(لإضافة تعليق مسؤول بوزارة الزراعة مع تحديث التاريخ)

القاهرة 26 سبتمبر أيلول (رويترز) - تضاربت التصريحات المصرية بشأن غربلة شحنة القمح الروماني التي جرى وقفها لاحتوائها على بذور الخشخاش وسط تخوف الموردين من تعطيلات في الشحنات إلى أكبر مستورد للقمح في العالم بعد عام من نزاع تجاري مماثل.

كان وزير التموين المصري علي المصيلحي قال أمس الاثنين إنه تم الانتهاء من غربلة شحنة القمح الروماني، مضيفا أن القمح أصبح جاهزا للاستخدام، مما أثار دهشة التجار الذين قالوا إن العملية ينبغي أن تستغرق أسابيع.

غير أن مسؤولا بوزارة الزراعة أبلغ رويترز لاحقا أن شحنة القمح الروماني قيد الغربلة حاليا وأن العملية لم تنته بعد. ولم يتسن حتى الآن التوفيق بين تلك التصريحات المتناقضة.

في العام الماضي حظرت مصر مؤقتا فطر الإرجوت، الشائع في الحبوب، مما أدى إلى قيام الموردين بالتوقف عن البيع لفترة وجيزة وهو ما يرغب المسؤولون في تفادي تكراره.

كانت النيابة العامة المصرية قالت يوم الأحد إنها وافقت على غربلة شحنة القمح الروماني وقال مفتشون بالحجر الزراعي وتجار حبوب إنهم توقعوا أن تستغرق العملية شهرا على الأقل.

لكن وزير التموين قال للصحفيين يوم الاثنين "شحنة القمح الروماني جاهزة للاستخدام بعد أن تم غربلتها.. بالنسبة لشحنة القمح الفرنسي فإن الحكومة في انتظار صدور قرار النيابة" مشيرا إلى شحنة أخرى أُعلن احتواؤها على بذور الخشخاش أيضا.

غير أن مسؤول وزارة الزراعة قال إن قرار استخدام القمح الروماني أو إعادة تصديره لن يصدر قبل الانتهاء من عملية الغربلة الجارية حاليا.

واعتبر التجار أن تصريحات وزير التموين محاولة لإعادتهم إلى طاولة الصفقات وإرسال إشارة بأن الوضع تحت السيطرة بعد علاوات المخاطر العالية التي شهدتها مناقصة حكومية الأسبوع الماضي لم تجذب الكثير من الباعة.

وقال هشام سليمان رئيس شركة ميد ستار المصرية لتجارة الحبوب "هم يحتاجون القمح ويريدون توجيه رسالة إلى جميع أصحاب العروض بأن كل شيء تحت السيطرة ولا يوجد ما يبعث على القلق".

وقال مفتش بالحجر الزراعي على دراية بالموضوع إن الغربلة غير ممكنة في ميناء سفاجة على البحر الأحمر حيث توجد الحبوب وإن الموردين كانوا يخشون أن يطول أمد العملية لأسابيع مما يؤدي إلى غرامات تأخير باهظة.

(تغطية صحفية مؤمن عبد الخالق وإريك كينكت ومها الدهان - إعداد أحمد إلهامي للنشرة العربية - تحرير عبد المنعم درار)