من جون مكرانك

نيويورك 25 أكتوبر تشرين الأول (رويترز) - تغلبت برمجيات الذكاء الصناعي على أساتذة الشطرنج وأبطال برامج المسابقات التلفزيونية. التحدي التالي؟ المتلاعبون في سوق الأسهم.

فقد أعلنت شركتان لإدارة البورصات عن خطط لاستخدام أدوات الذكاء الصناعي في مراقبة السوق خلال الأشهر المقبلة وقال المسؤولون بهيئة تنظيمية أمريكية لرويترز إنهم ليسوا بعيدين عن هذا التوجه. ويأمل المسؤولون التنفيذيون أن تساعد أجهزة الكمبيوتر المزودة بالذكاء الصناعي البشر على كشف المخالفات بسرعة أكبر.

يستطيع التطبيق على سبيل المثال مسح رسائل غرف الدردشة لكشف المباهاة المريبة أو التهنئات في وقت معاملة كبيرة. وقد يكون قادرا أيضا على كشف مخالفات معقدة بسرعة أكبر مثل عمليات وضع الأوامر السريعة في البورصات ثم إلغائها لتحريك سعر السهم بشكل مصطنع.

وقال توم جيرا نائب الرئيس التنفيذي لتنظيم السوق بهيئة تنظيم الصناعة المالية (فينرا) إن الذكاء الصناعي قد يستطيع أيضا كشف أنواع جديدة من الخداع.

وقال لرويترز "مبعث القلق الأكبر لدينا أن يكون هناك تلاعب ما نحن حتى لا نعلم به.. يبدو أن هذه الأدوات قد تستطيع إعطاءنا إطلالة أفضل على السوق لمثل هذه التصورات المحتملة."

تنوي فينرا اختبار برمجيات الذكاء الصناعي التي طورتها لأغراض الرقابة في العام القادم في حين تتوقع ناسداك وبورصة لندن استخدامها بنهاية السنة.

وتنوي شركتا إدارة البورصات بيع التكنولوجيا إلى البنوك ومديري الصناديق بحيث يمكنهم مراقبة معاملاتهم.

يشير الذكاء الصناعي إلى إمكانية أن تحاكي أجهزة الكمبيوتر أنماط السلوك البشري الدقيق مثل فهم اللغة وحل الأحجيات أو حتى تشخيص الأمراض. وتخضع التكنولوجيا للتطوير منذ الخمسينيات وتستخدم حاليا في بعض التطبيقات العامة مثل برنامج سيري على هاتف أبل آيفون الذي يستطيع إجراء محادثات وتنفيذ مهام.

وفي حين تستخدم الشركات المالية برمجيات الذكاء الصناعي لأداء وظائف شتى من الامتثال إلى انتقاء الأسهم فإن دورها في الإشراف على السوق بدأ للتو فقط.

وقال بيل نوسال مسؤول تطوير الأعمال في ناسداك الذي يشرف على جهودها في مجال الذكاء الصناعي "لم نطلق الآلات من عقالها حقا فيما يخص جانب الرقابة."

(إعداد أحمد إلهامي للنشرة العربية - تحرير نادية الجويلي)