30 05 2015

2700 سجل تجاري مسجلة بأسماء سيدات..

نشطت المرأة القطرية في القطاع الاقتصادي بشكل لافت خلال السنوات القليلة الماضية، في العديد من المشاريع الكبرى والمتوسطة، بل ولم تقتصر نشاطاتها على المشاريع التي تحمل الطابع النسائي مثل مجال الطبخ والخياطة ومجال صناعة العطورات وغيرها، بل تعدى ذلك إلى ماهو أبعد بكثير، حيث استطاعت سيدة الأعمال القطرية أن تقتحم السوق العقاري والمقاولات، وكذلك مجالات التجارة العامة والاستيراد والتصدير بنسبة لا تقل عن 15% بحسب توقعات الخبراء الاقتصاديين، وهذا يدل بوضوح على الكفاءة العالية التي أصبحت تتمتع بها السيدات في قطر في جملة المشاريع والقطاعات الاقتصادية، واليوم هنالك 2700 سجل تجاري مسجلة بأسماء سيدات قطريات، في مختلف الأنشطة والخدمات، كما ارتفعت ثروات المستثمرات القطريات لتتراوح اليوم بين 20-25 مليار ريال قطري، وهي متنوعة المصادر بين الأسهم والعقارات والشراكات والتعاقدات المختلفة، وهذا التطور الكبير في أداء المرأة في القطاع الاقتصادي المحلي جاء بفضل التشجيع الحكومي لتنمية العنصر النسائي القطري، ودمجه في جميع القطاعات، وتقدم كل التسهيلات والإمكانيات المتاحة من أجل خدمة المجتمع القطري بكل قطاعاته المختلفة، وحول أداء سيدات الأعمال وأدوارهن في القطاع الاقتصادي تحديداً كانت هذه الآراء :

بداية قال المهندس علي بهزاد نائب رئيس الاتحاد الدولي لسيارات الأجرة لمنطقة الشرق الأوسط، إن المشاريع العقارية تشهد في الدولة تطوراً ملحوظاً في السنوات العشر الأخيرة ، وهذا بفضل تعاقدات وشراكات البنية التحتية مع شركات محلية وعالمية ، تنفذ العديد من المشروعات الحيوية والاستراتيجية للدولة، وكان لابد من مشاركة فاعلة للشباب القطري من الجنسين في عمليات الإنشاء والتعمير والنهضة.

وكلنا يتابع عن قرب عمليات البناء الضخمة في الطرق والأنفاق والموانئ والمطار وشبكات الطاقة الكهربائية علاوة ً على المنشآت العملاقة في قطاع الرياضة والسياحة والصناعة، والتوسع الاقتصادي الذي تشهده مدن خارج العاصمة، والمدن الصناعية الجديدة.

وقد أولت الدولة الشباب القطري اهتماماً خاصاً ، وذللت أمامه العقبات، وعملت على إعداد أدوات قانونية مرنة جداً، لاستيعاب الشاب في سوق النمو، كما ركزت جلّ اهتمامها على المرأة القطرية التي نجحت وبمهنية عالية في خوض مجالات ظلت لسنوات طوال حكراً على الرجل، مثل التجارة والمقاولات والعقارات والخدمات.

وأضاف: أن المتابع للشأن الاقتصادي المحلي ، فهناك العديد من الأنشطة التجارية والخدمية التي بدأنا نلمسها في الواقع اليومي للنمو، مثل إقامة أسواق نسائية، ومعارض للأسر المنتجة، ومصانع للإنتاج اليدوي النسائي، وبات السوق المحلي يستوعب مصممات ومنتجات ومهندسات وسيدات أعمال قطريات، وهذا يشعرنا بالفخر والتقدير لكل امرأة طموحة نجحت في خوض المنافسة بقوة.

وأضاف أنّ السوق القطري سوق واعدة، لأنه لا يزال يستقطب سيدات أعمال في مختلف الأنشطة، وكثيرات يعملنّ في قطاع المقاولات والتجارة والعقارات، ومقارنة ً بالسنوات العشر الأخيرة فإنّ سيدات الأعمال زادت أعدادهنّ بصورة ملحوظة، ويعود ذلك إلى الدعم الذي توليه الدولة لهنّ، إضافة إلى إرادتهنّ وقدراتهنّ التي هيأت لهنّ الدخول في مجالات صعبة.
ومن خلال التقديرات الإحصائية الجديدة فإنّ المرأة القطرية تمثل 13,4% من نسبة مالكي الأعمال في الدولة ، وكثيرات يمتلكنّ عقارات ومؤسسات وشركات خدمات، وهناك أكثر من 500 سيدة أعمال في مختلف المجالات ، والكثيرات لديهنّ شركات ويدرنّ شراكات عائلية تبلغ قرابة 750 شركة حسب إحصائيات غرفة تجارة قطر .

