27 09 2016

رئيس الوزراء افتتح منتدى قادة السكري.. 50 % من حالات الغسيل الكلوي بسبب السكري

70 % من حالات السكتة الدماغية مصابون بالسكري أو حالات ما قبل السكري

  

افتتح معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أمس منتدى قادة السكري الذي يعقد على مدى يومين بفندق ريتزكارلتون، لمناقشة أبرز التحديات الصحية المرتبطة بمرض السكري وسبل مكافحتها بمشاركة واسعة من الخبراء المرموقين دولياً.

وأكدت سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري وزيرة الصحة العامة، خلال كلمة بالمنتدى، أن حجم إنفاق النظام الصحي لعلاج مرضى السكري ومضاعفاته في قطر بلغ حوالي 1.8 مليار ريال، لافتةً إلى أن نحو 50 % من حالات الغسيل الكلوي للمرضى في قطر ناتجة عن إصابتهم بمرض السكري، وما يقرب من نصف حالات مرضى الشريان التاجي الحاد مصابون بالسكري، وكذلك نحو 70% من حالات السكتة الدماغية إما مصابين بالسكري أو حالة ما قبل السكري.

وتوقعت أن يتضاعف عدد المصابين بالسكري خلال الأربعين سنة المقبلة في حال لم يتم إجراء أي تغييرات على الواقع الحالي، ما يعني أن الأطفال والعائلات والمجتمعات سيتأثرون بهذا المرض المريع بدرجة أكبر مما هو عليه اليوم وأنه إذا ما بقي الحال على هذا المعدل، فإن تكاليف العلاج سترتفع على الأرجح بدورها لتصل إلى 4.9 مليار بحلول عام 2035، إلا أنها قالت إن هذا يمكن تفاديه.

17 % من المواطنين البالغين يعانون من السكري

قالت د. حنان الكواري إن مرض السكري يعتبر من أسرع الأمراض انتشارًا في العالم وللأسف فإن دولة قطر ليست بمنأى عن هذه الظاهرة المتفشية، لا سيما أن 1 من أصل 6 نحو (17%) من المواطنين القطريين البالغين يعانون اليوم من السكري.

وأكدت أنه بفضل تطوّر التقنيات الطبية وتوفير الرعاية الصحية في قطر، أصبح غالبية المرضى قادرين على ضبط معدلات السكري ضمن الحدود المطلوبة ومعرفة سبل التعايش معه إلا أنه يمكن للسكري أن يؤدي إلى عواقب وخيمة من شأنها المساس بنوعية حياة هؤلاء المرضى.

وأوضحت أنه يمكننا اتخاذ العديد من الخطوات الفعلية للحدّ من تزايد عدد مرضى السكري، كما يمكننا المساعدة عبر التعاون معاً لمواصلة البحث عن طرق جديدة ومبتكرة تمكّننا من التعرّف على الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، وتيسير وصولهم للعلاج المناسب والمشورة اللازمة في الوقت المناسب، كما أنه يمكننا المساعدة عبر التعاون معًا لمواصلة تحسين جودة الرعاية التي نوفرها، في المجتمع أو في مراكز الرعاية الصحية الأولية أو في مستشفياتنا، وذلك لضمان توافر العلاج لكل مريض وتفادي تفاقم حالته الصحية بحيث يتعذر التحكم بها.

منطقة الخليج تشهد أعلى نسبة من المرض

وصف السيد شوكت ساديكوت رئيس الاتحاد الدولي للسكري مرض السكري بأنه تسونامي تزداد أمواجه يوماً بعد يوم ويموت بسببه شخص في كل ثانية حول العالم. ودعا إلى وقفة جدية وتضافر جهود الحكومات والمؤسسات والجمعيات بشكل جدي لإنقاذ البشرية من هذا المرض. وحذر من أن منطقة الخليج ستشهد أعلى نسبة من انتشار مرض السكري في السنوات القادمة.

وأشار إلى أن العالم يعيش فيه 415 مليون مريض بالسكري ولكن المفزع في الأمر أن نصف هؤلاء لا يعلمون أنهم مصابون بالمرض، في وقت يعد فيه السكري هو المسبب الأول للعمى في العالم وكذلك فقدان الأطراف بينما ربع الذين يخضعون لزراعة كلى هم من مرضى السكري فضلاً عن الذين يصابون بالسكتات القلبية.

200 ألف مصاب بالسكري في قطر

كشف البروفيسور عبدالبديع أبوسمرة مدير المعهد الوطني للسكري والسمنة وأمراض الأيض بمستشفى حمد العام عن تنفيذ دراسة حول التحديات التي تواجهها قطر حال لم يتم اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتغيير السلوكيات والممارسات التي تتسبب في الإصابة بالسكري.. مبيناً أن الدراسة توقعت زيادة عدد المصابين بالسكري في قطر من 200 ألف مصاب حالياً إلى 368 ألف مصاب بحلول 2055.

