09 01 2016
قطر تحتاج 50 جيولوجياً.. والمستقبل للطاقة البديلة
مطلوب إعادة فتح قسم الجيولوجيا بالجامعة واستقطاب الطلاب
شبابنا المبتعثون سفراء في الجامعات الدولية وعليهم رد الجميل للوطن
لعبت في منتخب الجامعة أثناء الدراسة ومثلت جامعة قطر في الخارج
الغربة علمتني الاعتماد على النفس وطبخ الأكلات العجيبة
الجيولوجي الدكتور عبدالعلي محمد صادق أول قطري يدرس الاستشعار عن بُعد في الجامعات الأمريكية، عمل أستاذاً بقسم الجيولوجيا في جامعة قطر، أحبّ المهنة وأخلص لها ومارس الرياضة أثناء الدراسة ولعب مع منتخب الجامعة ومثل جامعة قطر في الخارج.
أجرى العديد من البحوث حول الدحول في قطر، والآن بصدد عمل دراسات مقارنة لصور فضائيّة لأربع فترات زمنيّة ترصد التطوّر العمراني بالدوحة.
وكشف د.عبدالعلي في حوار مع الراية عن مشروع لعمل خرائط جيولوجية رقميّة لدولة قطر داعياً للتركيز في الفترة المقبلة على التفكير جدياً في الاعتماد على الطاقة البديلة مثل الطاقة الشمسية وتقليل الاعتماد على الطاقة التقليدية.
ودعا لإعادة افتتاح قسم الجيولوجيا بعد إغلاقه في جامعة قطر، لافتاً إلى أن موقعاً على شبكة الإنترنت يشير إلى أن قطر بحاجة إلى أكثر من خمسين جيولوجياً في الفترة القادمة حيث تتعدد شركات النفط المختلفة.
وأكد أن الجيولوجيا ليست فقط صخوراً بل هي نفط وغاز وماء ومعادن التي تدخل بالطاقة النووية لأن اليورانيوم المعدن ينتج الطاقة النووية والتي يتم استخدامها في عدّة جهات منها استصلاح الأراضي وإنتاج الطاقة الكهربائية وإنتاج الأدوية التي تدخل في علاج الأمراض المستعصية وتحلية المياه.
واسترجع د.عبدالعلي مسيرة حياته الأكاديمية والعملية، وكيف علمته الغربة الاعتماد على النفس، فأصبح طباخاً ماهراً يقوم بإعداد أكلات "عجيبة غريبة" خاصة في الرحلات الداخلية .. وفيما يلي التفاصيل:
> كيف كانت المرحلة الدراسية الأولى وحتى الجامعة ؟
- درست الابتدائي بمدرسة خالد بن الوليد الابتدائية الواقعة في منفذ الغانم القديم، بعد ذلك مدرسة الدوحة الإعدادية وتقع بالقرب من جسر الجيدة وهي لا تزال موجودة للآن، ثم في مدرسة الاستقلال الثانوية فمدرسة قطر الثانوية في راس أبو عبود، ودخلت القسم العلمي وبناءً عليه قبلت بجامعة قطر كلية العلوم، علماً أن الرغبة كانت الهندسة لعدم وجود هذا التخصص في الجامعة، فالتحقت بقسم الجيولوجيا لأنها أقرب الأقسام لتخصص الهندسة.
> ما أهم ذكرياتك في تلك المرحلة الدراسية ؟
- في السنة الثانية تمّ الالتحاق بقسم الجيولوجيا وتخرجت في العام 87-1988 وتمّ اختياري للعمل في القسم الجيولوجي، وبعد تفكير طويل التحقت مساعد باحث في القسم ومن ثم تمّ ابتعاثي بعد السنة الأولى إلى هولندا لعمل دراسات في التصوير الجوي بعد الانتهاء من الدراسة، اتجهت إلى الولايات المتحدة الأمريكية وبالتحديد ولاية ميشغن، حيث التحقت بقسم الجيولوجيا والجغرافيا في جامعة شرق ميشغن وحصلت على الماجستير بعد عامين وكان عنوان رسالتي: "استخدامات صور الأقمار الصناعية لدولة قطر في الدراسات الجيولوجية السطحية" ثم عدت إلى قطر لمدّة قصيرة إلى أن انتهت الترتيبات لمتابعه الدراسة والحصول على الدكتوراه، بتشجيع من الأستاذ الدكتور عبد الله جمعة الكبيسي مدير الجامعة سابقاً الذي حثني على ضرورة إكمال الدكتوراه في نفس المجال، لحاجة الدولة لهذا التخصص.
