27 04 2015

صناعة النفط يجب أن تركز على تكامل البيانات والتحليل والأمن السيبراني لتقليل نفقات استخلاص البيانات وسد العجز في أزمة المهارات

أبوظبي : حثت شركة بوز آلن هاملتون شركات النفط والغاز في الشرق الأوسط إلى استغلال الميزة التنافسية التي تتمتع بها تقنيات البيانات الكبيرة لإنشاء وتعزيز الكفاءة التشغيلية، وزيادة إنتاج آبار النفط لما يصل إلى ثمانية بالمئة. وقد دعا التقرير الذي صدر مؤخراً عن بوز ألن هاملتون في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، شركات النفط والغاز في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، إلى وضع استراتيجيات أكثر تطوراً للبيانات بهدف الحد من تبعات انخفاض أسعار النفط على المدى الطويل.

وأشار التقرير الذي حمل عنوان "تأمين وتمكين بيانات تشغيل حقول النفط"، إلى أن التطور السريع في العمليات نجح حتى الآن في دعم استخراج البيانات الموثوقة والمعقدة وإن كان هذا الدعم مكلفاً، ولكن مع توقع أن تبقى أسعار النفط منخفضة على المدى المنظور، فإن رصد وتحليل البيانات الكبيرة سيقدم فوائد ملموسة لسلسلة القيمة التشغيلية بالكامل. واستشهد التقرير بمشروع آي فيلد (i-field) لشركة "شيفرون" كنموذجٍ ناجحٍ لحقول النفط المستندة إلى البيانات. وهذا المشروع من المزمع أن يوفر للشركة ما يزيد عن مليار دولار أمريكي سنوياً.

وتوصلت نتائج التقرير إلى أن هذا النوع من البيانات المتطورة، من شأنه أن يسد فجوة العجز في توفر المهارات الكافية التي تلوح في الأفق وذلك عبر أتمتة العمليات والتطبيع الاجتماعي للمعرفة المؤسسية من خلال أنظمة الإدارة. وقد أشار التقرير في أحد فصوله إلى نتائج دراسة تفيد بأن 75 بالمئة من شركات النفط العالمية ترى أن أهم العوائق التي تواجهها في تطوير مشروعاتها ناجمة عن تحديات التوظيف، و59 في المئة من الشركات قالت أن فجوة المهارات كانت السبب وراء الإقدام على مجازفات صناعية أكبر.

هذا وقد توقع التقرير أن يتقاعد 50 في المئة من المهنيين ذوي المهارة في مجال النفط والغاز في منطقة الشرق الأوسط في غضون الأعوام السبع المقبلة.

على صعيد منطقة الشرق الأوسط، قال عاطف قريشي مدير أول في شركة بوز آلن هاملتون بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا: "تعد صناعة النفط والغاز أحد ركائز التطور الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي، كما أنها مصدر رئيسي للتوظيف والإنفاق الحكومي. وسيعتمد تأمين حيوية هذه الصناعة على نحو مستدام، والقدرة على التعامل بمرونة مع عوامل خارجية مثل هبوط الأسعار، والافتقار إلى رأس المال البشري، على التكنولوجيا والتحليلات."

وأضاف: "يجري حالياً تحليل ورصد نسبة منخفضة تقل عن 1 بالمئة من البيانات المتوفرة في حقول النفط الحديثة، الأمر الذي يعني أن مستخلصي البيانات والمنتجين يتركون أنفسهم عرضة أكثر فأكثر لأسعار النفط المنخفضة ونقص المهارات. ومن المهم ألا نرصد فقط أكبر قدر مستطاع من البيانات، لكن أن تكون الصناعة قادرة على تحديد الأشخاص والأنظمة التي يمكنها تفسير هذه البيانات للمساعدة في اتخاذ أفضل القرارات."

وبحسب التقرير فإنه بالرغم من أن رصد وتحليل البيانات يوفر فرصاً هائلة للتكلفة والموارد لصناعة النفط والغاز في المنطقة، فإن الانتقال إلى الرقمنة يمثل تحدياً أمنياً متصاعداً، ويجب دمج الحلول في النهج القائم على البيانات الشاملة لإدارة حقول النفط من أجل التغلب على هذا التحدي.

ويصف التقرير صناعة النفط والغاز بأنها "في خطر من الهجمات السيبرانية على وجه الخصوص" نظراً لطبيعتها الحيوية للأمن الاقتصادي والاجتماعي، ولأن الشركات تتطلع إلى اللجوء لأنظمة أكثر تكاملاً وتطورا، فإن مساحة الهجوم "تتسع طردياً مع قابلية المؤسسة للهجوم".

قال الدكتور ماهر نايفة، النائب الأول لرئيس التكنولوجيا والتحليلات بشركة بوز آلن هاملتون في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: "وجدت الصناعة نفسها في مفترق طرق لأزمة تتقاطع فيها كلاً من وفرة المعروض العالمي والنقص المنهجي في المهارة، وهو ما يهدد على المدى القصير نجاح العمليات. لكن الأخطر من ذلك، هو التهديد السيبراني المستمر والآخذ في التطور من مجرمي قراصنة الانترنت النشطاء ممن تغريهم المصالح الكبيرة والدفاعات الضعيفة."

وأضاف: "إن ابتكار استراتيجيات تسمح للمؤسسات بأن تزيد من العمليات دون المساس بالملكية الفكرية، ستتعلق بالوصول إلى دفاع متعمق لنموذج أمني إلكتروني يوازن بين نشر التكنولوجيا لدعم رصد البيانات، إلى جانب الذكاء التحليلي لتفسير وفهم ما تخبرك به البيانات.

ولذلك فيجب على كافة البيانات التي تشغل حقول النفط، أن تضع في الاعتبار ثلاثة مكونات رئيسية هي الأمن السيبراني، والتحليل، والتكامل، من أجل استيعاب التهديدات التي يمكن أن تواجهها."

- انتهى -

© Press Release 2015