01 03 2016


قال رئيس جمعية المصارف الاسلامية العراقية الدكتور صادق الشمري، يبرز دور المصارف الاسلامية في تحقيق التوازن الاقتصادي السليم من خلال ربط التمويل بالعمل والمشاريع الذي يقود الى تحقيق المزيد من الموازنة بين العرض والطلب، مبينا انه يسهم في تحقيق الاستقرار الاقتصادي وتنمية وتطوير المجتمعات، ما يؤدي الى تدفقات نقدية وسلعية متوازية ومتزامنة في آن واحد.

وأضاف الدكتور الشمري عضو الإتحاد الدولي للمصرفيين العرب ان هناك اصوات كثيرة في العالم الغربي بدأت تنتهج الأنموذج المصرفي الاسلامي في تمويل الأنشطة الإقتصادية، واصبحت تشكل ركنا اساسيا ومهما من العمليات المصرفية العالمية الذي اصبح عامل جذب واستقطاب الكثير من المستثمرين والمتعاملين بهذه المنتجات والتي يفضل اعتمادها في العراق لجذب رؤوس الاموال وإستثمارها في شتى المشاريع، لاسيما ان جذب الأموال والمدخرات هي احد اهم الاهداف الاساسية للصيرفة الاسلامية والتي يمكن من خلالها معالجة اي ازمة سيولة جديدة قد يتعرض لها الإقتصاد العراقي.

وأكد الشمري ضرورة العمل على خلق بيئة ملائمة تعمل على جذب الأموال عبر الصيرفة الإسلامية إلى العراق الذي يحتاج الى حجم أعمال كبير في كثير من مفاصله الانتاجية والخدمية، لاسيما ان البلد يعد من البلدان الغنية بحجم الثروات الطبيعية وهذا احد محفزات العمل داخله.

واوضح الشمري ان  التوازن الاقتصادي يسهم في تقليص مخاطر التضخم في اسعار السلع والخدمات التي تعد هدفا اسمى للسياسات المالية والاقتصادية العامة والقطاعية، اضافة الى تحقيق منفعة الفرد والمجتمع واسعاد ورفاهية المجتمعات ومنع حالات الغش والغرر في المعاملات وتكون هناك شفافية في تحديد الهوامش الربحية لهذه المؤسسات .

واشار الشمري الى اهمية ان تستند المعاملات المالية الى تدفقات حقيقية للسلع والخدمات، اي العمليات التي تزيد القيم المضافة والتي بدورها تحقق التوازن الحقيقي من خلال الاستقلال الامثل للموارد والامكانات المتاحة والقضاء على البطالة المستشرية وتحقيق الكفاءة والفاعلية وحسن التدبير في الادارة للمؤسسات المالية، مبينا ان التوازن الاقتصادي يحقق توطين الثروات والاستثمار في مجالات الطاقة والاستخراج واستصلاح الاراضي وتحلية المياه، بدلا من المتاجرة والمقامرة بالمشتقات المالية.

وأوضح الشمري لقد اصبح بامكان المصارف التقليدية ومصارف الإستثمار تقديم مثل هذه الخدمات ولم يقتصر ذلك على المصارف العاملة في الدول العربية والاسلامية، بل تعداها الى المصارف العالمية اذ قامت هذه المصارف بفتح نوافذ دوائر متخصصة للاستثمار والعمل المصرفي الاسلامي، لافتا الى ان الفترة الماضية حركت التعاون بالأدوات الإستثمارية الإسلامية وذلك من خلال تأسيس صناديق الإستثمار المشترك والتي تعمل وفقا لاحكام الشريعة الإسلامية ولم يقتصر نشاط الإستثمار في هذه الادوات على الأسواق المالية في الدول الاسلامية وقد يكون هذا ليس ايمانا بالفكرة وانما لوقف تسرب الودائع منها الى المصارف الاسلامية وايمانا بجدواها الاقتصادية.

© Al Dustour 2016