28 10 2016

من ستيفن كالين وماهر شميطلي

جنوبي الموصل (العراق) (رويترز) - يحاول الجيش العراقي يوم الخميس الوصول إلى مدينة تقع جنوبي الموصل وأفادت تقارير بأن تنظيم الدولة الإسلامية أعدم العشرات فيها حتى يردع أي محاولة للسكان لدعم العمليات التي تقودها الولايات المتحدة ضد المتشددين في آخر مدينة كبيرة تحت سيطرتهم في العراق.

وفي اليوم الحادي عشر من عملية يتوقع أن تكون أكبر هجوم بري في العراق منذ الغزو بقيادة الولايات المتحدة في 2003 قال متحدث باسم الجيش العراقي إن وحدات الجيش والشرطة تتصدى لنيران القناصة والسيارات الملغومة جنوبي مدينة حمام العليل حيث نفذت الإعدامات المزعومة على مشارف الموصل.

وقال مسؤولون بالمنطقة يوم الأربعاء إن المتشددين قتلوا بالرصاص عشرات الأسرى الذين كان معظمهم من أفراد الجيش والشرطة العراقيين واختطفوا من قرى اضطر التنظيم للخروج منها مع تقدم القوات.

وقال عبد الرحمن الوكاع وهو عضو في مجلس محافظة نينوى إن الإعدامات كانت بهدف "إرهاب" الآخرين الذين ما زالوا في الموصل تحديدا وكذلك التخلص من الأسرى. وأضاف أن بعض أسر من تم إعدامهم محتجزة أيضا في حمام العليل.

وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان يوم الثلاثاء إن هناك تقارير تفيد بأن متشددي الدولة الإسلامية قتلوا العشرات في محيط الموصل في الأسبوع الأخير.

والتقى مراسل من رويترز بأقارب للرهائن جنوبي الموصل. وكان من بينهم شرطي عاد لرؤية الأسرة التي تركها عندما سقطت قريته في قبضة التنظيم المتشدد قبل عامين.

وأضاف طالبا عدم ذكر اسمه لحماية أفراد أسرته الذين ما زالوا في قبضة مقاتلي التنظيم "أخشى أن يظلوا ينقلونهم من قرية إلى أخرى حتى يصلوا إلى الموصل. ثم سيختفون."

وتحدثت رويترز لامرأة ورجل مسن داخل المدينة التي تخضع لسيطرة الدولة الإسلامية كانا من بين عائلات أجبرت على مغادرة قريتي صفية واللزاكة على بعد نحو 30 كيلومترا و50 كيلومترا إلى الجنوب من الموصل وأجبروا على السير يومين إلى ثلاثة أيام للوصول إليها.

وأضافا عبر الهاتف من إحدى المناطق القليلة التي لا تزال تحظى بتغطية لإرسال الهواتف المحمولة على أطراف المدينة أن الدولة الإسلامية أفرجت عن الأطفال والمسنين عندما وصلوا إلى الموصل يوم الثلاثاء وقيل لهم أن يقطنوا مع أقاربهم.

وقال ريان وهو أحد سكان الموصل إنه رأى العائلات لدى وصولها للمدينة وأضاف "شاهدنا بعض العائلات عندما وصلت أطراف المدينة الأطفال والنساء كانوا حفاة وقد أدميت أقدام بعضهم بسبب المشي كأنما كانوا خارجين من تحت الأنقاض متربين ومنهكين تماما حفاة جميعا... بكينا عندما شاهدناهم."

* دفاع مستميت

يستميت مقاتلو الدولة الإسلامية في الدفاع عن الخطوط الجنوبية المؤدية إلى الموصل الأمر الذي منع القوات العراقية من التقدم هناك واضطر وحدة قوات خاصة تابعة للجيش شرقي المدينة لتأجيل التقدم بوتيرة أسرع.

وسيكون سقوط الموصل الهزيمة الفعلية للدولة الإسلامية في العراق.

والمدينة أكبر بكثير من أي مدينة أخرى سيطر عليها التنظيم المتشدد من قبل ومن على منبر مسجدها الكبير أعلن أبو بكر البغدادي زعيم الدولة الإسلامية قيام دولة خلافة في 2014 على الأراضي الخاضعة لسيطرة التنظيم بسوريا والعراق.

وقال وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر يوم الثلاثاء أيضا إن هجوما على الرقة المعقل الرئيسي للدولة الإسلامية في سوريا سيبدأ مع استمرار معركة الموصل. وكانت هذه هي أول إشارة رسمية على أن قوى تدعمها واشنطن في الدولتين قد تشن قريبا عمليات متزامنة لسحق الخلافة المعلنة من جانب واحد.

واقتربت الخطوط الأمامية شرقي وشمالي الموصل من أطراف المدينة أكثر من قربها من الجبهة الجنوبية ومن المرجح أن يصبح القتال في الفترة المقبلة أكثر ضراوة فيما لا يزال 1.5 مليون من سكان الموصل داخل المدينة.

وتشير أسوأ توقعات للأمم المتحدة إلى نزوح ما يصل إلى مليون شخص. وقالت وكالات إغاثة تابعة للمنظمة الدولية إن القتال أجبر نحو 16 ألف شخص على النزوح حتى الآن.

وقال مكتب منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق يوم الأربعاء "رصدت التقييمات عددا كبيرا من الأسر التي تديرها الإناث مما يصعد المخاوف من احتجاز أو اعتقال الرجال والصبية."

وقالت المنسقة ليز جراند لرويترز يوم الثلاثاء إن هجرة جماعية قد تحدث ربما خلال الأيام القليلة المقبلة.

* أسلحة كيماوية

قالت جراند إنه يمكن لمقاتلي الدولة الإسلامية اللجوء إلى "أسلحة كيماوية بدائية" لصد الهجوم الوشيك.

ويعتقد أن المتشددين أضرموا النار في مصنع للكبريت جنوبي الموصل الأسبوع الماضي فامتلأ الجو بغازات سامة أصابت مئات المدنيين بمشاكل في التنفس.

وقال مسؤول أمريكي كبير إن نحو 50 ألف جندي عراقي يشاركون في العملية وبينهم مجموعة أساسية من القوات المسلحة العراقية قوامها 30 ألف جندي و10 آلاف مقاتل كردي والبقية من أفراد الشرطة أو المتطوعين المحليين.

وتشير التقديرات العسكرية العراقية إلى أن ما يتراوح بين 5000 و6000 متشدد يتحصنون في المدينة.

وهناك زهاء 5000 جندي أمريكي في العراق. ويقدم أكثر من مئة منهم المشورة لقادة القوات العراقية وقوات البشمركة الكردية ويساعدون طائرات التحالف على إصابة أهدافها. لكنهم لا ينتشرون على جبهات القتال.

ولا تكشف الأطراف المتحاربة عن أعداد القتلى والجرحى في صفوفها أو بين المدنيين ويزعم كل طرف أنه قتل المئات من المقاتلين المعادين له.

وقال الجيش العراقي إنه قتل 772 مسلحا منذ بدء الهجوم في 17 أكتوبر تشرين الأول وأسر 23 آخرين. وأضاف الجيش في بيان أنه استعاد نحو 100 بلدة وقرية من قبضة الدولة الإسلامية.

(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)

© Reuters 2016