25 07 2016


تدرس وزارة النقل مع 29 شركة عالمية مختصة بانشاء الموانئ خلال ورشة عمل، العروض والتصاميم والكلف المتعلقة بميناء الفاو المزمع تنفيذه بكلفة تتجاوز 4 مليارات يورو.الوكيل الفني لوزارة النقل عباس عمران اكد خلال لقاء اجرته معه «الصباح»، ان الورشة التي ستعقد بعد غد الاربعاء في محافظة البصرة، ستدرس عروض الشركات بشكل دقيق ولمدة مفتوحة لأهمية المشروع الستراتيجية والدولية، مؤكدا ان ميناء الفاو سيكون معبر وممرا مهما بريا وسككيا وبحريا للعديد من الدول الاقليمية وصولا الى اوروبا.
كما كشف عمران عن الاستعداد لافتتاح ثلاثة خطوط جديدة للمسافرين وللتبادل التجاري بين العراق وباقي دول العالم.
وفي ما يلي نص الحوار.

 * ما هو الهدف من دعوة الشركات العالمية لتنفيذ ميناء الفاو؟ 

ـ بعد تجاوز نسب انجاز كاسر الامواج الشرقي الـ 90 بالمئة، وكاسر الامواج الغربي الـ 32 بالمئة، التي ستليها مرحلة التنفيذ والتي ستتم من خلال الاستثمار، قامت الوزارة بتوجيه الدعوة الى 29 شركة عالمية متخصصة بمجال انشاء الموانئ لتنفيذ المشروع من خلال ورشة تعقد الاربعاء المقبل، بشأن آلية تنفيذ ميناء الفاو والاطلاع على مخططات تلك الشركات واحالة عروضها على لجان متخصصة برئاسة وزير النقل والجهات المعنية الى جانب الاستشاري الايطالي الذي قام بانشاء التصاميم الهندسية للمشروع لاختيار الشركة التي ستنفذ المشروع بعد دراسة دقيقة وشاملة لتلك العروض مع احتمالية ان يتم اختيار اكثر من شركة لتنفيذه وذلك لحجم المشروع الكبير الذي يبنى على مساحة مليون متر مربع، وان الوزارة بدورها ستقوم بالتركيز على المدة الزمنية المستغرقة لتنفيذ المشروع التي لا تتجاوز الثلاث سنوات كمرحلة اولى والجودة في العمل، وان كلفة المشروع ستبلغ 4 مليارات و400 مليون يورو.

* وما هي الفوائد التي ستتحقق من تنفيذ مشروع ميناء الفاو؟

ـ سيستعيد العراق وجوده العربي والاقليمي من خلال ممر السفن والبواخر عبر ارصفته من خلال البحر، الى جانب ربط العراق بعدد من الدول من خلال سكك الحديد الخاصة بنقل البضائع والسلع، وزيادة التبادل التجاري بين العراق وباقي بلدان العالم، اذ تتمتع البلاد بموقع ستراتيجي، لاسيما بعد ان تم اغلاق الطريق الرابط بين سوريا وتركيا باتجاه اوروبا، فضلا عن الاموال الطائلة التي تستوفيها جمهورية مصر من خلال مرور السفن والبواخر عبر قناة السويس.     
           
كما ان انشاء الميناء له فوائد اقتصادية اخرى، اذ سيحقق واردات مالية تتجاوز 45 بالمئة من الواردات المالية للموانئ بشكل عام مقارنة بالوضع الحالي، فان هناك ايرادات مالية اضافية ستضاف الى خزينة الدولة الى جانب تحسين المستوى الاقتصادي لسكان محافظة البصرة والمحافظات المجاورة، اذ سيتم تشغيل الكثير من الايدي العاملة نظرا لما يحتاج اليه الميناء من عمالة لتفريغ الحمولات والبضائع، لاسيما مع وجود اطول رصيفين في عموم الموانئ العراقية التي تبلغ مساحة الرصيف الاول ثلاثة الاف و500 متر مربع والرصيف الثاني 2000 متر مربع الى جانب ساحات تفريغ بمساحة مليون متر مربع، علاوة على تفعيل النقل السككي والبري والقطاع الخاص.

ان العراق بموقعه الجغرافي يعد خاصرة بحرية لدول العالم، اذ يربط شرق اسيا بالخليج العربي بالدول الاوروبية فهو معبر مائي حيوي مهم لتلك الدول وفي حال انجز المشروع سيتم اختصار رحلة الباخرة الى 28 يوما، وبالتالي سيسهم في توفير واردات مالية، اما الخدمات المينائية والسككية التي سيخلقها المشروع، فتعد «نقطة تحول» في المجال الاقتصادي من خلال سكك الحديد التي تعد من ارخص واسرع وسائل النقل في الوصول وأكثرها أمانا، اضافة الى ان العراق سيرتبط مع اكثر من 10 دول ابرزها دول الخليج وايران وتركيا باتجاه اوروبا، كما ان قيمة البضاعة توازي تكاليف النقل ما ينعكس ايجابا على المواطن في شراء السلع.  

* ما الضمانات التي ستؤخذ على الشركات المنفذة للمشروع؟

ـ الوزارة حاولت ان تعتمد على نظام جديد في التعاقد يعد الاول من نوعه في عمليات التعاقد بعد عقد اجتماع مع وزارتي التخطيط والمالية، اذ تم الاتفاق على الغاء الضمانات السيادية، كما ان الوزارة ستقوم برفع محضر الى الامانة العامة لمجلس الوزراء للمصادقة عليه والاكتفاء بموافقة الشركات المنفذة الراغبة بتنفيذ المشروع، ما يشجع المتقدمين على الاستثمار.

 * ماذا عن رفع الحظر عن الاجواء العراقية في بعض الدول الاوروبية؟ 

ـ سلطة الطيران المدني اتخذت اجراءات عدة تتعلق برفع الحظر الجوي عن الاجواء العراقية في عدد من الدول الاوروبية، منها تطوير الخدمات المقدمة الى المسافرين من خلال شراء طائرات حديثة، اضافة الى مراعاة السلامة والامان في الاجواء، استنادا الى الاتفاقيات الدولية التي بين المنظمة العالمية للطيران الدولي التي يجري التنسيق معها بين الحين والاخر للاسراع في رفع الحظر وارجاع العراق الى دوره الريادي بين دول العالم.

* هل سيتم افتتاح خطوط جديدة لتعزيز العلاقات بين العراق وبقية دول العالم؟

ـ وزارة النقل منفتحة على جميع الدول بهدف ابرام اتفاقيات وخطوط طيران جديدة لزيادة التبادل التجاري بين البلدين والانفتاح الذي يشهد العراق على دول العالم، وان المدة القليلة المقبلة ستشهد افتتاح ثلاثة خطوط جديدة هي (بغداد - تونس)، و(بغداد - موسكو)، و(بغداد-  بلاروسيا).

* المطارات مؤسسة سيادية ربحية وضرورية، هل وافقت وزارة النقل على افتتاح مطارات محلية داخل المحافظات؟ 
 
ـ سلطة الطيران لا تمانع في افتتاح اي مطار في اي محافظة، بل هي داعمة وساندة لها، بغية تحقيق اهداف تتمثل براحة مواطني المحافظة، واي محافظة تتوفر فيها شروط المنظمة العالمية للطيران لتسجيلها عالميا، لا تتأخر الوزارة في اسناد المحافظة لاكمال المستلزمات الخاصة بانشاء المطار شريطة ان يكون مشروعا مربحا وذا جدوى اقتصادية.

© Al Sabaah 2016