27 05 2012
دبي مركز القرار الإعلاني والتسويقي في المنطقة العربية
توقع خبراء أن تنمو أنشطة وسائل الإعلان الخارجية في الدولة بنسبة ?20 خلال السنوات المقبلة. تباينت أراء الخبراء والعاملين في صناعة الإعلان حول توجهات الإنفاق الإعلاني في الإمارات خلال العام الجاري، وبنى بعضهم توقعات متفائلة لـ2012 اعتماداً على انتعاش الاقتصاد المحلي واستمرار زخم الانفاق الحكومي على مشاريع البنية التحتية من جانب، والنمو الذي سجله الانفاق الإعلاني في الدولة خلال الربع الأول منه من جانب آخر.
إذ أثبتت الدراسات تحقيق سوق الإعلان في الإمارات خلال الربع الأول من العام الجاري نمواً إيجابياً مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، حيث أظهر تقرير المركز العربي للبحوث والدراسات الاستشارية «بارك» أن حجم الانفاق الإعلاني في الأشهر الثلاث الأول من 2012 بلغ 1.32 مليار درهم (360 مليون دولار) بنمو 2? مع نفس الفترة من العام الماضي، فيما قدر تقرير صادر "إبسوس ستات" حجم الانفاق الإعلاني في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري بـ 1.59 مليار درهم (434.6 مليون دولار) بنمو 5? مع الربع الاول 2011. لكن وعلى الطرف المقابل، توقع البعض انكماش الانفاق الإعلاني بمعدل يتراوح من 7 9? في الإمارات نتيجة عدة عوامل داخلية وخارجية أبرزها سياسات ضبط التكاليف التي باتت السمة الأبرز للشركات.
تعافي
رمزي رعد، المدير التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة لشركة «تي بي دبليو إيه رعد» قارن أرقام الإنفاق الإعلاني خلال الربع الأول من 2012 مع نفس الفترة مشيراً إلى نمو بنسبة 5? حيث ارتفع من 1.52 مليار درهم (415.1 مليون دولار) في الأشهر الثلاث الأولى من العام الماضي إلى 1.59 مليار درهم (434.6 مليون دولار) في نفس الفترة من العام الجاري. وأضاف: «تبشر نسبة الزيادة هذه، بالرغم مع معدلها المتواضع، مالكي الوسائل الاعلانية وكافة العاملين في حقل الاعلان والتواصل التجاري بالخير.
لأنها تظهر ان أسواق الشرق الأوسط وشمال افريقيا قد بدأت بالتعافي من خضة الربيع العربي وتأثيراتها السلبية»، ولفت إلى أن 2011 بدأ بأجواء مليئة بالتفاؤل لكنه «تحول فجأة الى عام التحديات المؤلمة وخصوصا في أسواق تونس ومصر التي كانت قد اصبحت أكبر سوق اعلاني في العام العربي بنهاية 2010 بعد أن قفزت قفزات هامة على درب الارتقاء الى هذه القمة، حيث قد سجلت أعلى نسبة في النمو خلال عام 2006 بين كافة أسواق الاعلان حول العالم» وتابع رعد أنه ومع نهاية الفصل الأول من عام 2011 انتقلت عدوى ايقاف الحملات الاعلانية والتردد في اعادة اطلاقها الى معظم أسواق المنطقة، مما حول هذه السنة من سنة تفاؤل في سوق الاعلان الاقليمي الى سنة تشاؤم ذكرتنا بسنوات حرب الخليج وتداعي سوق العقار في دبي».
قياس العوائد
وأشار المدير التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة لشركة «تي بي دبليو إيه رعد» إلى أن الشركات باتت تبحث عن وسائل أفضل وأكثر فاعلية لقياس العائد على الاستثمار التسويقي، وقد أدى ذلك إلى تزايد توجهها نحو الوسائل القابلة للقياس والرصد على غرار الإعلان والتسويق الرقمي، بما في ذلك المواقع الالكترونية وتطبيقات الهواتف النقالة ومواقع التواصل الاجتماعي والمدونات وغيرها.
