24 10 2016

الدرهم «القوي» يزيد ودائعه إلى 921 ملياراً في 8 أشهر

تشهد ودائع العملات الأجنبية ببنوك الدولة تراجعا مستمرا منذ بداية الربع الثاني من العام الجاري، وكشفت أحدث بيانات المصرف المركزي أن الودائع المقومة بالعملات الأجنبية في البنوك تراجعت بنسبة 3.7% إلى 350 مليار درهم بنهاية أغسطس الماضي مقارنة بنهاية ديسمبر، وجاء هذا التراجع في صالح الدرهم القوي حيث زادت ودائعه.

وتوقع مصرفيون وخبراء ماليون لـ«البيان الاقتصادي» أمس، أن تستمر ودائع العملاء بالعملات الأجنبية في البنوك في التراجع خلال الأشهر المقبلة بسبب التقلبات الاقتصادية الحادة التي تشهدها العديد من البلدان الأوربية من جراء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي.

ودعا الخبراء مسؤولي البنوك إلي تكثيف برامجهم التوعوية والإعلانية لجذب المزيد من ودائع العملاء بالدرهم، والعمل على استثمارها في شرايين الاقتصاد الوطني، مؤكدين على أن ارتفاع أسعار الفائدة على ودائع الدرهم بغالبية البنوك بنسب تتراوح بين 2.5% إلى 3% يشجع الكثير من العملاء على إيداع أموالهم كودائع بالبنوك بالدرهم.

زيادة ملحوظة

وتكشف بيانات آخر نشرة إحصائية صادرة عن المصرف المركزي لشهر أغسطس الماضي أن إجمالي الودائع بلغ تريليوناً و271 ملياراً و359 مليون درهم منها نحو 72.5 % من الودائع البنكية مقومة بالدرهم، حيث تبلغ قيمتها 921.2 مليار درهم، فيما تبلغ نسبة الودائع بالعملات الأجنبية 27.5 % وتبلغ قيمتها 350.1 مليار درهم.

وتكشف البيانات أن الودائع المقومة بالدرهم بأنواعها الثلاثة (تحت الطلب، التوفير، الفورية) شهدت ارتفاعا ملحوظا خلال الفترة من ديسمبر 2015 إلى أغسطس 2016، حيث بلغت 921 مليارا و235 مليون درهم بنهاية أغسطس الماضي مقابل 914 مليارا و767 مليون درهم بنهاية ديسمبر 2015 بنسبة ارتفاع 0.7% وبقيمة 6 مليارات و468 مليون درهم، بينما تراجعت الودائع المقومة بالعملات الأجنبية، حيث بلغت 350 مليارا و124 مليون درهم بنهاية أغسطس مقابل 363 مليارا و603 ملايين درهم بنهاية ديسمبر بنسبة انخفاض 3.7% وبقيمة 13 مليارا و479 مليون درهم.

ودائع التوفير

كما نمت ودائع التوفير المقومة بالدرهم خلال نفس الفترة، حيث بلغت بنهاية أغسطس الماضي 123 مليارا و27 مليون درهم مقابل 115 مليارا و630 مليون درهم بنهاية ديسمبر 2015 بنسبة 6.4% وبقيمة 7 مليارات و442 مليون درهم، كما ارتفعت ودائع التوفير المقومة بالعملات الأجنبية من 25 مليارا و614 مليون درهم بنهاية ديسمبر إلى 28 مليارا و230 مليون درهم بنهاية أغسطس بنسبة ارتفاع 10.2% وبقيمة مليارين و616 مليون درهم.

قوة واستقرار

ويؤكد مسؤولون كبار بالبنوك وخبراء اقتصاديون على أن تزايد الودائع بالدرهم في البنوك تعكس قوة واستقرار الدرهم على مدار سنوات طويلة إضافة إلى ارتفاع سعر الفائدة على ودائعه بنسب جيدة.

يري عبد الله صالح الزرعوني كبير المديرين في بنك أبوظبي الوطني أن ارتفاع ودائع العملاء بالدرهم الإماراتي تنمو بشكل متواصل وجيد، مشيرا إلى أن هذا الارتفاع يعكس الثقة الكبيرة في قوة واستقرار سعر صرف الدرهم الناتجة عن قوة اقتصاد الدولة.

ويوضح عبد الله صالح أن أغلبية الودائع في بنك أبوظبي الوطني هي ودائع بالدرهم، والقلة القليلة ودائع بالعملات الأجنبية والأخيرة معظمها تكون لشركات أجنبية أو أفراد.

سعر الفائدة

ويتفق محمد علي الأنصاري الرئيس التنفيذي لشركة الأنصاري للصرافة مع كبير المديرين في بنك أبوظبي الوطني، مؤكدا على أن ارتفاع نسبة الفائدة على ودائع الدرهم بالبنوك أهم أسباب زيادة الودائع، موضحا أنه لا يوجد سبب عقلاني للمودع لأن يودع أمواله حاليا بالدولار بسبب انخفاض سعر فائدته مقارنة بالدرهم أو العديد من العملات الأجنبية الأخرى التي تشهد تقلبات كبيرة في سعر صرفها وخاصة الجنيه الإسترليني، وغالبية البنوك في الإمارات تحدد سعرا جيدا للفائدة على ودائع الدرهم وتتراوح بين 2.5% إلى 3%، وهناك تنافس كبير بين البنوك للحصول على المزيد من ودائع الدرهم.

ثقة متزايدة

ويلفت أمجد نصر الخبير المالي إلى أن الثقة في الدرهم الإماراتي تقوى يوما بعد الآخر، مشيرا إلى أن السبب في ذلك يرجع إلى استقرار الدرهم خلال عشرات السنين، وهذا الاستقرار يعد عامل طمأنة للمودعين، خاصة مع قوة الاقتصاد الوطني واستمرار نموه في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها المنطقة والعالم.

ويؤكد أمجد نصر الخبير المالي على أن الشهور المقبلة ستكون في صالح ودائع الدرهم ببنوك الدولة، مشيرا إلى أن التقلبات الحادة التي تشهدها أسواق صرف العملات خاصة في أوروبا ستكون عاملا قويا وراء ذلك، فضلاً عن أن هناك توجها قويا من بعض البلدان الخليجية على رأسها السعودية بالتعامل التجاري بين مع الصين بعملتهما الوطنية (الريال واليوان الصيني) مما سيكون له الأثر الإيجابي على المنطقة.

© البيان 2016