سجلات الشركات

وتابع: أما استثمارات القطريات فتقدر بالمليارات في السوق القطري ما بين أسهم مالية وشركات وتعاقدات، وتتراوح ما بين 20ـ25 مليار ريال قطري، وهناك 2700 سجل تجاري مسجل بأسماء قطريات، وكثيرات برعنّ في سوق الأسهم المالية.

ويمكنني القول أنّ ما حققته المرأة القطرية في كل المجالات له بصمة قوية ومؤثرة في المجتمع، فقد تولت مناصب مهمة، ونجحت في إدارة مؤسسات وشركات، وعلى الرغم من التحول الإيجابي في مسيرتها الإنتاجية نحو التجارة وسوق المال، إلا انّ السوق القطري لا يزال بحاجة إلى المزيد من المغامرة من المرأة في طرق أبواب مهن جديدة، وإن كنّ بعضهنّ بدأنّ الخطوات الأولى إلا أنّ السوق الخليجي يتطلب مشاركة كبيرة منهنّ، ولقد طرقت القطريات مجالات الاستثمار والتصنيع والإنتاج اليدوي والخدمات والتعاملات المالية، وهي أنشطة ظلت حكراً على الرجل، وأرى أنّ الإرادة القوية والتعمق في البحث والدراسة والاستفادة من الخبرات والقفز فوق الفشل والمغامرة المستندة للعلم والمعرفة يمكن أن يعطيها دفعة للأمام.

عقاريات قطريات

ومن بين العقاريات القطريات الناشطات في السوق العقاري المحلي، سيدة الأعمال نترا سعيد صاحبة شركة "أرتان" القابضة والتي تأسست عام 1997، وهي شركة تدير مجموعة من المشاريع من بينها: شركة "ميراج " للاستشارات العقارية والهندسة المعمارية، وهي شركة متخصصة في كل من بيع وإيجار الفلل والشقق والمكاتب التجارية ومحلات التجزئة، كما تتركز أعمالها على تقديم حلول عقارية مميزة لعملائنا، من الأفراد والشركات، إلى جانب تحقيق الشفافية في مجال الأعمال وجودة الخدمات المقدمة للعملاء، ويقدم هذا المشروع العديد من الخدمات هي: المبيعات والتأجير وإدارة الممتلكات والاستثمارات، وإدارة المشاريع، إلى جانب تقديم الاستشارات، كما تقدم صيانة الممتلكات حيث يمكن تقديم مجموعة متكاملة من خدمات الصيانة المهنية من خلال فريق فني عالي المهارة، وتعمل على التسويق من خلال استخدام جميع القنوات الإعلانية المتاحة وحملات الرسائل القصيرة وغيرها.

وتقول: أنا راضية بالنجاح الذي حققته في هذا القطاع، وأطمح للمزيد من التطوير في أعمالي ومشاريعي المختلفة، فالقطاع العقاري والمقاولات من القطاعات الرئيسة والمهمة في الاقتصاديات العالمية، وقد أولت دولتنا جل اهتمامها من أجل تطوير البنية التحتية والتوسع في الطرق والمواصلات، ولا يستطيع أحد أن ينكر التطور الكبير في العقارات القطرية سواء الحكومية أو الخاصة على حد سواء، وبحسب وزارة الاقتصاد والتجارة فتشكل المشاريع العقارية نسبة 17% من نوعية السجلات التجارية المستخرجة، وهذا دلالة واضحة على الإقبال الكبير من قبل رجال وسيدات الأعمال في قطر على هذا القطاع المهم .

هذا وقد حازت سيدة الأعمال نترا سعيد على جائزة قطاع الأعمال وهي ضمن جوائز المرأة العربية عام 2013 في الدوحة .