ولفت من جانب آخر إلى تركيز الشركات المعلنة على تعزيز الفاعلية والقيمة لأنشطتها التسويقية، وباتت لذلك تدمج جميع عمليات التسويق والاتصال المؤسسي مع وكالة واحدة مقابل توزيع مختلف الأنشطة على عدة وكالات في السابق.
وعلى الجبهة الرقمية، يلفت رعد إلى الإقبال الكبير الذي تلقاه برامج التواصل الاجتماعي من قبل الشركات المعلنة منذ بداية العام الجاري، وينوه من جانب آخر بتزايد الاهتمام بحلول الاتصال التي تدمج بين تسويق العلامة التجارية وعمليات البيع وخاصة من قبل الشركات العاملة في قطاع البيع بالتجزئة وتلك المتخصصة في المنتجات الاستهلاكية.
دعائم النمو
وبدوره توقع سامي رفول المدير العام للمركز العربي للبحوث والدراسات الاستشارية نمو الانفاق الإعلاني محلياً في الإمارات بمستويات معتدلة بحدود 4 5? خلال العام الجاري مقارنة مع العام الماضي، وربط توقعاته باستمرار زخم الخطط والأنشطة التنموية الحكومية في الدولة.
حيث يشكل الإنفاق الإعلاني من قبل المؤسسات والدوائر الرسمية الداعم الرئيسي لسوق الإعلانات، إضافة إلى ازدهار قطاع التجزئة والضيافة في ظل نمو زوار ومبيعات مراكز التسوق والمتاجر بدعم من الحركة السياحية إلى جانب استقطاب الإمارات، بوصفها ملاذاً آمناً، للعديد من الفعاليات من معارض ومؤتمرات وأنشطة تجارية التي اتجهت إليها هرباً من الأحداث السياسة والأمنية في بعض دول المنطقة.
تموجات
وأشار رفول إلى أن الصورة العامة لآفاق سوق الإعلان خلال 2012 لم تكتمل بعد، إذ ما تزال «الرؤية غير واضحة» بحسب تعبيره، وأضاف موضحاً: "لم يعد بمقدور الوكالات رصد الميزانيات الإعلانية بطريقة دقيقة ومستقرة، إذ ما يزال هناك تموجات في الأسواق استمراراً لما شهده العام الماضي، حيث لم تستطع الوكالات تخطيط السياسات الإعلانية لفترة تزيد على الشهر أو الشهرين، في مقابل التخطيط سابقاً لفترة تمتد لعام بأكمله تقريباً، أو على الأقل مع مراجعة موسمية، لكن في 2011 وخلال العام الجاري لا يوجد بعد إدراك واقعي لاتجاهات تغير الأوضاع الاقليمية في المنطقة».
ونوّه رفول بارتباط سوق الإعلان في الإمارات عموماً ودبي خصوصاً بمجريات الأحداث في العالم العربي، حيث باتت الإمارة مركز القرار الإعلاني والتسويقي على مستوى المنطقة بأكملها بما يشمل المشرق من سوريا إلى الأردن ودول الخليج إضافة إلى مصر، وأضاف :"التوترات السياسية الاقليمية أدت إلى خلط الأوراق على طاولات التخطيط الإعلاني لدى صانعي القرار وإداراتهم القائمة في دبي".
الإعلان الرقمي
ووسط ما أسماه حالة "المعمعة" التي تشهدها الساحة الإعلانية العربية، يشير رفول إلى بروز دور الإعلان الرقمي، حيث اعتبرته الشركات المعلنة أقل تكلفة وأكثر انتشاراً، إضافة إلى "العديد من الاعتبارات الأخرى التي تم إثبات بعضها فيما تم التعميم على بعضها الأخرى بتسرع".
ونتيجة ذلك تم توجيه مبالغ مهمة من الانفاق الإعلاني نحو الإعلان الرقمي، وقد كانت انطلاقته الحقيقة خلال عامي 2006 2007، وفي ذروة الطفرة عام 2008، استعمل الإعلان الرقمي لمساندة الإعلان المطبوع لتزويد معلومات إضافية عن المنتجات والخدمات المعلن عنها.
