27 10 2016

أشار تقرير جديد صادر عن البنك الدولي والصندوق العالمي للحد من الكوارث والتعافي من آثارها الى أن للكوارث الطبيعية - مثل إعصار ماثيو - وتغير المناخ تأثيرات مدمرة على المدن والمليارات الأربعة من البشر الذين يعيشون فيها اليوم. وبحلول عام 2030 في الواقع، وبدون ضخ استثمارات ضخمة لجعل المدن أكثر مرونة، فقد يدفع تغير المناخ ما يصل الى 77 مليون من سكانها إلى براثن الفقر.

ويحذر التقرير الاستثمار في مرونة المناطق الحضرية من أن تزايد أعداد الكوارث الطبيعية، فضلا عن تزايد أعداد الصدمات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وتنامي الضغوط، يشكل أكبر خطر على المدن سريعة النمو. والمناطق الحضرية، التي تضم 55% من سكان العالم، هي محركات النمو العالمي، إذ تسهم في 80% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. ومع ذلك، فإن ارتفاع كثافة السكان وفرص العمل والأصول - وهو ما يجعل المدن ناجحة للغاية - يجعلها أيضا، إلى جانب الصناعة العالمية، عرضة لمجموعة واسعة من الصدمات والضغوط الطبيعية والتي يصنعها الإنسان وتؤثر عليها بصورة متزايدة اليوم. ويحذر تقرير البنك الدولي الصندوق العالمي من أن عدم ضخ استثمارات لزيادة مرونة المدن وقدرتها على الصمود في مواجهة الكوارث الطبيعية والصدمات والضغوط سيؤدي إلى وقوع أضرار بشرية واقتصادية ضخمة - مع تحمّل فقراء الحضر وطأة معظم الخسائر. وإذا اقترنت التأثيرات الضخمة لتغير المناخ بتفاوت الوصول إلى البنية التحتية والخدمات الأساسية، ستدفع الكوارث الطبيعية عشرات الملايين من سكان المناطق الحضرية إلى فقر مدقع وقد تكلف المدن في جميع أنحاء العالم 314 مليار دولار سنويا بحلول عام 2030 ارتفاعا من حوالي 250 مليارا الآن.

ومع ذلك، ومع سعى رؤوس الأموال العالمية وراء عائدات بعيدة المنال عن أي وقت مضى في ظل أسعار الفائدة الحالية سجلت المؤسسات الاستثمارية والصناديق السيادية استعدادا متزايدا لبحث تمويل الاستثمارات في العالم النامي.
 
هذا السياق يخلق فرصة للربط بين المستثمرين والفرص. ويشير التقرير إلى أن 60% من المناطق المتوقع أن تكون حضرية بحلول عام 2030 لم يتم بناؤها بعد، في حين ستكون هناك حاجة مليار وحدة سكنية جديدة لاستيعاب النمو السكاني في العالم بحلول 2060. ويؤكد التقرير أن الأموال اللازمة لضمان أن هذه التنمية آمنة ومرنة متاحة حاليا.

ففي الواقع، 106 تريليونات دولار من رأس المال المؤسسي، في شكل صناديق معاشات تقاعدية وصناديق سيادية فقط، تتوفر في جميع أنحاء العالم للاستثمار المحتمل.
 
ومع ذلك ففي الوقت الراهن، لم يستثمر سوى 1.6% منه في البنية التحتية، ناهيك عن جعل هذه البنية التحتية قادرة على الصمود. ويواجه إطلاق هذه التدفقات تحديات معينة.

© Al Dustour 2016