23 10 2016

كتب/ شين ماكينجلي

جاء نجم هوليود "روبرت دي نيرو" في زيارة خاطفة  إلى دبي، للترويج لمشروعه الاستثماري الجديد وهو عبارة عن منتج سياحي ضخم في عدة دول، وأيضا يسعى دي نيرو لافتتاح مقر جديد من العلامة الشهيرة "نوبو" في عالم الضيافة بدبي، كما أكد في حواره الحصري ل "زاوية".

روبرت دي نيرو، النجم الأسطوري الذي تصعب محاورته؛ إذ عادةً ما يقدَّم أجوبة مُقتضبة تحتوي مقطعًا واحدًا لإثارة شغف مراسلي الأعمال السينمائية والبحث عن مأثورات إعلامية للترويج لأحدث أعماله.

ووسط حالة من التفاؤل لتجاذب أطراف الحديث، جلس نجم هوليود البالغ من العمر 73 عامًا على أريكة وثيرة من الجلد في جو محيطي ثري مترف في جناح منتجع بلازو فيرساتشي دبي لإجراء هذه المقابلة.

قد يكون السبب وراء تلك البيئة هو أنه ليس دي نيرو ذلك الممثل الحاصل على جائزة أكاديمي أوورد ولا نجم الروائع الكلاسيكية مثل "ذا جاد فاذر II" (العراب) و"تاكسي درايفر" (سائق التاكسي) و"ذا دير هانتر" (صائد الغزلان) أو "جود فيلاس" (الأصدقاء الطيبون)، لكنه دي نيرو الرأسمالي ودي نيرو رجل الأعمال.

اتفق دي نيرو مع الملياردير الأسترالي الشهير جيمس بيكر على إنشاء منتجع في أحد جزر الكاريبي بدولة أنتيغوا وباربودا، وفي الوقت الذي يضع فيه أمواله في هذا المشروع، إلا أنه يسعى لاستقطاب الاستثمارات من الشرق الأوسط للمساعدة في تحويل رغبته إلى واقعٍ ملموس.

وفي تصريح له لموقع زاوية خلال المقابلة التي أُجريت في جناح المنتجع، "أحب البيئة والمكان والجزيرة نفسها. الأمر يتطلب الكثير من العمل لتحقيق هذا الإنجاز، غير أن المكان رائع بحق، ودومًا ما أُفكر في أنك ستعرف يومًا ما بأنني أرغب في إنشاء منتجع إذا ما اهتديتُ إلى المكان الأنسب. المكان الذي أرغب في الذهاب إليه".

مُضيفًا، "زرتُ الكثير من الأماكن حول العالم، وهكذا بدأت الرحلة. ووجدتُ هذا المكان الذي زرته ذات مرة في دولة باربودا، أذكر أن ذلك كان منذ 28 عامًا وهذا المكان مطبوع في ذاكرتي لم أنسه أبدًا. وعندما ذهبتُ إلى هناك كان الأمر مجرد تذكرة لرحلة من الاستمتاع، وبعدها درسنا المكان ونجحت في البحث عن مالكين للتنسيق بيننا ومع جيمي بيكر لشرائه."

فبحسب التقرير الذي أصدرته جريدة "ذا أستراليان" الشهر الماضي، فإنه من المقرر إقامة المشروع الذي تصل تكلفته 330 مليون دولار في جزيرة باربودا بموقع نادي "كيه كلوب" القديم، والذي كان يومًا ما ملاذًا للرفاهية والبقعة المُفضَّلة للأميرة ديانا، أميرة ويلز. ومن بين المنشآت المتضمنة في الخُطط المعمارية، إقامة فندق صغير فئة الخمس نجوم، ومنتجع بيئي صغير، وحوض للسفن ومطار للطائرات النفاثة الخاصة. وفي حين رفض دي نيرو التصريح بتاريخ افتتاح المنتجع لصفوة زائريه، أكَّد على أن التصاريح المزعومة بأنه من المُقرر أن يتضمن المنتجع إنشاء كازينو مجرد "كلام فارغ".

