30 05 2015

طالبوا بتأسيس صناديق استثمارية جديدة

مؤشر السوق قادر على تعويض خسائره

الهيدوس: البورصة بحاجة إلى صناع السوق

تراجع السوق يخلق فرصا استثمارية متميزة

حسن يدعو المستثمرين للتريث وعدم التسرّع في البيع

 طالب محللون ماليون بإنشاء صناديق استثمارية جديدة للحد من التقلبات التي يتعرض لها السوق من وقت لآخر وتمكين صغار المستثمرين من توجيه مدخراتهم إلى الاستثمار في الأوراق المالية بطريقة أقل خطورة وبصورة غير مباشرة بدلا من الاستثمار المباشر بالسوق. مشيرين إلى أن تأسيس صناديق استثمار جديدة، من شأنه دعم البورصة وزيادة نسبة المؤسسات في السوق.

وقال الخبراء: إن الخسائر القاسية التي تعرضت لها بورصة قطر بنهاية الأسبوع الماضي "غير مبررة" بسبب ما وصفوه بعمليات البيع لبعض المضاربين والمطلعين على أسهم قيادية خاصة في قطاع العقار بعد أن تأثروا سلبيا بالأحداث الجارية حاليا على الساحة العالمية، مشيرين إلى أن تلك الخسائر غير متفقة مع حقيقة الزخم الذي يوفره الاقتصاد القطري من فرص للنمو وزيادة للربحية.

وأضافوا: لا توجد مبررات معقولة للخسائر التي تعرض لها السوق الفترة الحالية، مشيرين إلى أن العامل النفسي للمتداولين هو الضاغط الرئيس على السوق، خاصة أن الغالبية العظمى منهم أفراد، الذين يهرعون للبيع العشوائي بمجرد حدوث أي انخفاض بغض النظر عن مدى مناسبة الوقت والسعر للبيع من عدمه.

وأكدوا على قدرة السوق على تعويض الخسائر التي تعرضت لها على مدى الجلسات الماضية بدعم من قوة الاقتصاد وانضمام شركات جديدة لمؤشر مورجان ستانلي، ودخول سيولة على الأسهم المدرجة به.

وأشار الخبراء إلى أن رؤيتهم الإيجابية للسوق على المدى المتوسط لم تتغير على الرغم من التراجعات التي تعرّضت لها البورصة على الأجل القصير، وتوقعوا أن يستهدف المؤشر منطقة 12 آلاف نقطة مرة أخرى، وأشاروا إلى أنه على الرغم من هبوط غالبية الأسهم المتداولة بالسوق على الأجل القصير، لكنها اقتربت بقوة من مناطق دعم مهمة على الأجل المتوسط.

وقد تعرضت بورصة قطر لموجة من عمليات البيع خلال الأسبوع الأخير من شهر مايو ليسجل مؤشر السوق انخفاضا نسبته 4.35 % فاقداً 541.42 نقطة مغلقاً عند مستوى 11902.07 نقطة بالمقارنة مع إغلاق الأسبوع السابق له، وصاحب تراجع السوق ارتفاع كبير في تداولات السوق، حيث ارتفعت القيمة الإجمالية للأسهم المتداولة بنسبة 57.3% لتصل إلى 4.97 مليار ريال مقابل 3.16 مليون ريال الأسبوع قبل الماضي، كما ارتفع عدد الأسهم المتداولة بنسبة 54.5 % لتصل إلى 151.83 مليون سھماً مقابل 98.27 مليون سھماً، وارتفع عدد الصفقات المنفذة بنسبة 5.6 % لتصل إلى 38,040 صفقة مقابل 36,032 صفقة الأسبوع السابق.

وقال الخبراء: أن حالات الهبوط الشديدة التي تشهدها البورصة في الوقت الراهن وما واكبها من فقدان للمكاسب التي أحرزتها على مدار عام 2014 كاملاً، لا يعبر عن أساسيات السوق. حيث تكشف النتائج الرسمية لأداء الشركات المدرجة في السوق المحلي خلال العام الماضي ورابع الأول من العام الجاري عن انفتاح الشهية الاستثمارية بسبب توافر بيئةٍ مليئةٍ بالفرص، وتتميز بقوة المقومات الأساسية للسوق.

ويرى الخبراء على أن ما شهده السوق بنهاية الأسبوع الماضي يعد دروسا مستفادة للسوق بوجه عام ولصغار المستثمرين بصفة خاصة، مؤكدين على عدم وجود أية مبررات لما حدث. وأشاروا إلى عدم إلقاء اللوم على المستثمر الأجنبي لخروجه من السوق حيث إن دور الحفاظ على السوق يقع في المقام الأول على عاتق المستثمرين المحليين مشددين على أن شركات السمسرة هي التي يجب أن تكون مصدر التوعية الأساسي بهذا الدور.

انخفاض مؤقت

وعن التراجع الذي شهدته البورصة بنهاية الأسبوع الماضي قال المستثمر عبد الرحمن الهيدوس: إن موجة التراجع التي تعرّضت لها بورصة قطر غير مبرّرة على الإطلاق، إلا أنه أشار إلى أن الأجواء السلبية التي صاحبت تعاملات السوق لعبت دورًا كبيرًا في اهتزاز ثقة المستثمرين، ما أدى لحدوث موجة كبيرة من البيوع من قبل المحافظ الأجنبية وبالتالي أثر ذلك على الأسعار وعلى المستثمر المحلي، بالإضافة إلى اتخاذ قرار البيع والشراء من قبل المستثمرين بالاعتماد على ما يجري في على الساحة العالمية من أحداث أثرت بالسلب على نفسية المستثمرين بالسوق.

