30 07 2016

من اماندا بيكر

فيلادلفيا (رويترز) - بدأت الديمقراطية هيلاري كلينتون حملتها التي اكتسبت قوة دافعة جديدة من أجل أن تصبح أول رئيسة للولايات المتحدة يوم الجمعة بزيارة ولايات المنطقة الصناعية المعروفة "بحزام الصدأ" والتي قد تقرر مصير انتخابات الثامن من نوفمبر تشرين الثاني.

وبعد أن قدمت نظرة متفائلة للبلاد في خطابها الرئيسي أمام الحزب الديمقراطي ليل الخميس بدأت وزيرة الخارجية السابقة جولة إلى أوهايو وبنسلفانيا وهما ولايتان تتضرران الآن من تراجع قطاع التصنيع في الولايات المتحدة.

ومن المرجح أن تواجه كلينتون تحديا شاقا في مثل هذه الولايات من الجمهوري دونالد ترامب وهو رجل أعمال من نيويورك يحاول استمالة الناخبين من الطبقة العاملة بخطابه المناهض للتجارة الحرة والهجرة غير الشرعية.

وقالت هيلاري لتجمع انتخابي في فيلادلفيا يوم الجمعة "لا يخالجني شك في أن كل انتخابات في ديمقراطيتنا مهمة بطريقتها الخاصة لكني لا أستطيع أن أتصور انتخابات أكثر أهمية (من هذه) .. في حياتي بالتأكيد.

"ولا يرجع ذلك كثيرا لكوني مرشحة ولكن بسبب الاختيار الصارخ الذي تواجهه أمريكا في هذه الانتخابات."

وفي أكبر خطاب جماهيري في مسيرتها السياسية التي بدأتها قبل ربع قرن قبلت كلينتون رسميا ترشيح حزبها الديمقراطي للرئاسة يوم الخميس في المؤتمر في فيلادلفيا.

وقدمت هيلاري نفسها كزعيمة تسير على نهج مستقر خلال "لحظة حساب" لأمريكا في صورة تثير مقارنات بينها وبين المرشح الجمهوري ترامب الذي وصفت شخصيته بأنها خطيرة ومتقلبة.

وتحدثت كلينتون ومرشحها لمنصب نائب الرئيس السناتور تيم كين عن ولاية فرجينيا أمام حشد يزيد على خمسة الاف شخص في جامعة تمبل قرب وسط فيلادلفيا قبل أن يخرجا في رحلتهما بالحافلة التي تستمر ثلاثة أيام. وكررت كلينتون موضوعات من خطابها ليل الخميس.

وتظهر استطلاعات الرأي سباقا محتدما في أوهايو وبنسلفانيا اللتين فاز بهما الرئيس باراك أوباما في انتخابات 2012.

وأظهر مؤشر ريل كلير بوليتيكس لمتوسط استطلاعات الرأي أن كلينتون وترامب متعادلان بشكل كبير في أوهايو حيث عقد الجمهوريون مؤتمرهم الأسبوع الماضي. وأظهر متوسط لاستطلاعات الرأي الأخيرة على موقع المؤشر أن كلينتون تتقدم بفارق 4.4 نقطة في بنسلفانيا.

وأوهايو وإلى حد أقل بنسلفانيا من بين مجموعة من الولايات التنافسية التي تعتبر عادة حاسمة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية إذ أنها لا تميل بشدة سواء للديمقراطيين أو للجمهوريين.

وعلى المستوى الوطني تظهر استطلاعات الرأي تقدم ترامب بفارق ضئيل بعد الحصول على ترشيح حزبه في مؤتمر كليفلاند. وستحصل كلينتون على الأرجح على دفعة مماثلة بعد المؤتمر الديمقراطي حيث أشاد بها أوباما وغيره من الزعماء الديمقراطيين ووصفوها بالمقاتلة الشرسة المهتمة بشدة منذ فترة طويلة بمساعدة المحرومين.

مشاهدة تلفزيونية أقل لكلينتون.

وتعهدت كلينتون وهي سيدة أولى سابقة وعضو بمجلس الشيوخ في خطابها يوم الخميس بجعل الولايات المتحدة بلدا للجميع في حال انتخابها.

وقالت "نحن مدركون لما يواجه بلدنا. لكننا لسنا خائفين."

وصورت كلينتون (68 عاما) ترامب في صورة شخص يمثل خطرا على البلاد قائلة "الرجل الذي يمكن استدراجه بتغريدة ليس رجلا يمكننا أن نستأمنه على أسلحة نووية."

وأطلق ترامب تعليقات نارية على تويتر صباح الجمعة منتقدا التغطية الإعلامية للخطاب ووصفها "بالمزحة" ووصف الخطاب بأنه "طويل جدا وممل جدا" واتهم كلينتون بأنها تريد إغلاق "مناجم الفحم ومصانع الصلب وأي تصنيع متبق آخر."

وسيقوم ترامب يوم الجمعة بحملة في ولاية أخرى من الولايات التي تعتبر متأرجحة -أي غير محسومة سواء للديمقراطيين أو الجمهوريين- وهي كولورادو ومن المقرر أن يزور أوهايو الأسبوع المقبل.

وكشفت بيانات أولية أعلنتها مؤسسة للتصنيف يوم الجمعة أن عدد من شاهدوا خطاب كلينتون الذي أعلنت فيه قبولها ترشيح حزبها على قنوات التلفزيون أقل من عدد مشاهدي خطاب ترامب الذي ألقاه قبل نحو أسبوع.

وأظهرت البيانات التي نشرتها مؤسسة نيلسن أن ما يقدر بنحو 27.8 مليون شخص شاهدوا خطاب كلينتون في المؤتمر العام للحزب عبر ست قنوات تلفزيونية في حين جذب خطاب ترامب نحو 30 مليون شخص على نفس المحطات.

وستكون القضايا الاقتصادية حاسمة مع دخول الحملة إلى البيت الأبيض شهورها الثلاثة الأخيرة. وقالت وزارة التجارة اليوم إن الاقتصاد الأمريكي حقق نموا بنسبة 1.2 في المئة فقط في الربع الثاني وهو أقل كثيرا من المتوقع.

وخلال جولتها في ولايات "حزام الصدأ" ستعرض كلينتون بالتفصيل لتعهدها بزيادة الأجور وإيجاد وظائف بالكشف عن حزمة ضخمة لمشروعات البنية الأساسية في أول 100 يوم من رئاستها وتشجيع الشركات على الاستثمار في العمال.

وخيمت على بداية المؤتمر الديمقراطي استقالة رئيسة الحزب ديبي واسرمان شولتز التي استقالت بسبب رسائل بريد إلكتروني مسربة تظهر محاباة مسؤولي حزبها لكلينتون على منافسها الرئيسي بيرني ساندرز وهو سناتور عن ولاية فيرمونت.

وقال خبراء أمن الفضاء الالكتروني ومسؤولون أمريكيون يوم الاثنين إن هناك دليلا على أن روسيا دبرت عملية الكشف عن تلك الرسائل للتأثير على الانتخابات. ونفى الكرملين هذه الاتهامات.

وظهر على السطح تسلل إلكتروني آخر يوم الخميس عندما أبلغ أربعة أشخاص على علم بالأمر رويترز أن مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) يحقق في هجوم الكتروني على اللجنة الديمقراطية لحملات انتخابات الكونجرس والتي تجمع الأموال للديمقراطيين الذين يترشحون لمجلس النواب. وأكدت اللجنة يوم الجمعة أنها كانت هدفا لهجوم إلكتروني.

(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)

© Reuters 2016