قسم الجيولوجيا
> كيف كان تخصص الجيولوجيا في تلك الفترة؟ وهل كانت الأجهزة متوفرة للدراسة ؟
- كانت هناك صعوبة من حيث التخصص الغريب علماً أنه كان متوفراً في الدول المتقدّمة، وبالإصرار قمنا بوضع لمسات هذا التخصص وتأسيس قسم الجيولوجيا بجامعة قطر، وبدأت الدولة بعمل خرائط رقمية في نفس فترة عودتنا من الخارج فقمنا بالتعاون مع وزارة البلدية والتخطيط العمراني لإنجاز هذه الخرائط باستخدام أحدث الأجهزة.
> كيف كان الإقبال على القسم الجيولوجي بجامعة قطر؟
- كان الإقبال على قسم الجيولوجيا جيداً حيث قمت بتدريس أكثر من مقرّر في الجيولوجيا ونظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بُعد وقمت بتخريج أكثر من عشرين طالباً قطرياً في التخصصات المختلفة واليوم يتبوؤون مناصب في الوزارات والشركات المختلفة بمناصب عالية، اما اليوم فالتخصص اصبح سهل جدا وذلك لتوفير الوسائل والتقنيات الحديثة، حيث يمكن الحصول على المعلومات في خلال دقائق فقط عن طريق شبكة المعلومات العالمية.
فتح القسم
> كيف تنظر للقسم بعد إغلاقه ودمجه مع أقسام أخرى ؟
- بعد فترة قصيرة من عودتي إلى جامعة قطر تم إغلاق القسم ودمجه مع أقسام أخرى لوجود فائض في هذا التخصص، واليوم نجد أن الدولة بأمسّ الحاجة للجيولوجيين حيث الشركات النفطية والوزارات التخصصية في هذا المجال تطلب الجيولوجيين، وهناك موقع على شبكة الإنترنت يشير إلى أن قطر بحاجة إلى أكثر من 50 جيولوجياً في الفترة القادمة حيث تتعدد شركات النفط المختلفة، وأتمنّى إعادة فتح القسم واستقبال الطلاب في التخصصات لأن الجيولوجيا ليست فقط صخوراً بل هي نفط وغاز وماء ومعادن التي تدخل بالطاقة النووية لأن اليورانيوم المعدن ينتج الطاقة النووية التي يتم استخدامها في عدّة جهات منها استصلاح الأراضي وإنتاج الطاقة الكهربائية وإنتاج الأدوية التي تدخل في علاج الأمراض المستعصية وتحلية المياه.. وعلينا التفكير جدياً بطاقة بديلة في السنوات القادمة.
> أين تابعت دراسة الدكتوراه ؟
- قرّرت الذهاب إلى بريطانيا وحصلت على قبول من إحدى الجامعات العريقة جامعة "ساوث همتون" جنوب المملكة حيث قضيت 4 سنوات، وقمت بعمل دراسات على الرواسب السطحية لدولة قطر باستخدام أحدث تقنيات الاستشعار عن بُعد وكان في ذلك الوقت تعتبر من أحدث العلوم الرقمية، ولسبب صعوبة الحصول على المعلومات، قمنا بالاتصال بالشركات الموجودة في المملكة المتحدة المختصة في الأقمار الصناعية لتوفير هذه المعلومات لعمل الدراسات المختلفة، لحسن حظنا كانت دولة قطر من الدول الأوائل لعمل هذه الدراسات على السواحل القطرية في نفس فترة دراستنا، لذلك الشركات استعانت بنا للتعرّف على المشاكل التي تواجههم لهذه الصور الفضائية، وقمنا بدور استشاري مع الشركة على أساس الحصول على بعض المعلومات لدراسة الدكتوراه.
> ماذا تناولت في أطروحة الدكتوراه ؟
- الأطروحة كانت "مقارنة بين نتائج الأعمال الحقلية والصور الفضائية لدولة قطر من حيث الرواسب السطحية وتأثيراتها على الصخور والتحت سطحية" وكانت من التحديات التي واجهتنا خلال فترة التحضير كما ذكرت الحصول على المعلومات الرقمية والأجهزة لتحليل هذه المعلومات واستطعنا التغلب على اللغة خلال فترة بسيطة.. وكنت مع زميل لي أول قطري يدرس الاستشعار عن بُعد.
أهم البحوث
>ما أهم البحوث التي قمت بها ؟
- عملت العديد من البحوث منها عمل دراسات جيولوجية على الدحول بدولة قطر ونشرت في إحدى المجلات العلمية العالمية، بالإضافة إلى ورش أخرى حصلت بها على درجة أستاذ مساعد وحالياً أتطلع لأن أتقدّم إلى درجة أستاذ دكتور حيث أقوم بعمل دراسات في نفس التخصص لمقارنة صور فضائية لأربع فترات زمنية مروراً 1970 -1980-1990-2000-2010، علماً بأن الصور متوفرة وسوف أقوم بعمل مقارنة حيث التطوّر العمراني من خلال الفترات الزمنية المختلفة لدولة قطر وتطورات المنطقة وبالأخص مدينة الدوحة.
