08 02 2016

على هامش مؤتمر السلع العالمية في دبي

 قدر خبراء أن تتراوح أسعار النفط العالمية خلال العام الجاري بين 39 إلى 50 دولاراً للبرميل، وسط تفاؤلات بانتعاش قريب ستشهده حركة تداولات السلعة العالمية الأولى في الأسواق حول العالم، متوقعين أن تسود التذبذبات السعرية على المشهد العام لسوق السلع العالمي بين الصعود والهبوط حتى نهاية العام.

جاءت تقديرات الخبراء خلال جلسة التوقعات الخاصة بأسعار الطاقة على جدول أعمال مؤتمر السلع العالمية أمس في دورته الثالثة بدبي، بحضور ومشاركة نحو 400 موفد ناقشوا التحديات الرئيسة التي تواجه القطاع، إلى جانب الفرص الاستراتيجية الممكنة خلال العام الجاري.

تعزيز

وبدوره، قال محمد الهاشمي، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للمتداولين في الأسواق المالية، إن لجوء دول مجلس التعاون الخليجي إلى تعزيز إيراداتها غير النفطية سواء من خلال التوسع في إجراءات جوهرية مثل الخصخصة، وترشيد الإنفاق الحكومي، وتحرير أسعار الوقود والمياه خفف من وطأة التراجعات في أسعار النفط العالمية.

وأوضح أن الإمارات محصنة نسبياً حيال التقلبات السعرية التي تشهدها أسعار النفط حول العالم، مشيراً إلى أن الدولة نجحت في سياستها التنويعية لمواردها الاقتصادية، إلى جانب ما تتحلى به من قوة في وضعها المالي، الأمر الذي فضلها على معظم الاقتصادات الخليجية، لاسيما أنها باتت تعتمد على عائدات نفطية تمثل أقل عن 30% من دخلها القومي الإجمالي.

تقلبات

وتوقع الهاشمي أن تستمر موجة التقلبات في أسعار النفط بالأسواق العالمية على المدى القصير، مقدراً أن تتراوح أسعار الذهب الأسود مع نهاية العام الجاري بين 40 و50 دولاراً للبرميل.

واعتبر أن ربط عملات دول الخليج بالدولار الأميركي عامل إيجابي لما يوفره من استقرار نسبي على معدلات التضخم والنمو الاقتصادي، خاصةً في ظل تقلبات أسعار الصرف للعملات العالمية، مضيفاً أن مضي الاقتصادات الخليجية في نهج تنويع مواردها لاسيما في ما يتعلق بالصادرات، مكنها من الاستفادة من نظام سعر صرف أكثر مرونة.

واستبعد أن يؤدي انخفاض النفط إلى حدوث تقلبات حادة في سعر صرف الدرهم مقابل بقية العملات العالمية خلال العام الحالي، لاسيما وأن سعر الدرهم شهد ارتفاعاً مقابل معظم العملات العالمية على خلفية قوة الدولار.

فرصة

ومن جانبه، اعتبر باريش كوتيشا، رئيس ومدير عام شركة ريتشمون للخدمات العالمية، المؤتمر فرصة لالتقاء خبراء قطاع السلع من مختلف أنحاء العالم وتبادل الآراء والأفكار بشأن التعامل مع التحديات الجديدة المفروضة على سوق السلع العالمي لاسيما بعد التراجعات الكبيرة المتحققة على أسعار النفط، مؤكداً أن الطريقة المثلى في التعاطي مع مثل هذه التحديات تكمن في المعرفة الدقيقة في إدارة المخاطر المحتملة المصاحبة لتجارة السلع على مستوى العالم، بغرض تفادي التأثيرات السلبية المتوقعة أو التخفيف منها بأقصى قدر ممكن.

ظاهرة عالمية

وأوضح كوتيشا أن التراجعات التي تسجلها أسعار السلع حول العالم هي ظاهرة عالمية طال تأثيرها جميع الأسواق في مختلف أنحاء العالم، لافتاً إلى أنه لا يمكن اعتبارها ظاهرة تخص منطقة أو إقليم بعينه دون غيره.

شارك في المؤتمر متحدثون رئيسيون وخبراء من مختلف قارات العالم مثل بيكي تشيلي، نائب وزير الزراعة والغابات والثروة السمكية في جمهورية جنوب أفريقيا؛ وعمر خان، مدير المكاتب الخارجية في غرفة دبي للتجارة والصناعة؛ وأنوراج بوشان، القنصل العام لجمهورية الهند؛ وهند اليوحه، مدير إدارة السياسات التجارية في وزارة الاقتصاد بالدولة؛ وجاوتام ساشيتال، الرئيس التنفيذي لمركز دبي للسلع المتعددة.

تساؤل

من جهته، تساءل في جاوتام ساشيتال، في كلمته الافتتاحية حول ما إذا كانت «الدورة العملاقة للسلع» مجرد خرافة أم لا، لافتاً إلى ضرورة التكيف باستمرار في سوق السلع، حيث يتزايد الطلب حتى وإن كان ذلك بوتيرة متواضعة، مع النمو في عدد سكان العالم.

وأوضح أن التوقعات تشير إلى نمو التجارة العالمية بنسبة 3? خلال 2016، بما يعني استمرار الطلب على السلع، منوهاً بأن آليات التسليم تتغير وتتطور بما يتواءم مع التقدم المتحقق المجال الرقمي، المتعارف عليه باسم «الثورة الصناعية الرابعة»، الأمر الذي يعني أن هيكليات السوق الحالية ستكون بحاجة إلى التكيف مع البيئة التجارية في المستقبل.

تنبؤات

واستعرضت جلسة «التوقعات بشأن قطاع الطاقة» التنبؤات بشأن مستويات أسعار خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط خلال العالم الجاري، إلى جانب التوقعات المحتملة حول إمكانية ارتفاعات الأسعار في القطاع.

وسلطت جلسة توقعات «القطاع الزراعي» الضوء على كيفية تأثير ظاهرة النينو على المحاصيل الزراعية، وناقش الخبراء ما إذا كان من المتوقع أن يكون العام الجاري هو عام التحول بالنسبة للسلع الزراعية الرئيسة في العالم.

5 محاور

تطرق مؤتمر السلع العالمية 2016 في دورته الحالية للبحث في 5 محاور رئيسة هي اتجاهات الاقتصاد الكلي، والتوقعات بشأن الطاقة، والزراعة، والمعادن الرخيصة والمعادن النفيسة، وشهدت الجلسات نقاشات وتبادل الآراء ووجهات النظر بين المختصين، التي تناولت المخاطر واتجاهات السوق والإمكانات المتنامية للسوق العالمي للقطاع.

© البيان 2016