التزود بالمعرفة

وحول عمل القطريات في المجال العقاري والصعوبات التي يواجهنها في مشاريعهن فقد التقيت عددا من سيدات الأعمال القطريات اللواتي مازلن يعملن في القطاع العقاري والمقاولات، من بينهن د. نورة المعضادي صاحبة شركة " المكنون " للتجارة والمقاولات، التي تفخر بكونها واحدة من سيدات الأعمال القطريات اللواتي حققن نجاحاً في المجال العقاري من خلال شركتها التي تعمل منذ سنوات في السوق المحلي، حيث تم تأسيس هذا المشروع في 2007 وهو يختص بالبناء والأعمال الهندسية والتجارة، مشيرة إلى أن شركة المكنون حققت نجاحاً في هذا المجال على الرغم من صعوبته، فالعمل جار على إنجاز أكثر من خمسة مشروعات من مشاريع مونديال 2022، كمقاول غير رئيسي، كما أن هنالك تخطيطا للولوج في مناقصات جديدة، وشراكات ناجعة لخدمة هذا القطاع، وقالت: إن المجال العقاري والمقاولات وكذلك التجارة العامة من المجالات التي تحتاج إلى الخبرة والتطوير الدائم، إلى جانب الاطلاع على آخر الأخبار والتطورات العالمية في هذا القطاع، الذي يلعب دورا مهما في اقتصادات العالم، لذلك فأنا حريصة على التزود بالمعلومات من خلال المشاركة في المنتديات والفعاليات التي تختص في مجال عملي، وأنا سعيدة أنني استطعت أن أنهض بالمشروع وأسعى للتوسع بجملة مشاريعي وخططي المستقبلية، والحقيقة لدى المكنون للتجارة مجموعة من عقود العمل التي تعمل فيها في قطاع الخدمات كالمجمعات والمكاتب وقطاع البنية التحتية، والمراكز التجارية كمراكز التسوق والمباني ومحطات السكك الحديدية وغيرها، أضيفي على ذلك الضيافة والتسلية وقطاع التعليم والصحة والقطاع الاجتماعي وقطاع الرياضة كالملاعب الكبيرة والمجمعات الرياضية، كما لدى المشروع القدرة على تصميم وبناء الإطار الهيكلي بما في ذلك أعمال التشطيبات والخدمات الميكانيكية والكهربائية مثل: التدفئة والتهوية وتكييف الهواء والحماية من الحرائق، والصرف الصحي، ومراقبة الأمن وأنظمة وشبكات الاتصالات السلكية واللاسلكية وغيرها، كما تقدم الشركة حلولا متكاملة مع النظم الآلية وأحدث تقنيات إدارة المشاريع للبناء السريع، كما يوفر حلولا مخصصة لمساحات المكاتب التجارية، كما يقدم المشروع خدمات إدارية من خلال حزمة خدمة فعالة من حيث التكلفة، مع الالتزام بمتطلبات ضمان الجودة ومعايير السلامة، نهدف إلى: تطوير الأعمال، وأنشطة الصيانة والتصميم الهندسي، وإدارة المشاريع، والخبرة الاستشارية .

سباق اقتصادي

هذا وأشار الخبير الاقتصادي د. حسني الخولي إلى أن سيدات الأعمال القطريات يشهدن تنافساً كبيراً فيما بينهن في القطاعات الاستثمارية خاصة العقارية منها، وهذا السباق الاقتصادي يعزز التنافسية التي تنعكس بظلالها الإيجابية على الاقتصاد القطري، مؤكداً أنه من المهم تشجيع سيدات الأعمال على طرق فتح مجالات استثمار جديدة لاستقطابهن، من خلال إقامة الفعاليات الدورية لطرح مزيد من الفرص الاستثمارية المتوفرة، مشيداً بمنتدى التمكين الاقتصادي للشباب الذي نظمته مؤخراً وزارة الاقتصاد والتجارة، حيث إنه يفتح المجال لاحتضان المواهب الشابة من الشباب والفتيات، وتطوير مهاراتهم لطرح مشاريعهم المستقبلية، إلى جانب أهمية توفير فرص التدريب والبرامج التوعوية بما يرفع من مستوى الوعي الاستثماري لدى سيدات الأعمال، والتعرف على المعوقات التي تواجه المشروعات النسوية والعمل على تذليلها فى كافة ميادين العمل، مع أهمية توفير الدعم المالي للمشروعات الناجحة وبما يتيح التوسع فيها، وتقديم الدعم الفني وتفعيل طرق التسويق الحديثة وبما يتيح لهن التسويق الألكتروني مما يزيد الرقعة التسويقية لهن، وإيجاد حاضنات الأعمال لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة مما يحقق مزايا تنافسية ويدعم من فرص النجاح ويحقق الاستمرارية، مشيراً إلى أن القطريات لديهن الكثير من الكفاءة والنضج في القطاعات الاقتصادية، بل وهن قادرات على إدارة مشاريعهن بشكل ذاتي.

© Al Sharq 2015