وأضاف: البورصة القطرية قادرة على امتصاص أي تراجعات مؤقته، بفضل المناخ الاستثماري المشجع نظرا لتوزيعات الأرباح المشجعة التي تقدمها الشركات والبنوك المدرجة إضافة إلى الثقة التي يقدمها الاقتصاد الوطني للمساهمين ما يجعلهم مطمئنين على استثماراتهم. وهي كلها عوامل إيجابية تساعد سوق الأسهم على التماسك ومواصلة تحقيق المكاسب.

بناء مراكز مالية

ودعا الهيدوس المستثمرين لمواصلة بناء مراكز مالية فعالة ومبنية على دراسة ووعي استثماري ومعاودة بناء محافظ استثمارية بشكل طبيعي وعدم إغلاق مراكزهم جراء أية إشاعة مغرضة.

وقال: إن بورصة قطر أحوج ما تكون خلال هذه الفترة إلى صناع السوق، وإصدار تشريعات خاصة به، أو الإسراع بتشريع ترخيص صناديق الاستثمار جديدة والتي تقوم بدور صانع السوق، في ظل تراجع السيولة والتقلب الشديد في مؤشراتها؛ نتيجة حالة التخوف والترقب، وانتشار الإشاعات وتعرض صغار المستثمرين لخسائر جسيمة.

غياب صناع السوق

وأضاف الهيدوس: إن أهمية وجود صناع للأسواق المالية تظهر عندما تكون أسعار كثير من أسهم الشركات المدرجة بالسوق معرضة للتذبذب بنسب كبيرة، اعتماداً على الإشاعات والمضاربات، ودون مبررات منطقية، بحيث تصبح أسعار أسهم هذه الشركات لا تتناسب ومستوى أدائها أو القيمة الحقيقية لأصولها.

وبيّن أنه وفي ظل غياب صناع السوق في البورصة، فمن المفترض بالاستثمار المؤسسي والذي يتكون من صناديق الاستثمار المشترك، وصناديق التقاعد والمعاشات، إضافة إلى محافظ المصارف وغيرها من محافظ الشركات المساهمة العامة، أن يلعب دوراً مشابهاً لدور صانع السوق من خلال الحفاظ على استقرار البورصة.

استثمار المؤسسات

ومن جهته، شدد المحلل المالي تامر حسن على ضرورة أن يكون المستثمر المؤسسي المحلي هو صاحب اليد العُليا، وأن يكون هو نفسه المبادر في اقتناص الفرص الاستثمارية وتكثيفها في الأسواق المحلية. متسائلاً عن أسباب الغياب الكبير للمؤسسات الاستثمارية المحلية، وفي المقابل، «سيطرة صغار المستثمرين في السوق هي الغالبة، والتي كثيراً ما تقوم قراراتهم الاستثمارية على العاطفة قبل العقل» .

وقال حسن: إن الأسعار مازالت في مستويات سعرية مغرية للشراء وعلى صناديق الاستثمار الدخول للشراء، خاصة بعدما أثبتت التجربة ضرورة وجود مثل هذه الصناديق، بالإضافة إلى تحقيقها مكاسب كبيرة فالمستثمرون الذين تكبّدوا الخسائر كانوا لأفراد قليلي الخبرة، والذين تعتمد تعاملاتهم على المديونيات، وليس على أموالهم الخاصة. وأكد أنه ما زال متفائلًا بأداء السوق وأن كل الأسباب تدفع الأسهم للارتفاع، خاصة ما يتعلق بأداء الشركات، حيث لا توجد شركة متعثرة .. وأن السوق سيعود بفضل هذه المحفزات ولكن قد يحتاج ذلك بعض الوقت فلا يوجد مبرر للخوف الذي ينتاب المستثمرين من وقت إلى آخر وطالبهم بالتريث في اتخاذ قراراتهم وعدم التسرّع ببيع ما في حوزتهم من أسهم لأنه من الصعب أن يحصلوا عليها بمثل هذه الأسعار الفترة المقبلة.

وأضاف قائلا: أن موجة التراجع الذي يشهدها السوق القطري حاليا يعتبر أمر مؤقت وسرعان ما ترتد البورصة صوب المكاسب مرة أخرى، مشيرا إلى أن بورصة قطر تعد من الأسواق المتماسكة والقوية لتوافر عوامل دفع إيجابية كبيرة أهمها وجود الصناديق الاستثمارية إضافة إلى وجود سيولة كبيرة وتدفقات نقدية من خلال تزايد أعداد المستثمرين ودخول مستثمرين أفراد وأجانب للاستثمار في السوق المحلي كما أن العمل الجاري والإنفاق الحكومي للمشاريع يعززان من قوة ومتانة السوق نحو الاتجاه التصاعدي نافيا وجود أي مخاوف من انخفاضات كبيرة.

تعويض الخسائر

وأكد حسن إن بورصة قطر قادرة على تعويض الخسائر التي تعرّضت لها على مدى جلسات هذا الأسبوع، مشيرًا إلى أن تراجع السوق كان غير مبرّر خاصة أن الاقتصاد القطري من أقوى اقتصادات المنطقة وكذلك الشركات العاملة في السوق حققت نتائج مالية متميزة.

وأشار إلى أن عوامل التراجع تراوحت بين مخاوف أفرزتها حركة بيع أجنبي ناجمة عن عمليات جني أرباح على أسهم قيادية ذات وزن مؤثر في السوق. وبين عمليات بيع قامت بها مؤسسات بهدف الضغط على الأسهم ثم معاودة شرائها من جديد وهو ما أدى إلى سلسلة تراجعات قوية، وأفرز بعض المخاوف ليتوسع بذلك نطاق عمليات البيع، وبالتالي تزايدت الخسائر.

© Al Raya 2015