05 02 2016

الإشاعة الروسية سبب وحيد للارتفاع المؤقت

أكد الخبير في الشؤون النفطية د. عبدالسميع بهبهاني أن أسعار النفط ارتفعت مع الإشاعة المتعلقة باستعداد روسيا مناقشة الأسعار وخفض الحصص، لافتاً إلى أن آليات السوق لم تتغير فيما يتعلق بوفرة المعروض النفطي أو تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي بصفة عامة والاقتصاد الصيني بصفة خاصة.

وأضاف بهبهاني في تصريح حول مستقبل الأسعار لـ النهار أنها في طور التذبذب هبوطاً وصعوداً حتى مايو المقبل على أقل تقدير، مبيناً أن كمية المخزون والانتاج تطورت بسرعة بأضعاف مضاعفة عن طلب النمو الاقتصادي فتكدست المخزونات التجارية.

ولفت إلى أن هناك فائضا في السوق بين العرض والطلب بمقدار 2 مليون برميل كلام غير مقنع مشيراً إلى أن الفائض الفعلي المتوفر في السوق هو لا يقل 6 ملايين برميل.

وبين أن الفائض في طريق الزيادة خلال الفترة الموسمية بين منتصف يناير الماضي حتى منتصف مايو حيث موسم قلة الطلب لتوقف المصافي النفطية عن العمل للصيانة. وأشار بهبهاني إلى أن الانخفاض الحاد في سعر النفط الاميركي الخفيف و خام برنت ثم الانخفاض الحاد في اسواق الاسهم الخليجية و العربية لم يكن سوى ردات فعل بسبب الحالة النفسية ليس إلا ، موضحا أن الفائض الذي سيأتي من ايران لا يتجاوز 500 الف برميل ما لا يؤدي الى خسف كهذا في الاسعار.

من جانبه توقع المحلل النفطي محمد الشطي استمرار حالة الضعف والتذبذب في أسواق النفط العالمية ربما لأشهر مقبلة موضحا أنها ستبدأ في التعافي مع نهاية الربع الثاني من العام الحالي

 وأضاف في تصريح لـكونا ان من المتوقع ان تستوعب السوق النفطية الامدادات الايرانية لافتا الى ان هذا الاستيعاب سيظهر بصورة واضحة خلال الأشهر المقبلة وسيحدد مسار السوق.

وبين الشطي ان ما يحدث في السوق هو استجابة لعدد من العوامل منها استمرار ارتفاع انتاج النفط خصوصا من روسيا التي تقود جهود التعاون للتوافق لخفض الانتاج اضافة الى استمرار ارتفاع المخزون النفطي.

وذكر ان من العوامل المؤثرة في السوق تلك الجهود بين المنتجين من داخل وخارج اوبك وإن كانت لم تثمر حتى الآن سحب الفائض عن طريق خفض في اجمالي الانتاج الفعلي لافتا الى جهود عدد من الدول في هذا الشأن والتوقعات بعقد اجتماع على مستوى الخبراء الفنيين من داخل وخارج اوبك.

واضاف ان من العوامل المؤثرة حاليا عودة ايران للسوق النفطية موضحا انها تتم بصورة تدريجية وهو تطور ايجابي في السوق وستبدأ بصورة اكثر وضوحا في شهر مارس لكن أي نفط جديد يعني ضعفا في اساسيات السوق واختلالا في ميزان الطلب والعرض.

واوضح ان التعافي في اداء المصافي والتكرير هو احد اوجه التطورات في السوق مبينا ان هذا التعافي يأتي استفادة من انخفاض اسعار النفط الخام لكن قريبا سيبدأ عدد من المصافي بالدخول في برامج الصيانة وهو ما يضعف الطلب على النفط.

وافاد بان من العوامل المؤثرة على الاسواق بشكل كبير وانحراف الاسعار تجاه الانخفاض تلك المؤشرات بشأن تقدم في الاقتصاد الاميركي والتي جاءت باقل من المتوقع لافتا الى ان الاستجابة الايجابية للسوق بناء على توقع ارتفاع في اسعار الفائدة جاءت ايضا بخطى بطيئة.

وقال ان من التوقعات ان يبلغ متوسط سعر نفط خام الإشارة مزيج برنت حوالي 37 دولارا للبرميل وهو يكافئ 30 دولارا لبرميل النفط الكويتي بافتراض استمرار الفروقات ما بين أسعار الكويتي وبرنت على أساس متوسط شهر يناير 2016 عند 7 دولارات للبرميل.

وذكر ان استقرار أسعار النفط الخام هو شرط اساسي لمصلحة الجميع (منتجين ومستهلكين) وبقاء الأسعار ضمن نطاق مقبول يشجع الاستثمار في قطاع الاستكشاف والإنتاج بصورة تضمن امن الإمدادات في السوق من دون تأثر او انقطاع. واضاف الشطي ان هناك تطورات تؤثر على سوق النفط في المستقبل ايجابا منها تأثر انتاج بعض الدول مثل ليبيا بالحالة السياسية هناك علاوة على خفض في الانفاق الاستثماري في قطاع الاستكشاف والإنتاج بنسبه تفوق 20 في المئة لسنتين متتاليتين حيث بلغ حجم الخفض في الانفاق الاستثماري حوالي 380 مليار دولار وهو ما يعني إمكانية تأثر توفر نفط جديد يحتاجه السوق خصوصا مع استمرار تنامي الطلب عند مستويات معتدلة.

ميزان الطلب
وبين ان هناك تطورات تلقي بظلالها على مسار السوق حاليا هي اختلال ميزان الطلب والعرض على النفط الذي يقدر حاليا حسب تقديرات سكرتارية الأوبك لشهر يناير للربع الأول من عام 2016 بحوالي مليون برميل يوميا فائض وارتفاع المخزون العالمي عن متوسط المستويات خلال السنوات الخمس الماضية ب 500 مليون برميل وهي مستويات قياسية يعتقد انها ستظل تؤثر في سوق النفط الى نهاية عام 2017.

وقال ان من التطورات التي تلقي بظلالها على مسار السوق حاليا اداء الدولار وتحركات البنك الفيدرالي الأميركي في رفع سعر الفائدة علاوة على مؤشرات تباطؤ في أداء الاقتصاد العالمي قد تفضي الى ركود اقتصاد شبيه بما كان الامر عليه في عام 2008 مضيفا ان الأنظار ستظل تتابع التطورات والإصلاحات الاقتصادية واعاده الهيكلة في الصين.

© Annahar 2016