وفي الوقت الذي من المقرر أن يفتتح أحد المشاهير أبواب المنتجع لعقد اجتماعات الأعمال واستقطاب المستثمرين لحضور فعاليات مثل مؤتمر "ديستنيشن أنتيغوا وباربودا" في دبي بمنتجع بلازو فيرساتشي، حيث ألقى دي نيرو كلمته بصفته المبعوث الاقتصادي الخاص المُعين حديثًا في 9 أكتوبر، فإن الممثل على علمٍ بأن الأمر قد يتطلب أكثر من نجم هوليود لإبرام الاتفاق.

وتابع، "عليهم النظر إلى الأشياء بمنظور غير تقليدي خارج شخصك، وما أقدمه وأعرضه هو ما ألتزم به، لذا فإنني أنوي الذهاب إلى مكان مثل دبي وأتحدث عن ذلك المكان وأرى ما إذا كان الأشخاص مهتمين به. ومن المقرر أن يتم الأمر بطريقة خاصة، وبعدها يرجع الأمر إليهم حتى يمكنهم النظر في أعداد الزائرين. إن الأمر أشبه بفيلم سينمائي، عليك رؤيته فقط إذا ما رغبت في الاستثمار ومقدار الاستثمارات المتوقعة، وغيرها من الأمور المعروفة".

ثقة كبيرة

بالطبع ليست هذه هي المرة الأولى لمشروع أعمال مشترك يضع دي نيرو اسمه عليه، ففي التسعينيات اتفق مع كبير الطهاة الياباني نوبو ماتسوهيسا لافتتاح سلسلة المطاعم الشهيرة في مختلف أنحاء الولايات المتحدة وعدد من المدن الأخرى حول العالم؛ منها دبي والدوحة.

وذكر، "عندما بدأت العمل مع كبير الطهاة السيد نوبو ماتسوهيسا لم أنجح في الاهتداء إلى أشخاص للاستثمار ولكني بالنهاية فعلت، وليس هذا النوع من الأشخاص الذي تظنه، ولكن إن لم يكن الطعام ممتازًا والخدمة رائعة، فقد يأتي الأشخاص إلى المكان مرة أو مرتين وبعدها لن يعاودوا زيارته."


وعلى حد قوله، "أفكر في الأشياء التي أومن بها وأرغبها بشدة، مثل مشروع باربودا، والذي يستحق الوقت الذي بذلته في هذا المشروع وذلك لشدة تحمسي له". وفي حديثه عن الأفكار وراء قرارات أنشطة أعماله، ذكر أن "خلاصة القول، عليك الإيمان بالأمور التي تنوي فعلها وتستثمر أوقاتك بها، لا سيما عندما يكبر بك العمر."

وعلى كلٍ، فقد أعترف بأن بعض شراكات الأعمال قد لا تؤتي ثمارها، فقد تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، مثل بعض أفلامه التي يزيد عددها على 100 فيلمًا والذي لعب فيها دور البطولة.

"يمكنك تصوير أفلام سينمائية، مثلما هو الحال إذا كنت ترغب في الاستمثار للحصول على حق امتياز معين ... الفيلمان الكوميديان "ذا فوكر"، "ميت ذا بيرنتس"، لا سيما بعد الفيلم الأول، [فإنني لم أكن أظن] أنه سيتم تصوير فيلمين آخرين أو "أنالايز ذيس" (حلِّل هذا)، وبعدها "أنالايز ذات" (حلِّل ذاك)، والذي لم يُحقِّق نجاحًا بنفس القدر الذي حقَّقه "ذا فوكر"، ولكن على أية حال هذا ما حدث.

"فأحيانًا تنوي القيام بشيء، ولكن لا يُفلح الأمر، وتكون متأكدًا من أن هذا الشيء سينجح، ولكنني لا أدخل في العديد من المشاريع، بل أحاول أن أتأكد من أن ما أفكر به سيحُقِّق نجاحًا."

