20 03 2016

يمثل القطاع الخاص محور النهوض بالاقتصاد  العراقي خلال مرحلة التحويل الحالي نحو اقتصاد السوق المفتوحة، فالمرحلة تتطلب قطاعا خاصا فاعلا قادرا على تنفيذ المشاريع وفق افضل المواصفات, ولابد من تجارب ناجحة تؤكد وجوده بفاعلية ليرفد الاسواق بافضل المنتجات.

الخبير الاقتصادي رضا الحسين اكد ان وجود قطاع خاص فاعل يرتبط بمدى ماتقدمه الحكومة من دعم له, لافتا الى ان الدعم يكون على شكل تنظيم للعملية الاستثمارية, حيث يحتاج القطاع الخاص الى القوانين التي تسهل انسيابية تنفيذ المشاريع بعيدا عن التعقيد والارباك والبيروقراطية، كما ان الدعم يتطلب تسهيلات ضريبية وجمركية وتسهيلا في دخول الخبرات الدولية.

تدريب الكفاءات

ولفت في حديث لـ «الصباح» الى ضرورة تواجد الخبرات الدولية في البلد وتهيئة الظروف المناسبة لحضورهم الى ميدان العمل الفعلي, ليساهموا في انشاء الخطوط الانتاجية المتطورة وتدريب الكفاءات المحلية واعدادهم بالشكل الامثل الذي يحقق الجدوى الاقتصادية, مشيرا الى  ان تدريبا في مواقع العمل يسهم في صقل واكتساب المهارات بشكل اكثر فاعلية.

تجربة ناجحة

واشار الى وجود تجارب محلية اثبتت نجاحا كبيرا على مستوى البلد والدول الاقليمية والعالمية واصبحت لها صلاحية التصدير الى مختلف دول العالم، مبينا ان من هذه المشاريع التي نفذها القطاع الخاص المحلي وتواصل التوسع بانتاجها مياه اللؤلؤة بمواصفات عالمية وباشراف شركات دولية ترخص مواصلة الانتاج وتتابع جميع المراحل من خلال عينات ترفع بشكل دوري من الكميات المنتجة.

الخبرات الاجنبية

الحسني قال: ان هذا المشروع يحقق جدوى اقتصادية كبيرة ويستفيد من تواجد الخبرات الاجنبية الى جانب الفنيين والمهندسين المحليين المختصين بهذا الشأن ويكسبهم الخبرات اللازمة, وتم تدريبهم داخل ميدان العمل, مبينا امكانية تبني هذه التجربة وتعميمها في مشاريع اخرى للنهوض بالعملية الانتاجية, مشيرا الى ضرورة ان يكون هناك تعشيق للخبرات المحلية بالعالمية  ودور ذلك في تحقيق جدوى اقتصادية كبيرة للاقتصاد. 

الخطوط الانتاجية

ولفت الى اهمية  الافادة من التجارب التصنيعية في المنطقة والتي عملت على تحقيق تزاوج  بين الخبرات المحلية والدولية وتواصل اعتمادها في المصانع والخطوط الانتاجية, مبينا اهمية ان نعمل نسخا لهذه التجارب ونقلها لميدان العمل المحلي، وتوفير الاجواء الملائمة لها من خلال تسهيل مهمة دخول الخبراء الدوليين وتهيئة عناصر جذب لهم لتمكين خبراتنا من التكنولوجيا المتطورة التي نحن بامس الحاجة لها. 

وعن الموضوع الانتاج  النوعي الحسني قال: ان متابعة الانتاج من قبل الجهات المعنية ضرورة حتمية للحفاظ على المستهلك، مؤكدا ضرورة ان تكون هناك رقابة تقويمية لمصانع الانتاج تتصف بالنزاهة والشفافية ولا تسمح بعرض مواد ضارة بصحة الانسان.

الطلب الخارجي

وقال الحسني: إن التجربة الناجحة التي ذكرت سلفا يمكن وصفها بالمهمة, لانها تعمل وتتوسع رغم جملة التحديات, كما ان نجاحها يؤشر من خلال الطلب الخارجي على منتجها النوعي, مشيرا الى  ضرورة ان يكون لنا قطاع خاص بهذا الوزن ليساعد في عملية التنمية الحقيقية التي ينشدها العراق لهذه المرحلة. 

دور الاعلام

وبخصوص استقدام الجهد الاستثماري الدولي الحديث اشار الحسني الى ان الجانب الامني مهم في جذب الجهد الدولي المتطور, لافتا الى ان وسائل الاعلام  احيانا تخلق هالة اعلامية غير الواقع تساهم في خلق صورة مأساوية عن طبيعة الحياة الاقتصادية, داعيا الى ضرورة ان يكون هناك عرض حقيقي لما يشهده البلد  بعيدا عن تضخيم الاحداث. 

ولفت الى اهمية التركيز على انتاج المياه المعدنية النوعية ومتابعة ما يعرض في الاسواق لانه المادة الوحيدة التي تلامس حياة المواطن, واي خلل فيها يعرض المستهلك للاصابة بامراض  خطيرة, مشيرا الى اهمية التشديد على مصادر المياه الخام والتأكد من انها خالية من اي تلوث اشعاعي. 

© Al Sabaah 2016