29 07 2016

                              

ودعت الدراسة دول مجلس التعاون الخليجي إلى تطوير المهارات اللازمة لإنتاج النفط غير التقليدي الذي يمكن أن يساعد شركات النفط الوطنية في مواكبة التقدم التكنولوجي في مجال النفط والغاز.

وبناء على ذلك، فإنه من المقرر أن ينمو إنفاق دول مجلس التعاون الخليجي على عمليات استكشاف واستخراج النفط غير التقليدي لتحقق نمواً بحوالي 33? بحلول العام 2017م (يقودها النفط الثقيل).

بدورها، ستتمكن شركات خدمات ومعدات الحقول النفطية من لعب دور محوري في مساعدة شركات النفط الوطنية والحكومات المحلية في تلبية أهداف جداول الأعمال الوطنية من خلال توفير القوى الوطنية العاملة المؤهلة والمدربة بالشكل اللازم لتطبيق هذه التقنيات الجديدة بالشكل المطلوب.

وقد أعلنت دول مجلس التعاون عن عزمها للحفاظ على طاقتها الإنتاجية، حتى لا تفقد حصتها السوقية، وقد شكلت الحقول القديمة نحو 36? من إجمالي الإنفاق الخارجي لشركات النفط في العام 2015م.

ويتمّ تخصيص كميات كبيرة ومتزايدة من النفط المنتج في دول مجلس التعاون الخليجي للاستهلاك المحلي بشكل مباشر. فعلى سبيل المثال، يتمّ تخصيص نحو 3 ملايين برميل يومياً في المملكة العربية السعودية للاستهلاك المحلي. ونتيجة لذلك، فإن دولاً مثل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة تتطلع إلى زيادة مستويات إنتاج الغاز الخاصة بها، حتى يتسنى لها التقليل من الاستهلاك المحلي للنفط الخام، والتوسيع من أنشطة التصدير، وتنويع اقتصاداتها.

كما أنّ نمو قطاع النفط غير التقليدي يشهد اهتماماً متنامياً حيث يتصدر هذا القطاع جداول أعمال حكومات دول مجلس التعاون الخليجي، مدفوعاً بثلاثة عوامل رئيسية، وهي: أولاً، يمكن لمصادر النفط غير التقليدية أن تساعد دول مجلس التعاون الخليجي في تحقيق أهداف قدراتها الإنتاجية. فعلى سبيل المثال، تهدف الكويت إلى زيادة قدرتها الإنتاجية إلى 4 ملايين برميل يومياً بحلول العام 2020 عن طريق إنتاج النفط الثقيل.

ثانياً، يمكن لإنتاج النفط غير التقليدي أن يساهم في تلبية احتياجات الاستهلاك المحلي. فعلى سبيل المثال، بعد الانتهاء من مشروع حقل خزان العماني للغاز، سيكون باستطاعة سلطنة عمان استخراج حوالي 1 مليار قدم مكعبة من الغاز يومياً لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة.

ومع أخذ كل ما تقدم في عين الاعتبار، فإنه من الواضح أن قطاع خدمات ومعدات الحقول النفطية في المنطقة سيشهد تحولات ضخمة، وهي التي لطالما كانت في طور التشكل.

ولضمان تحقيق النجاح في مثل هذه الأوقات الصعبة، يتوجب اليوم على شركات خدمات ومعدات الحقول النفطية، أكثر من أي وقت مضى، أن تراقب بعناية ودقة الاتجاهات الإقليمية في دول مجلس التعاون الخليجي، وتكييف عملياتها وفقاً لذلك.

© Al Raya 2016