26 05 2016

أكد استمرارية التنقيب عن الغاز في «الربع الخالي»

            

أبلغ "الاقتصادية" أمين الناصر، الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية، أن فرق عمل مختلفة من موظفي الشركة تجري دراسات مالية وإدارية لتجهيز طرح أقل من 5 في المائة من أسهمها للاكتتاب العام ، نافيا وجود أي توجه لإعادة هيكلة الشركة بالتزامن مع الطرح، أو تسريح موظفين أسوة بغيرها من الشركات التي تأثرت بانخفاض أسعار النفط، مؤكدا أنها تسعى إلى زيادتهم.

وأوضح الناصر أن الشركة لديها قوائم مالية يتم إعدادها سنويا تعرض على الحكومة ومجلس إدارتها حاليا، وأن مسألة إعلان القوائم المالية للشركة تتوقف على موعد طرحها في السوق، وفي ذلك الوقت فإن الشركة ستكون ملزمة بالإعلان الربع سنوي والنصف سنوي والسنوي، كاشفا عن مباحثات تجريها الشركة مع مستشارين وشركات عالمية بشأن الاكتتاب، وجرى عرضها على المجلس الأعلى للبترول، وقريبا ستعرض على الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.

ونفى الناصر وجود عوائق أمام الطرح المزدوج في السوق المحلية والعالمية بقوله "لا عوائق إدارية أو قانونية أمام طرح أسهم الشركة في السوق العالمية"، لافتا إلى أن الشركة تجري مفاوضات حاليا مع شركات ومستشارين عالميين بشأن الطرح.

يأتي هذا التأكيد في وقت تنوقلت فيه أنباء بأن الطرح في السوق العالمية قد يواجه تعقيدات قانونية نظرا لضخامة الطرح من حيث القيمة المالية.

وأفاد الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو خلال تصريحات صحفية خلال جولة لوسائل الإعلام المحلية في مرافق الشركة في الظهران أمس، بأن خطط الشركة التوسعية لم تتأثر بنزول أسعار البترول، وأن تكلفة إنتاج البرميل تعد الأقل والأكثر فاعلية على مستوى العالم، مبينا أنهم يستعدون خلال الأسبوعين المقبلين للبدء في رفع الطاقة الإنتاجية لحقل شيبة النفطي لتصل إلى مليون و200 ألف برميل يوميا مع المكثفات مستقبلا، وهذا يعادل إنتاج بعض الدول.

وعن الحالة السوقية للبترول، قال "إنها تشهد تعافيا تدريجيا الآن، لكن لا أحد يستطيع التنبؤ بمستقبل الأسعار، ومن الصعب تحديد سعر في سوق تقوم على قاعدة العرض والطلب"، مضيفا أن "الطلب على البترول ارتفع هذا العام بمقدار مليون برميل، وهذا ما يجعلنا نقول إن هناك تعافيا تدريجيا في الأسعار، رغم أن العرض في السوق أكثر من الطلب بواقع يبلغ 94 مليون برميل"، رافضا الإفصاح عن تكلفة إنتاج البرميل الواحد بالنسبة إلى الشركة، على اعتبار أن هذه المعلومات ليست متاحة عند مختلف الشركات المنافسة.

وبالنسبة إلى طرح الشركات التابعة لـ "أرامكو" للاكتتاب، أشار الناصر إلى أن الاتجاه في الوقت الحالي يتركز على طرح الشركة الأم ككل للاكتتاب، ومستقبلا سيتم طرح الشركات التابعة لها، مبيِّنا أنه لا توجد شركات عالمية طلبت المشاركة في الاكتتاب.

وأوضح أن "أرامكو السعودية" مستمرة في مشاريع التوسع المقررة، وذلك بتمويل ذاتي من دون اللجوء إلى أدوات دين "صكوك أو سندات" أو اقتراض من المصارف، كما أنها الآن تدرس دخولها قطاع التجزئة في الوقود، مفيدا بأن أول عملية إنتاجية للغاز الصخري ستكون من خلال مدينة وعد الشمال التي تعد مدينة تعدينية متكاملة في منطقة الحدود الشمالية، والتنقيب عن الغاز في الربع الخالي مستمر، "ونسعى إلى بلوغ إنتاج السعودية من الغاز 23 مليار متر مكعب يوميا خلال عشر سنوات، بينما ينتج حاليا 12.5 مليار متر مكعب يوميا".

وعن الإنتاج وقدرة الشركة على الوصول إلى عملائها في مختلف أنحاء العالم، قال "لدينا طاقة إنتاجية كبيرة ستزداد خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة إلى أكثر من مليون برميل يوميا فقط من حقل شيبة النفطي الواقع في صحراء الربع الخالي، في حين ينتج حاليا 750 ألف برميل يوميا"، مبينا أن الشركة أنتجت العام الماضي 3.5 مليار برميل، وهذا الرقم يعد الأعلى في تاريخ الشركة.

وحول شراكات متوقعة مع الشركات الروسية "روسنفت وغازبروم"، ذكر الناصر أن العلاقة مع تلك الشركات تتمحور حول بيع وشراء المنتجات، لكن لا شراكات في مجالات أخرى، مشددا على أن جميع خيارات الطرح مدروسة، سواء في السوق الداخلية أو الخارجية أو الاثنتين معا، وستطرح على مجلس الإدارة ومن ثم المجلس الأعلى للشركة لاتخاذ القرار المناسب.

وفيما يخص تأثر حجم الإقبال على استهلاك الوقود في الداخل بعد ارتفاع الأسعار، لفت إلى صعوبة التأكد من حجم الانخفاض، "لكن من الملاحظ أن هناك تحولا من استخدام بنزين 95 إلى 91، ولن تستطيع قياس حجم الاستهلاك إلا بعد مرور سنة مالية"، مشيرا إلى أن مشروع بترو رابغ في طريقه للتحسن، وسيكون له مردود.

من جانبه، قال نبيل المنصور، كبير محاميي أرامكو، "إن هناك قضايا مرفوعة على الشركة من الداخل والخارج يراوح عددها داخليا بين 150 و200 قضية، وأغلبها ملكيات أراض وعقود"، مشيرا إلى أنه خلال عملية طرح الشركة للاكتتاب سيؤخذ في الحسبان وجود هذه القضايا.

© الاقتصادية 2016