ترامب ليس هو الإجابة

إذا ما نحّينا أنشطة الأعمال جانبًا، فأحد الموضوعات التي أثارتْ دي نيرو هذه الأيام هي السياسة، وتحديدًا الانتخابات الرئاسية الأمريكية وترشيح دونالد ترامب. فبمجرد ساعات قبل جلوسنا وتجاذبنا أطراف الحديث، انتشر فيديو للممثل دي نيرو والذي يشن فيه هجومًا لاذعًا على دونالد ترامب.

وفي رأيه عن دونالد ترامب في مقطع فيديو قصير، قال: "إنه غبي أحمق يثير حفيظتي لدرجة أتعجب من كيف وصل هذا البلد إلى هذه الدرجة من الحماقة على يد هذا الأخرق الأبله عندما يكون حاضرًا. إنه يتحدث عن كيف يرغب في أن يصفع الناس على وجوههم؟ حسنًا، إنني أريد أن أصفعه على وجهه."

وعند سؤاله عمّا إذا كان المطوِّر العقاري الثريّ ونجم تلفاز الواقع السابق سيكون هو ساكن البيت الأبيض والجالس على المكتب البيضاوي خلال شهور قلائل، ذكر دي نيرو لموقع زاوية:

"بالتأكيد لا أرغب في أن يكون هو، لن يكون الموقف جيدًا. وكجزء من ذلك، فإنني أرى كونه في البرامج الحوارية وبرنامج "ذا أبرنتس" طيلة هذه الأعوام، إنه مجرد عرض، وليس حقيقة. فهذا قد يفلح مع أشخاص معيينين، ولكن ليس هكذا يكون حال رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، فالموقف ليس بجيد."

"قد يكون هو ليس جادًا، ولكن أناسٌ بعينهم يتعاطون مع الأمر على محمل الجد، وهو الأمر الباعث على القلق. ويعكس الموقف أن الأشخاص كان قد جانبهم الصواب حول الوضع السيء الذي أصبحت عليه الولايات المتحدة بفعل عناصر معينة في وول ستريت وقضية الإسكان والأزمة المالية وغيرها، حتى طفح الكيل بالبعض وصوتوا له، وأفهم ذلك. ولكنه ليس هو الإجابة، بالتأكيد ليس ترامب هو الإجابة."

دي نيرو يدعم تمامًا التصويت لصالح المرشحة الديمقراطية هيلاري كلنتون. "لا شك أنها ناضجة وواعية وقوية، وقد يكون لها أخطاء هنا أو هناك، ولكن مجمل القول أنها تتمتع بشخصية ناضجة وقوية."

المشاريع المستقبلية والإخراج

ليس الأمر بعيدًا، فسبق وأن شقَّ الممثل رونالد ريغان طريقه إلى البيت الأبيض، ولكن دي نيرو غير راغب في خوض معترك السياسة وتقديم نفسه كخيار ثالث. مُضيفًا، "فات الأوان على خوض ذلك الأمر".

وفي حقيقة الأمر، ففي الوقت الذي يركز فيه على امبراطورية مشاريع أعماله المستقبلية خلال الأعوام القليلة القادمة، فإنه ليس لديه أية خُطط لترك وظيفته النهارية والاعتزال من هوليود مطلقًا. "لا أتخيل نفسي تاركًا التمثيل. أرغب في إخراج فيلم آخر، ولكن ذلك قد يستغرق وقتًا طويلاً، وعليك أن تكون راغبًا بحق في فعل ذلك."

حتمًا لن تكون هذه هي المرة الأخيرة التي تشهد دبي زيارة دي نيرو، نظرًا لتوسع علامته الشهيرة "نوبو" في عالم الضيافة، وفي حين أنه تم الإعلان عن مقرات الفندق في كل من البحرين والرياض، يذكر دي نيرو أنه يُمكن أن يكون الفندق في دبي في المستقبل القريب. وأضاف "أتوقع أن يكون اسم الفندق في دبي، وأرغب حقُا في حدوث ذلك."

ومع قرب نهاية حديثنا تصافحنا وتبادلنا الابتسامات، ووافق دي نيرو على التقاط بعض الصور. وأخيرًا، فهل هذا يضع حدًا للخرافة التي تزعم بأن دي نيرو سيء السمعة؟

تحرير للنسخة العربية

محمد عبد الظاهر



© Zawya 2016