PHOTO
03 02 2016
على هامش ندوة «تاريخ الكويت» في وزارة النفط
أكد الباحث في التراث والتاريخ الاسلامي عبدالعزيز العويد أهمية تنويع مصادر الدخل وتنمية الصناعات البديلة للنفط واقامة المجمعات الصناعية الكبرى والاستفادة منها بالشكل الامثل مشددا على ضرورة الاستفادة من دروس التاريخ اذ أن الثروة لا تدوم بغير الحفاظ عليها وتطوير مداخيلها.
وأوضح العويد في تصريحات للصحافيين على هامش الندوة التي نظمتها وزارة النفط أمس بعنوان «تاريخ الكويت» ان دروس التاريخ تستوجب التوجه اكثر نحو تحويل انتاج النفط الى موارد استثمارية واقتصادية واعدة مستقبلا واقامة صناعات حديثة لتعظيم الاستفادة من خيرات النفط.
ولفت الى ان الكويت تاريخيا كانت من البلدان التجارية الكبرى مشيرا الى طريق «الحاج البصري» الذي كان يمر بالكويت وجعل بها تجارة رائجة حيث كان الطريق يمر من العراق حتى مكة ويستخدم في الحج وفي التجارة كطريق للقوافل.
واشار الى ان طريق «الحاج البصري» كان يمر من الجهة الشمالية الغريبة حيث تقع منطقة الجهراء لتعبر خلاله القوافل التجارية القادمة من الهند والسند وايران وجنوب العراق الى باقي المناطق الاخرى.
الحياة الاقتصادية
وأوضح ان ذلك الطريق أسهم في انتعاش الحياة الاقتصادية في الكويت والمنطقة لافتا الى ان مدينة الجهراء قامت على امتداد ذلك الطرق القديم الذي ادى الى طفرة وانتعاشه اقتصادية وتاريخية في البلاد. وقال العويد ان انتاج النفط أسهم في تغير الحياة الاقتصادية في تاريخ الكويت لافتا الى ان البلاد كانت تعتمد على تجارة اللؤلؤ الا ان بداية تصنيعه في اليابان ترك اثرا سلبيا على التجارة الكويتية وقتها ما ادى الى انهيار كثير من الاسر التجارية في ذلك الحين موضحا ان اكتشاف النفط عام 1936 اعطى بادرة امل للمجتمع الكويتي اذ تطورت الحياة بشكل عام في جميع مجالاتها.
مركز تجاري
من جانبه قال الباحث في التاريخ الكويتي فهد العبدالجليل في تصريحات مماثلة للصحافيين ان الكويت كانت مركزا تجاريا مهما في المنطقة بشهادة الرحالة الاجانب الذين دونوا مخطوطاتهم المحفوظة حاليا في عدد من الاماكن الموثوقة.
واوضح العبدالجليل ان الكويت كانت تعيش على تجارة اللؤلؤ بالاضافة الى تجارة القوافل على الابل مشيرا الى ان الاحوال الاقتصادية في الكويت شهدت تطورا كبيرا في عهد الحاكم الثاني للكويت الشيخ عبدالله الصباح بعد انتقال الشركة الهندية الانكليزية من البصرة للكويت عام 1775 وكان لها أثر ايجابي على الاقتصاد المحلي في تلك الفترة.
واضاف ان الكويت في تلك الفترة كانت تمتلك اسطولا كبيرا من السفن الشراعية (سفارة) مؤكدا ان البلاد كانت تحتضن اكبر ميناء بحري في الخليج والذي كان يربط الحركة الاقتصادية والتجارية في المنطقة. واوضح ان تلك التجارة زادت في عصر الشيخ مبارك الصباح حاكم الكويت السابع الى اكتشاف النفط ليتم بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تصدير اول شحنة نفط في عهد الشيخ احمد الجابر وذلك في عام 1946.
تحول جذري
وتابع بالقول ان الكويت شهدت تحولا جذريا وقتها حيث بدأت في تأسيس الدوائر الحكومية وانشاء المؤسسات لتتحول الى مركز مالي بعد ان كانت مركزا تجاريا.
ومن جهتها قالت رئيسة لجنة الثقافة البترولية ومراقب العلاقات العامة في وزارة النفط الشيخة تماضر خالد الأحمد الصباح أن الندوة التي نظمتها الوزارة تدخل ضمن اطار خططتها الخاصة بمشروع الثقافة البترولية موضحة ان اهم اهداف الخطط تثقيف الجيل الجديد وتوعيته بتاريخ بلاده مع التركيز على أهمية النفط كمصدر رئيس للدخل القومي.
وافادت بأن المحاضرين قدما معلومات مفيدة جدا أطلعت الحضور على جزء كبير ومهم من تاريخ دولة الكويت ومعلومات كثيرة لم تكن معروفة لكثيرين وهو ما يحقق أهداف تنظيم هذه الندوة وتعريف الموظفين بهذا التاريخ وبالنواحي الاقتصادية في الكويت منذ ذلك التاريخ.
© Annahar 2016