وكان حجمه متواضعاً آنذاك، وإثر تباطؤ الأسواق تم اعتماده على نطاق أوسع بديلاً أقل تكلفة للوسائل التقليدية الإعلانية وفقاً لرفول الذي يتابع :"استحوذ الإعلان الرقمي على حصة من الانفاق الإعلاني لكننا لا نعلم بعد حجمها بشكل ومداها بشكل دقيق، لكن يمكننا القول إن حصة الإعلان الإلكتروني والرقمي ستزداد خلال العام الجاري، لكن ما يزال الطريق أمامه طويلاً، إذ مايزال يمر في مرحلة تجريبية لتحديد وانتقاء الأساليب الرقمية الأكثر فاعلية".
تباطؤ
من جانبه، قال كمال دمشقية المدير العام الإقليمي لوكالة ليو بيرنت في الإمارات ودول الخليج: إن التوقعات تشير إلى انكماش في الانفاق الإعلاني خلال العام الجاري بمعدل 9?، وذلك وفقاً لتقرير "زينيث أوتيميديا"، ولفت إلى أن ذلك الاتجاه يأتي استمراراً لموجة التباطؤ الذي شهدته سوق الإعلان الإماراتية بنسبة 16? العام الماضي مقارنة مع 2010.
وأضاف: "يتوقع أن يسجل الإعلان عبر الراديو تراجعاً في الإنفاق بنسبة 14.7?خلال العام الجاري، فضلاً عن انخفاض الإنفاق على الإعلان المطبوع في الصحف والمجلات إضافة إلى الإعلان المرئي في دور السينما بمعدل 10?"، وأرجع ذلك إلى تركيز الشركات على تخفيض المصاريف لتعزيز ربحيتها، ويأتي التسويق الإعلان في مقدمة الأنشطة التي شهدت تخفيضاً في الانفاق ضمن هذا التوجه.
واتفق دمشقية مع رأي رفول ورعد فيما يتعلق بالمستقبل الواعد للإعلان الرقمي، حيث أشار إلى أنه سجل نمواً كبيراً في الإنفاق خلال العام الماضي بنسبة 45.7? مقارنة مع 2010 على مستوى الشرق الأوسط وشمال افريقيا، متوقعاً استمرار نمو الانفاق على الإعلان الرقمي لكن بوتيرة أقل بمعدل يصل إلى 35.8? خلال العام الجاري، وتابع قائلاً: "يسهم الإعلان الالكتروني بفتح قنوات تواصل يمكن من خلالها تبادل الرسائل والأفكار في اتجاهين، وذلك من الشركة باتجاه العملاء والمستهلكين وبالعكس"، لكنه نفى أن تكون وسائل الإعلان الرقمية في طريقها لتحل محل نظيراتها التقليدية.
انخفاض سنوي
من جانبه، توقع ربيع بقاعي مدير شراء المساحات الإعلانية في مجموعة فيفاكي، أن تنخفض الميزانيات الإعلانية بما يعادل ?7 في العام 2012، وذلك بدفع رئيسي من قبل الشركات المحلية التي انخفض إنفاقها الإعلاني على أساسٍ سنوي مقابل قطاع الشركات العالمية الذي يعاني من الركود أو يتحسّن ببطء في بعض الأحيان.
ولفت إلى أن الإنفاق الإعلاني على المستوى الاقليمي توزع بنسبة 60? على الإعلان التلفزيوني العام الماضي، فيما توجه 30? منه إلى الإعلان في وسائل الإعلام المطبوعة العام الماضي، فيما استحوذت هذه الوسائل على 60? من كعكة الإعلانات على نطاق السوق المحلية في الإمارات بينما بلغت حصة الإعلانات الخارجية 27?.