وتابع: كما توقعت الدراسة أيضاً زيادة عدد الأشخاص الذين يعانون من مضاعفات متقدمة للسكري لأكثر من 3 أضعاف أي من 48 ألف مريض بنسبة 2% إلى 182 ألف مريض بما يعادل 7% من إجمالي عدد السكان، مشيراً إلى أن الدراسة بينت أن معدل صافي تكلفة علاج السكري خلال الـ 40 عاماً المقبلة يصل إلى 130 مليار ريال، مبيناً أن التكلفة السنوية لعلاج مرض السكري في قطر ستتضاعف بمقدار 4 أضعاف لتصبح 8.4 مليار ريال بدلاً من 1.8 مليار ريال حالياً.

وقال إن تنفيذ برامج الإستراتيجية الوطنية للسكري سيكون له دور في تقليل عدد الإصابات الجديدة بنسبة تصل إلى 15 % خلال الـ 40 عاماً المقبلة، إضافة إلى تقليص عدد المصابين بمضاعفات السكري بنسبة تصل إلى 25% وكذلك الارتقاء بجودة الحياة الخاصة بالمرضى.

115 عيادة أمراض مزمنة في 23 مركزاً صحياً

قالت الدكتورة سامية العبد الله مدير التشغيل بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية الأولية إن اجتماع أبرز خبراء مكافحة السكري في العالم في قطر يدعم بشكل أساسي تنفيذ الإستراتيجية الوطنية لمكافحة السكري، مشيرة إلى أن مؤسسة الرعاية الأولية شريك أساسي في تنفيذ برامج الإستراتيجية من خلال العديد من البرامج الوطنية للكشف المبكر عن المرض.

وأضافت أن المؤسسة تعمل على متابعة تنفيذ توصيات الإستراتيجية في برامج الوقاية واكتشاف المرض، كما يتم العمل على الارتقاء بمستوى الوعي الصحي لدى أفراد المجتمع.

وأشارت إلى توفير 115 عيادة أمراض مزمنة من خلال المراكز الصحية التابعة لمؤسسة الرعاية الأولية والبالغ عددها 23 مركزاً يغطون مختلف أنحاء البلاد، وتقدم خدماتها لأكثر من 15 ألف مريض سكري.. منوهة بإطلاق مبادرة من خلال مركز الوكرة الصحي منذ يناير 2016 من خلال استدعاء 3000 مواطن من بين المصابين بعوامل الخطورة لإجراء فحوصات الكشف عن السكري.

د. عبدالله الحمق:

2820 دولاراً لعلاج المصاب بالسكري سنوياً

أكد الدكتور عبد الله الحمق الرئيس التنفيذي للجمعية القطرية للسكري، أن الجمعية تعد من أبرز الداعين لإيجاد إستراتيجية وطنية لمكافحة السكري في قطر، مشيراً إلى أنها تعد أول جهة تجري مسحاً وطنياً لمعرفة نسبة الإصابة بالسكري في قطر.

وأكد أن قضية مكافحة السكري تحتاج إلى تضافر جهود كافة الجهات والمؤسسات الوطنية في القطاعين العام والخاص، مشدداً في السياق ذاته على أهمية إبراز دور الفرد والمجتمع في هذا الأمر، والعمل على تطويره. وأشار إلى أن تكلفة علاج المصاب الواحد بالسكري تصل إلى 2820 دولاراً أمريكياً سنوياً.. مبيناً أن برامج الوقاية وتفعيل دور المؤسسات والأفراد كفيل بتقليص عدد المصابين ومن ثم تقليص الأعباء الاقتصادية المترتبة على ذلك.

رؤية صاحب السمو تؤكد أهمية الرعاية وتحقيق الرفاه الصحي للشعب

قالت سعادة الدكتورة حنان الكواري وزيرة الصحة العامة إنّ رؤية حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى والتي ترتكز عليها رؤية قطر الوطنية 2030، تؤكد أهمية الرعاية الصحية وتحقيق الرفاه الصحي لأبناء شعبنا على حد سواء. وأضافت، في كلمتها خلال افتتاح المنتدى:"إنّ التزام سموه الكريم بصحة السكان يتجلى بوضوح من خلال دعم سموه الراسخ لصحة شعبنا"، مشيرةً إلى ما قاله حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى في كلمته خلال افتتاح دورة الانعقاد الرابع والأربعين لمجلس الشورى :"إنّ عزمنا على مواصلة تحقيق التقدم لبلدنا ولرفاهية شعبنا لا يقف عند حد".

© Al Raya 2016