القاهرة 27 أكتوبر تشرين الأول (رويترز) - سجل الجنيه المصري مستوى منخفضا جديدا مقابل الدولار في السوق السوداء اليوم الخميس مع احتفاظ المضاربين بالعملة الأمريكية توقعا لخفض وشيك في قيمة الجنيه.

وتجد مصر صعوبة في تدبير الدولارات منذ انتفاضة 2011 وما أعقبها من أحداث أدت إلى عزوف السياح والمستثمرين الأجانب وهما المصدران الرئيسيان للعملة الصعبة. ويقنن البنك المركزي استهلاك الدولارات ويفرض قيودا صارمة على التحويلات بينما يبقي على العملة المحلية قوية بشكل مصطنع عند سعر رسمي يبلغ 8.8 جنيه للدولار.

وفي معاملات اليوم ارتفع الفرق بين السعرين الرسمي وغير الرسمي إلى مستويات لم يسبق لها مثيل حيث بيع الدولار في السوق السوداء بما يصل إلي مثلي سعره تقريبا في البنوك.

وأبلغ ثلاثة متعاملين رويترز أنهم يشترون الدولار بسعر 16.5-16.6 جنيه ويبيعونه مقابل 16.8-17.1 جنيه. كان الدولار يباع بنحو 16.10 جنيه يوم الثلاثاء.

وقال متعامل "المعروض هزيل جدا. الناس تتوقع أن يصل الجنيه إلى 18 للدولار ولهذا فإنهم لا يبيعون" مضيفا أنه أتم معاملة حجمها 40 ألف دولار بسعر 17.10 جنيه للدولار.

كان البنك المركزي خفض قيمة الجنيه نحو 14 بالمئة في مارس آذار ليقلص لفترة وجيزة فرق السعر مع السوق السوداء. لكن أحدث ضعف في قيمة العملة يزيد الضغوط على البنك لاجراء خفض جديد.

ويتهاوى الجنيه بشكل شبه يومي في السوق السوداء منذ علقت السعودية مساعدة بترولية لمصر هذا الشهر مما أجبر القاهرة على إنفاق 500 مليون دولار على شراء منتجات نفطية في السوق الفورية.

ويثير هذا إلى جانب تعهد برصد 1.8 مليار دولار لتخفيف أزمة ناتجة عن نقص حاد في السكر وللمحافظة على مخزونات السلع الغذائية الأساسية بواعث قلق من أن البنك المركزي لن يستطيع تعزيز احتياطياته من النقد الأجنبي بما يكفي لإدارة خفض منظم لقيمة العملة.

ويقول البنك المركزي إنه لن يدرس تعويم العملة الخاضعة حاليا لإدارة محكومة إلى أن تتجاوز الاحتياطيات 25 مليار دولار.

ويقول مصرفيون واقتصاديون إن خفض قيمة العملة حتمي لكن على البنك المركزي أن يجتذب تدفقات دولارية إلى الاقتصاد لتفادي فترة طويلة من عدم اليقين.

(إعداد أحمد إلهامي للنشرة العربية - تحرير وجدي الألفي)