22 07 2017

الأمن السيبراني أكبر تحديات خطط تحول المدن إلى ذكية

قال خبراء تقنية إن رؤية المدينة الذكية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، لم ترسخ مكانة الإمارة كمركز عالمي للأعمال ووفّرت فرصاً هائلة أمام شركات القطاعين العام والخاص للابتكار وإطلاق العنان لإبداعاتهم فحسب بل أتاحت الفرصة أمام تلك الشركات كذلك للتواصل باستخدام طرق لم يتخيلها أحد قبل عدّة سنوات.

واعتبر الخبراء أن الأمن السيبراني يعتبر التحدي الأكبر في خطط تحول المدن إلى ذكية مشيرين إلى أن تقييم المخاطر عبر الأنظمة التي تستند إلى الذكاء الاصطناعي يعد عنصراً أساسياً في وضع استراتيجية أمن سيبراني محكمة.

ولفت الخبراء إلى أن من أهم تحديات الأمن السيبراني في المدن الذكية هو عدم إجراء اختبارات كافية على المنتجات الذكية بالإضافة إلى عدم وجود استراتيجية واضحة لمواجهة التحديات السيبرانية في الشركات.

ومن ضمن الأهداف الطموحة للرؤية أن تصبح دولة الإمارات أول دولة غير ورقية وغير نقدية بحلول عام 2020، وأن تصبح 25% من المركبات بدون سائق في دبي بحلول عام 2030، ويصل عدد الخدمات الذكية التي تقدمها دبي إلى أكثر من 500 خدمة.

صلة مشتركة

وقال شاداب شيخ مدير قسم الأمن السيبراني في «كي بي إم جي» لاستشارات تكنولوجيا المعلومات إن تعريف المدينة الذكية مرن نسبياً ومفتوح للنقاش، ولكن الصلة المشتركة في التفاعلات ما بين كافة عناصرها تنطوي على المخاطر التي تهددها خلال مرحلة معينة.

فسواء كانت العناصر مركبات بدون سائق أو خدمات بنكية رقمية أو خدمات حكومة ذكية أو أي أعمال أخرى تستخدم الخدمات المؤتمتة، فإنّها تكون عرضة لخطر تهديدات الهجمات السيبرانية.

وأضاف: «الشركات في الدولة على وجه الخصوص والمنطقة بشكل عام لم تركّز حتى الآن على الأمن السيبراني. حيث أوضحت نتائج استطلاع»كي بي إم جي«لوجهات نظر الرؤساء التنفيذيين بأن 25% من الرؤساء التنفيذيين في الإمارات فقط أكدوا بأنّ الأمن السيبراني يأتي في صدارة المخاطر الثلاثة الأكثر أهمية بالنسبة لهم».

وأشار شيخ إلى أنه يتوجب على المؤسسات التركيز على الذكاء السيبراني وآليات جمع البيانات المتطورة بما فيها تحديد هوية قراصنة الانترنت ومعرفة منهجياتهم ودورة حياة الهجمة التي يمكن أن تساعد في ابتكار أساليب أكثر تقدماً في إدارة المخاطر. كما يمكنهم الاشتراك في التغذية التجارية من جهات موثوقة، حيث إنها تساعد بشكل كبير في الحد من تهديدات الأمن السيبراني.

خطوات قوية

من جانبه قال رشيد العمري، محلل رئيسي لحلول الأعمال في شركة «في إم وير» المتخصصة بحلول السحابة إن مشروع المدينة الذكية في دبي قطع خطوات قوية من خلال نجاحه بإنشاء مؤسسة مركزية ومشتركة لتقنية المعلومات تحمل اسم حكومة دبي الذكية، والتي تحتضن جميع المبادرات الذكية الأخرى معاً، وتعمل كقسم لتمكين خدمات تقنية المعلومات لبقية أقسام حكومة دبي الإلكترونية.

من جانبه قال أمين حاسبيني باحث أمني أول في «كاسبرسكي لاب» إن رؤية الإمارات تلعب دورا جوهرياً في تحفيز الابتكار في القطاعين العام والخاص، مشيراً إلى اعتماد الشركات في وقتنا الراهن على التكنولوجيا للبقاء في صدارة منافساتها. وأضاف: «كلما أصبحت المدينة أكثر اتصالاً وتفاعلاً، كلما كانت أكثر عرضة للهجمات الإلكترونية.

والهجمات اليوم قد أصبحت أكثر تطورا وتعقيداً، وتأتي في أشكال مختلفة، ولها مجموعة متنوعة من الأهداف. لم تعد أجهزة الكمبيوتر الثابت والمحمول الهدف الرئيسي لتلك الهجمات، فقد شهدنا زيادة في الهجمات على الأجهزة المتنقلة وأجهزة المنازل الذكية والسيارات والأجهزة الأخرى المتصلة وكذلك زيادة في عدد الهجمات على الشبكات الذكية والآلات الصناعية التي يمكن أن تؤثر على رؤية الحكومة الذكية، ولكن، في حال تمكنا من حماية أمن تلك المكونات، فستكون هذه عنصراً بناءً في الوصول إلى قمة النضج الإلكتروني».

© البيان 2017