلك من استخدامها في زراعة نباتات الزينة.
تجنب الأماكن المعرضة للرياح الشديدة.
توفير الحماية للجزء المخصص للزراعة من الأطفال والحيوانات الصغيرة (الأرانب، القطط، الكلاب) والطيور حيث قد يصبح ذلك عاملا محددا من عوامل الزراعة فوق الأسطح.
أن تكون على مسافة قرية من مصدر المياه حوالي 15 – 20 م حتى لا يشكل ذلك عبئا على القائم بالزراعة. أن تكون بعيدة عن بؤر التلوث المختلفة (قمامة، مياه آسنة (مجاري)، مخلفات صناعية ضارة.. إلخ).