434.6 مليون دولار إعلانات الدولة في الربع الأول من 2012
توافقت التقارير الصادرة عن المؤسسات البحثية وتلك المتخصصة في صناعة الإعلان، والتي حصل (البيان الاقتصادي) على نسخ منها، على أن الربع الاول من العام الجاري سجل نمواً في الانفاق الإعلاني على مستوى سوق الإمارات وإن بنسب مختلفة، حيث سجل نمواً بنسبة 5? مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي مرتفعاً من 415.1 مليون دولار إلى 434.6 مليون دولار في الربع الأول من 2012 وفقاً للتقرير الصادر عن مؤسسة "إبسوس"، حيث استحوذت الإعلانات الخارجية على 462.7 مليون درهم (126.1 مليون دولار) .
فيما كانت حصة الصحف والمجلات 943.9 مليون درهم (257.2 مليون دولار)، وبلغت الإعلانات على الراديو 95 مليون دولار (25.9 مليون دولار) والتلفزيون 79.2 مليون درهم (21.6 مليون دولار) والإعلان في دور السينما 12.8 مليون درهم (3.5 ملايين دولار).
بينما أظهر تقرير المركز العربي للبحوث والدراسات الاستشارية "بارك" أن حجم الانفاق الإعلاني في الأشهر الثلاثة الأولى من 2012 في الإمارات قد بلغ 1.32 مليار درهم (360 مليون دولار) بنمو 2? مع نفس الفترة من العام الماضي، ووفقاً لـ"بارك" فقد بلغت حصة الصحف من الإنفاق الإعلاني في الدولة خلال الفترة المذكورة 759.6 مليون درهم (207 مليون دولار) فيما استحوذت المجلات على 209.1 ملايين درهم (57 مليون دولار) والراديو 55 مليون درهم (15 مليون دولار) والتلفزيون 91.7 مليون درهم (25 مليون دولار).
وبلغ الإنفاق على الإعلانات الخارجية 190.8 مليون درهم (52 مليون دولار) بنمو 64% عن الفترة المقابلة من العام الماضي. ولفت سامي رفول إلى أنه، وفي حال استمر أداء السوق بنفس مستوى الربع الأول، فسيؤدي ذلك إلى تعزيز النظرة الإيجابية في وسط المال والأعمال مما يكرس الثقة في آفاق 2012 ويبشر بآفاق واعدة للإنفاق الإعلاني، على أن يترجم هذا الجو الإيجابي إلى عمليات تجارية ملموسة في الربع الثاني والدخول من ثم إلى مرحلة تحقيق العوائد المالية في الربع الثالث، الذي يتوقع له أن يشهد ارتفاعاً ملموساً في ظل موسم رمضان المقبل.
وأكد أن الموازنة الحكومية في الإمارات قد نجحت في تخطي التحديات التي واجهها الاقتصاد الوطني في ضوء تداعيات الأزمة المالية العالمية ونجحت الدولة في وضع الحلول الناجعة لمختلف القضايا والمستجدات المالية.
500 مليون دولار إعلانات شبكات التواصل الاجتماعي عام 2015
كانت نسبة الاعلان في الصحف والمجلات التي كانت قد استحوذت على 62? من إجمالي الإنفاق الإعلاني خلال عام 2011، كانت الوحيدة التي تدنت بصورة ملحوظة الى 59? في الربع الأول من العام الحالي، وارتفعت نسبة الاعلانات الخارجية من 27 الى 29? فيما ارتفعت اعلانات التلفزيون من 3.8? إلى ?5 هذه السنة، وأوضح تقرير أن التغيير الرئيسي تمثل في التحول السريع من وسائل الاعلام التقليدية الى الالكترونية وشبكات التواصل الاجتماعية والرسائل النصية عبر الهاتف المحمول ومحركات البحث وغيرها.
وأضاف التقرير: «يتوقع الباحثون ارتفاع حجم الإنفاق عبر وسائل الاعلام الجديدة هذه من 160 مليون دولار بنهاية العام الحالي الى 500 مليون دولار عام 2015»، ولفت إلى أن قطاع الطيران والسياحة قد قاد هذا التحول في أسواق الشرق الأوسط وشمال افريقيا ومن ثم تبعه قطاع العقار، فالسلع الاستهلاكية حتى وصل أخيرا الى قطاع شركات الاتصالات والالكترونيات.
© Al Bayan 2012







