09 02 2016

من من إسلا بيني ومحمود رضا مراد

روما/القاهرة (رويترز) - طالبت إيطاليا مصر يوم الاثنين بالقبض على المتورطين في قتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني ومعاقبتهم بينما رفضت القاهرة تلميحات إلى تورط أجهزة الأمن في الحادث الذي تسبب في توتر العلاقات بين البلدين.

وعثر على جثة ريجيني (28 عاما) ملقاه نصف عارية على طريق بالقاهرة الأسبوع الماضي وبها آثار تعذيب وذلك بعد أيام من اختفائه يوم 25 يناير كانون الثاني الذي وافق الذكرى الخامسة لاندلاع الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بحسني مبارك عام 2011.

وكان ريجيني وهو طالب دراسات عليا بجامعة كمبريدج البريطانية يقوم بأبحاث حول النقابات العمالية المستقلة في مصر وكتب مقالات تنتقد حكومة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وقال وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني لصحيفة لا ريبوبليكا يوم الاثنين "نريد الكشف عن الجناة الحقيقيين ومعاقبتهم وفقا للقانون."

وأضاف أن إيطاليا "لن تقبل بالافتراضات."

وقالت جامعة كمبريدج إنها أرسلت كتابا إلى السلطات المصرية تطالبها فيه بإجراء تحقيق شامل حول ملابسات وفاة ريجيني.

وأثارت علامات التعذيب التي وجدت على جثة ريجيني تلميحات من عدد من الصحفيين ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي إلى أنه ربما يكون تعرض لانتهاكات على يد الشرطة. وشبهت صحيفة لا ريبوبليكا الإصابات التي تعرض لها بما قد تفعله أجهزة الأمن بحق جاسوس.

لكن وزير الداخلية المصري مجدي عبد الغفار نفى في مؤتمر صحفي بالقاهرة يوم الاثنين أن تكون أجهزة الأمن اعتقلت ريجيني قبل وفاته أو أن يكون لها أي صلة بالحادث. ووصف الحادث بأنه "جريمة جنائية".

وقال عبد الغفار "هذا طبعا أمر مرفوض. مرفوض أن هذا الاتهام يوجه. هذه ليست سياسة جهاز الأمن المصري."

وأضاف "هذا استباق للحدث دون أي سند ودون أي دليل ومجرد افتراضات."

وردا على سؤال حول ما إذا كانت الداخلية تعتقد أن ريجيني كان جاسوسا ومتورطا في مخططات تستهدف مصر قال عبد الغفار "إطلاقا. نحن نتعامل مع جريمة ضد أحد الرعايا الأجانب المقيمين في مصر".

ولم تلق السلطات القبض على أي شخص فيما يتعلق بوفاة ريجيني حتى الآن.

وقال عبد الغفار "نحن ما زلنا في مرحلة جمع المعلومات ... لم يحدد أي متهمين. ونحن ما زلنا في مرحلة فحص علاقاته."

وتقول جماعات حقوقية إن الشرطة عادة ما تلقي القبض على مواطنين دون دليل يذكر وأنهم يتعرضون للتعذيب. وتقول أيضا إن عشرات الأشخاص اختفوا منذ عام 2013 حين أعلن الجيش عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين إثر احتجاجات حاشدة على حكمه.

لكن السلطات المصرية تنفي مزاعم ارتكاب الشرطة لانتهاكات وأعمال وحشية.

وقال مسؤول كبير في النيابة العامة وطبيب في مصلحة الطب الشرعي مشترطين عدم نشر اسميهما إن التشريح المبدئي للجثة أظهر أن ريجيني ضرب بآلة حادة على مؤخرة الرأس وتعرض للضرب وحروق ناتجة عن إطفاء سجائر في جسده.

وقال وزير الداخلية الإيطالي أنجلينو ألفانو لمحطة سكاي نيوز 24 التلفزيونية يوم الأحد إن تشريحا ثانيا أجري في إيطاليا "وضعنا في مواجهة شيء غير إنساني. شيء حيواني".

وأضاف "كان بمثابة لكمة في المعدة ولم نستعد أنفاسنا تماما حتى الآن."

وقالت وسائل إعلام إيطالية إن التشريح الثاني أكد وجود كسر في رقبة ريجيني. ولم يتم تأكيد ذلك رسميا.

وطالبت أحزاب المعارضة حكومة رئيس الوزراء ماتيو رينتسي باتخاذ موقف أكثر تشددا مع مصر.

وقال حزب (خمس نجوم) المعارض "وفاة جوليو ريجيني الذي عذب حتى الموت لا تزال مبهمة ويكتنفها الغموض."

وأضاف "نطالب بالحقيقة."

(شارك في التغطية عمر فهمي وأحمد أبو العينين - تحرير مصطفى صالح)

© Reuters 2016