> هل توجد خرائط جيولوجية رقمية لدولة قطر الآن ؟
- هناك دعم لعمل خرائط جيولوجية لدولة قطر تفصيلية حيث لا توجد خرائط جيولوجية رقمية لدولة قطر وتعتبر هذه الخرائط مهمّة للدولة ولجميع الأبحاث العلمية، حيث الدراسات الجيولوجية تدخل ضمن تهيئة المدن من حيث تطويرها خاصة أن قطر قادمة على مشاريع ضخمة مثل مشاريع الريل حيث يقومون بحفر أعماق الأرض وتواجههم صعوبات مثل الدحول يمكن لهذه الدراسات تفادي هذه المواقع.
الخرائط الرقمية
> ما جديدكم من مشاريع ؟
- في جامعة قطر قمنا بوضع تصوّر لعمل دراسات أو مشروع رسم الخرائط الرقمية التفصيلية لدولة قطر وقاعدة البيانات الجيولوجية سمي المشروع "بقدم" وهي اختصار لعنوان المشروع باللغة الإنجليزية، نتمنّى أن يرى هذا المشروع النور قريباً حيث تمّ عمل الإجراءات المبدئية للبدء بالمشروع وإن شاء الله قريباً يتم أخذ الموافقات من الجهات المعنية كوزارة البيئة ووزارة البلدية والتخطيط العمراني وجامعة قطر لإنجاز هذا المشروع الوطني، وذلك لأهميته القصوى في هذه الفترة وللوصول إلى رؤية قطر الوطنية 2030.
> هل تمّ الأخذ بهذه البحوث والمشاريع؟ وما أمنياتكم؟
- أمنيتي نقل هذه العلوم للأجيال القادمة لإتمام مسيرة دولة قطر الحبيبة ومعظم البحوث التي قمت بإجرائها تمّ الأخذ بها من قبل الجهات المعنيّة مثل أشغال ووزارة البلدية ووزارة البيئة، وأحضرنا أحدث أجهزة لقياس الانعكاسات الأرضية للأشياء المختلفة على سطح الأرض ونقارنها بصور الأقمار الصناعية للمساعدة لتوضيح المشاكل الموجودة في الصور الفضائية.
ممارسة الرياضة
> هل كنت تمارس أنشطة رياضية أو فنية خلال الدراسة الجامعية والدراسات العُليا ؟
- احترفت كرة القدم وشاركت في فريق الجامعة في مباريات داخلية وأيضاً في تمثيل جامعة قطر في المحافل المختلفة، وأنا أشجع الطلاب على ممارسة الأنشطة الجامعية والرياضية لأن العقل السليم بالجسم السليم، حتى كنت أثناء الدراسات العليا في الخارج أشارك بالفرق الرياضية وبناءً عليه كونت صداقات مع الإخوة الأجانب وبسبب هذه المشاركات تمت الاستفادة من الإخوة في تطوير اللغة والدراسة الجامعية.
ذكريات الغربة
> ماذا علمتك الغربة ؟
- الاعتماد على النفس، حيث أصبحت من الماهرين في الطبخ وأقوم في بعض الأوقات بإعداد أكلات "عجيبة غريبة" أنافس أمهر الطهاة، وفي الرحلات الداخلية أتولى عمل الطبخات القطرية وغير القطرية.
> كيف تجد الاختلافات في عمل الخرائط الفضائية لدولة قطر بين الأمس واليوم؟
- في السابق كان لعمل خريطة فضائية لدولة قطر نحتاج أجهزة ضخمة جداً، لكن اليوم كل الصور الفضائية تعمل في لحظات، وكانت الصور تؤخذ عن بعد 82 متراً من أجل صورة واحدة اليوم يلزمها 5 سنتمترات عن سطح الأرض وأصبحت الصور الحديثة تظهر بوضوح نتيجة التطوّر التكنولوجي السريع جداً، وعلى الجيولوجي مواكبة البرامج المتطوّرة لمواكبة العصر.
> ماذا تقول للشباب اليوم؟
- أقول لهم إن الدولة بحاجة ماسة إليكم ويجب البذل لردّ الجميل لها لأنها وفرت كل الوسائل لراحة الطالب للحصول على الدراسات العلميّة، وأتمنّى عودتهم لخدمة الوطن، وعلى الشباب تمثيل قطر بأحسن وجه لأنهم يُمثلون سفراء في الجامعات الدولية.
© Al Raya 2016







