05 10 2015

طهران تُشيّع الوجبة الثانية من جثامين حجاج مأساة {منى}

صادق البرلمان الإيراني بأغلبية بسيطة أمس الأحد على نص {الاتفاق النووي} الذي وقعته طهران مع مجموعة {5+1} ما يتيح للحكومة الإيرانية تنفيذ بنوده بصفة {عاجلة}، وقد وافق على {الصفة العاجلة} 168 نائبا فيما عارضه 57 نائبا وامتنع 9 عن التصويت من إجمالي عدد النواب الحاضرين في الاجتماع وعددهم 247 نائبا، ورفض النواب في عملية التصويت الأولى الصفة {العاجلة جدا} فقد حظي المشروع بموافقة 159 نائبا ومعارضة 62 نائبا وامتناع 10 نواب عن التصويت من إجمالي عدد 247 نائبا، إذ لم يحصل على موافقة ثلثي عدد النواب.

ويسمح مشروع «إجراء حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية المناسب والمقابل في تنفيذ الاتفاق النووي» للحكومة الإيرانية بالتنفيذ الطوعي لبرنامج العمل المشترك الشامل «الاتفاق النووي» في إطار قرارات المجلس الأعلى للأمن القومي، وعلى مدى أسابيع قامت لجنة من أعضاء البرلمان مؤلفة من 51 عضوا بمراجعة نص الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 41 تموز الماضي، والمعروف باسم «خطة العمل الشاملة المشتركة» للتأكد من عدم وجود انتهاكات للـ»خطوط الحمراء» المحددة للمفاوضين.

وانتقدت اللجنة في تقريرها القرار الذي يسمح بتفتيش مواقع عسكرية، وقالت: «من الواضح أنه استنادا إلى الاتفاق، بات من الممكن دخول مواقع عسكرية إيرانية»، وأضافت أن «الاتفاق فيه نقاط ضعف خطيرة تتعلق بالأمن إذا لم تجر مراجعة لتفتيش المواقع العسكرية والدفاعية والأمنية، فإن ذلك سيتسبب بمشاكل للبلاد»، وأكدت أن «تطبيق نظام التفتيش هذا يمكن أن يقود إلى عملية جمع معلومات غير مسبوقة ويعرض للخطر البنى التحتية الأمنية وموارد إيران البشرية والعلمية والعسكرية والأمنية»، وأشارت إلى أن وضع قيود على بعض جوانب النشاطات النووية الإيرانية لمدة 51 عاما هو «ثغرة خطيرة»، وستقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بقيادة عمليات التفتيش في إيران.

جلسة البرلمان

وكان البرلمان الإيراني عقد جلسة مغلقة أمس الأحد بحضور رئيسه علي لاريجاني الذي اعتبر أن تأخير المصادقة على الاتفاق النووي بأنه يضر بإيران، وحضر الجلسة كبير المفاوضين مساعد الخارجية الايرانية للشؤون القانونية والدولية عباس عراقجي ومساعد الخارجية للشؤون القنصلية والايرانيين في الخارج حسن قشقاوي، حيث قرأ حسين نقوي المتحدث باسم اللجنة الخاصة لدراسة الاتفاق النووي، نص تقرير اللجنة الذي أعدته بعد العديد من الاجتماعات التي عقدتها وحضر بعضها اعضاء في الفريق الايراني المفاوض ومسؤولون ومعنيون آخرون بالشأن

النووي.

مأساة منى

وفي ملف آخر، شيّع الإيرانيون أمس جثامين 411 حاجاً هم الدفعة الثانية من ضحايا مأساة «منى»، وأعلن وزير الصحة الايراني حسن هاشمي لدى عودته من السعودية أن «جثامين باقي الحجاج سيتم نقلها الى إيران بشكل تدريجي حتى نهاية الاسبوع الجاري». وأقيمت مراسيم تشييع جثامين 7 من الحجاج الايرانيين الذين قضوا في كارثة مشعر «منى» في جامعة طهران أمس الاحد بالتزامن مع إقامة مراسيم مماثلة بمراكز المحافظات، ووري جثمان حجاج طهران الثرى في مقبرة «جنة الزهراء» بعد مراسيم عزاء أقيمت في حسينية الإمام الخميني بحضور المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي.

في السياق ذاته، أصدرت الخارجية الايرانية بيانا أمس الاحد أعربت فيه عن مواساتها لعوائل ضحايا كارثة مشعر منى، داعية الى تشكيل لجنة تقصي حقائق بمشاركة الدول المتضررة بهذه الكارثة وذلك بشكل فوري. وأكد البيان أن «جهاز الدبلوماسية الايرانية سيبذل قصارى جهده لإحقاق حقوق ضحايا هذه الكارثة»، مشيرة الى انها «شرعت بإجراءات لتحقيق هذا الامر»، ودعت الخارجية الايرانية الاجهزة التنفيذية في السعودية الى اتخاذ كافة الاجراءات الضرورية لضمان أمن وسلامة حجاج بيت الله الحرام، محملة الرياض مسؤولية كارثة منى.

أزمة الخليج

وفي ظل الأزمة المتصاعدة بين إيران ودول الخليج العربية، أصدرت البعثة الدائمة لإيران في الأمم المتحدة بياناً ردت فيها على حديث وزيري خارجية البحرين والإمارات في المنظمة الدولية، وردا على كلمة وزير خارجية البحرين التي اتهم فيها ايران بالتدخل في الشؤون الداخلية لبلاده قال البيان الإيراني: إن «إثارة هذه التهم من قبل المسؤولين البحرينيين تصب في سياق محاولات التغطية على انتهاك الحقوق الاساسية للأغلبية من الشعب البحريني من قبل الحكومة هناك، ومادامت هذه الحكومة تتجاوز حقوق الاغلبية فإن أي محاولات لإلصاق تهم التدخل الاجنبي لن تساعد على ايجاد حل للمشكلة». وردا على تصريحات وزيري خارجية البحرين والإمارات حول التصريحات الاخيرة التي ادلى بها مسؤولو الجمهورية الاسلامية الايرانية حيال كارثة منى والتي أسفرت عن مقتل المئات من الحجاج الايرانيين، قال البيان الإيراني: «إن تصريحات المسؤولين البحريني والاماراتي المثيرة للاشمئزاز في شؤون لا ترتبط بهما لا تساعد على ايجاد حل للموضوع»، بحسب تعبيره.

© Al Sabaah 2015