30 06 2016

  لم تستطع البورصة المصرية على مدار الثلاث جلسات الماضية تعويض جزء كبير من الخسارة الكبيرة التى تكبدتها، بشكل غير مبرر، يوم الأحد الماضى، وبلغت 16.2 مليار جنيه، بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، وربحت خلال تلك المدة 6.1 مليار جنيه فقط.
 
خسارة البورصة خلال جلسة يوم الأحد الماضى، كانت متوقعه فى ظل تأثر البورصات العالمية بالسلب من قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، وهو ما أثر على بورصة مصر بالتبعية، بالإضافة إلى السبب الأهم، وهو التأثير السلبى لانخفاض بورصة لندن على شهادات الإيداع المصرية المدرجة هناك، وهى صاحبة الوزن النسبى الأعلى بالبورصة.

وصوت البريطانيون، نهاية الأسبوع الماضى، بنسبة 51.9% لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبى، وتسببت نتيجة الاستفتاء فى هزة عنيفة لأسواق المال العالمية وسط مخاوف صدمة للاقتصاد العالمي ومزيد من الكرود والتباطؤ الاقتصادى فى القارة الأوروبية.
 
وسجلت بورصات لندن وباريس وفرانكفورت تراجعات حادة، وحقق مؤشر "نيكي" الياباني أكبر خسارة منذ 2011. وجاء تعافى البورصات العالمية سريعا خلال بداية تعاملاتها الأسبوع الحالى، بمثابة بشرة خير للبورصة المصرية، التى بدأت فى تحقيق أرباح سريعا، وعادت المؤشرات للمنطقة الخضراء، غير أنها لم تحقق أرباح تعوض نصف ما حققت من خسائر. الحذر من الأجازات الطويلة، والحراك الكبير فى البورصات العالمية، كانا هما سبب حرمان البورصة المصرية من التأثير الإيجابى لتحسن البورصات العالمية، وذلك وفقا للمحلل المالى محمد شناوى.
 
وقال دشناوى، إن حفاظ البورصة المصرية على أدائها الضعيف رغم استقرار أغلب الأسواق العالمية لليوم الثانى على التوالى، إلا أن ذلك لم يثير شهية المشترى للدخول بقوة، ولم يستطع السوق كسر مستوى المقاومة النفسى 7000 نقطة أو يقرب منه، وهنا غلب البائع وأصبح أكثر قوة مما جعل السوق يقلص مكاسبه.
 
وأضاف :"ربما يكون قرب الأجازات وتوترات الأسواق بصفة عامة ترك قلق لدى المستثمر وغلب عليه الحذر والانتظار لما بعد العيد خاصة وأن 3 أسهم استحوذوا على أكثر من 37 % من قيمة التداول وهذه الأسهم مقيدة فى بورصة لندن وهى البنك التجاري وجلوبال تليكوم وإيديتا.

وعن تحليله لأداء البورصة خلال جلسة اليوم الخميس، أوضح دشناوى، أن المؤسسات الأجنبية ضغطت على البورصة بصورة كبيرة منذ بداية الجلسة، وذلك لليوم الثاني على التوالى، وشاركتها المؤسسات المصرية بصورة أقل، أما المؤسسات العربية فاتجهت للشراء وهذا على عكس جلسة أمس، فيما غلب على الأفراد المصريين الشراء بقوة و اتجه الأفراد العرب والأجانب للبيع.

أما على مستوي القطاعات، أشار إلى أن قطاعات الاتصالات وخدمات المالية والبنوك تصدرت من حيث أحجام التداول، حيث يوجد بهم أسهم شهادات الإيداع الدولية، وهذا ماجعل قطاعى الاتصالات والبنوك تغلق فى المنطقة الحمراء، وجاء الخدمات المالية فى المنطقة الخضراء مدعوم بقيام بايونيرز بالحراكة لاصدار شهادات إيداع دولية لفتح أسواق تمويل لها بالخارج.

وتوقع دشناوى، أن تستمر البورصة فى نفس المنطقة العرضية مابين مستوي 6850 نقطة ومستوي 7050 نقطة، وتوقعنا بالأمس التجربة على مستوي 7000 نقطة، واقترب منها إلا أنه ظهر علامات ضعف وقوة من البائع لذلك أعتقد بأن نجرب على مستوي 6880 نقطة فى جلسة الأحد القادم.

© Al-Youm Al-Sabea 2016