28 02 2017

انتهازيون يغتنمون الفراغ القانوني لترويج منتجات مشبوهة

l حريز: "نطالب بوضع دفتر شروط ورخصة مسبقة للمنتجين والمستوردين"

كشف رئيس الفدرالية الجزائرية للمستهلكين، زكي حريز، أن استهلاك المكملات الغذائية تعرف تزايدا مستمرا في الجزائر خاصة من قبل الشباب والنساء، وحسب آخر الاستقصاءات الميدانية فإن 50 بالمائة من البالغين يستهلكون المكملات الغذائية، مشيرا أننا لسنا بعيدين عن الاستهلاك الأوروبي الذي وصل إلى 70 بالمائة، وقد بدأت تظهر نتائج هذا الاستهلاك اليوم، مع توقع تزايدها مستقبلا. واعتبر حريز خلال اليوم الدراسي والإعلامي المنظم، أمس، من قبل الفدرالية الجزائرية للمستهلكين بالتعاون مع جمعية الأمان لولاية الجزائر تحت الرعاية السامية لمعالي وزارة التجارة، تحت شعار سلامة فعالية وتكامل، على مستوى الوكالة الوطنية لترقية التجارة الخارجية "ألجكس" بالعاصمة، أنه لابد من تقنين تسويق المكملات الغذائية كونه يأتي بين الغذاء والدواء، كلاهما مقنن لكن هذا الأخير يبقى دون تقنين.

لذلك، فإن هذا اليوم يشكل ضغطا على الوزارات التجارة والصحة، يضيف حريز، لتأطير تسويق المكملات الغذائية وضرورة فرض دفتر شروط على إنتاجها، مطالبا بإخضاع المتعاملين في المجال لدفتر شروط ونظام الرخصة المسبقة قبل إنتاج هذه المنتجات التي تمس صحة وسلامة المستهلك وتمريرها على االمخابر للتأكد من سلامتها قبل طرحها في الأسواق بالنسبة للمواد المنتجة محليا أو المستوردة.

وبالنسبة لمحلات بيع الأعشاب، قال حريز أن الكثير منها لا يخضع للرقابة أو الوسم المطابق، إذ لابد أن تحوي كل البيانات والمعلومات والتحذيرات اللازمة، كما يستدعي تأهيل أصحاب هذه المهنة، فقد فكرنا في خلق فرع تكوين لمنحهم شهادة تأهيلية لمزاولة المهنة أو وضع بطاقية وطنية للعاملين في المداواة بالاعشاب ومنح الخلطات، وذلك لحماية المستهلك من الشعوذة والدجل. فالمراقب للسلوك الاستهلاكي خلال السنوات الأخيرة يسجل اهتماما بالغا وغير مسبوق بالمكملات الغذائية، خاصة تلك التي تحتوي على مكونات طبيعية أو بيولوجية، وذلك بهدف تعويض النقص في استهلاك المواد الطبيعية نتيجة الاصابة ببعض الأمراض أو الاضطراب في التغذية "غير متوازنة". وقد أجمع الأطباء وخبراء التغذية أن المكملات الغذائية لا يمكنها في أي حالة من الأحوال تعويض تغذية متوازنة، خاصة أنها تشهد طلبا متزايدا وإقبالا من قبل للمستهلكين هذه الوضعية نتج عنها أن سوق المكملات الغذائية أصبح فرصة للمغامرين الذين لا يملكون أي تاهيل في المجال، من خلال طرح منتجات مشبوهة ومعظمها مصنعة في ظروف غير ملائمة وغير مطابقة للمعايير، ما يعرض صحة وسلامة المستهلكين للخطر، حسب البيان الصادر عن الفدرالية.

وقال حريز في السياق ذاته "نهدف من خلال تنظيم هذا الملتقى إلى دعوة السلطات العمومية لتقنين هذا المجال الذي يعرف فراغا قانونيا،إلى جانب تشجيع المتعاملين الاقتصاديين للاستثمار في مجال زراعة الأعشاب الطبية لاستخلاص المواد الأولية التي تستفيد منها صناعة المكملات والصناعة الصيدلانية".

© الفجر 2017