28 06 2016

فقد 3.5 % من قيمته أمام العملة الأمريكية ونزل عن 1.32 دولار

تراجع الجنيه الاسترليني أمس إلى أدنى مستوى له مقابل الدولار منذ نحو 31 عاما. فيما تراجع أيضا إلى أدنى مستوى له منذ عامين إزاء اليورو، وذلك على خلفية الغموض والشكوك السائدة على الصعيدين السياسي والاقتصادي بعد تصويت البريطانيين على الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وقد تراجع الجنيه إلى 1.3222 دولار وهو أدنى مستوى له منذ أيلول (سبتمبر) 1985 بعد تحسن طفيف على التراجع الكبير يوم الجمعة الماضي، فيما تراجع إلى 83.20 بنسا لليورو الواحد في انخفاض جديد عن العتبة التي بلغها الجمعة التي كانت تشكل أدنى مستوى له منذ نيسان (أبريل) 2014. ويكون الجنيه بذلك قد خسر أكثر من 9 في المائة من قيمته إزاء اليورو منذ إعلان فوز معسكر مؤيدي الخروج في استفتاء الخميس.

وقال مايكل هيوسن المحلل لدى "سي إم سي ماركتس" : "إن الجنيه لا يزال تحت الضغوط وتراجع معدل عائدات السندات البريطانية المستحقة على عشر سنوات إلى ما دون 1 في المائة للمرة الأولى ما يظهر أن السوق تأخذ في الاعتبار إمكان اتخاذ المصرف المركزي البريطاني إجراءات كبيرة من أجل تليين السياسة النقدية في الأسابيع والأشهر المقبلة".

وسيؤدي تخفيض المصرف المركزي البريطاني معدلات الفائدة إلى تراجع عائدات الجنيه وجاذبيته. كما أن أي عمليات جديدة لإعادة شراء أصول، إن كان من شأنها تحفيز النشاط الاقتصادي من خلال ضخ سيولة في النظام المالي البريطاني، فسيكون من آثارها الجانبية تراجع سعر صرف العملة البريطانية.

وقرر البريطانيون في استفتاء الخميس الخروج من الاتحاد الأوروبي وهو ما شكل صدمة للاسواق المالية.

وهوى الاسترليني لأقل مستوى في 31 عاما أمام الدولار مع مراهنة مستثمرين على أن الاقتراع لصالح انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيدفع بنك إنجلترا لخفض أسعار الفائدة.

وفي مواجهة الخسائر الحادة للأسهم وضبابية التوقعات الاقتصادية باع المستثمرون الجنيه الاسترليني واشتروا السندات الحكومية بحثا عن ملاذ آمن.

وفقد الاسترليني 3.5 في المائة من قيمته أمام العملة الأمريكية ونزل عن 1.32 دولار لأول مرة في 31 عاما كما نزل 2.5 في المائة مقابل اليورو.

وخفض بنك أوف أمريكا ميريل لينش وبنك جولدمان ساكس توقعاتهما قريبة المدى للجنيه الاسترليني إلى أقل من المستويات الحالية وقالا إن خسائر العملة جراء الصدمة التي أحدثها الأسبوع الماضي التصويت لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد تنحسر بنهاية هذا العام.

وبعد أكبر هبوط يومي في قيمة الجنيه الاسترليني في التاريخ الحديث يوم الجمعة اضطر البنكان الأمريكيان إلى تخفيض توقعاتهما للفترة المتبقية من هذا العام. وبلغ مقدار التخفيض من قبل بنك أوف أمريكا ميريل لينش نحو 30 سنتا.

غير أن بنك جولدمان ساكس توقع أن يجري تداول الجنيه الاسترليني عند المستويات التي سجلها أمس والبالغة 1.34 دولار بنهاية العام وتوقع أن ترتفع العملة البريطانية بشكل مطرد بعدما تبلغ القاع أمام اليورو والدولار على مدار الأشهر الثلاثة المقبلة.

وتوقع بنك جولدمان ساكس هبوط الاسترليني إلى 85 بنسا لليورو خلال ثلاثة أشهر في حين خفض بنك أوف أمريكا ميريل لينش توقعاته لليورو إلى 1.05 دولار من 1.08 دولار وتوقعاته للدولار إلى 105 ينات من 110.

وقال خبراء من جولدمان ساكس في مذكرة "في الأجل المتوسط نعتقد أن الجنيه يستعيد بعض القوة. لا نتوقع صدمة من الضبابية السياسية على غرار تلك التي أحدثها (انهيار) بنك ليمان براذرز أو بنفس التداعيات العالمية. بينما نتوقع الآن دخول المملكة المتحدة في كساد فني في النصف الأول من 2017 فإنه ينبغي أن يكون خفيفا بالمعايير التاريخية".

وصعد الجنيه الاسترليني نحو نصف سنت بعد الخسائر التي تكبدها في الأسواق الخارجية مع بدء التداولات في بورصة لندن أمس، لكنه ما زال أقل بـ 2 في المائة عن المستويات التي بلغها يوم الجمعة في نهاية أسوأ يوم تداول للعملة البريطانية في التاريخ الحديث.

وقال بعض التجار: إن تعهد وزير المالية البريطاني جورج أوزبورن بالبقاء في الوقت الراهن هدأ المخاوف بعض الشيء الأمر الذي دفع الاسترليني للصعود بشكل طفيف ليجري تداوله مقابل 1.3430 دولار مقارنة مع 1.3356 في الجلسة السابقة.

ولكن منذ إعلان نتيجة استفتاء يوم الخميس توقعت مجموعة كبيرة من البنوك أن ينزل الاسترليني دون مستوى 1.30 دولار.

كما واجه اليورو ضغوطا حيث تراجع مع الاسترليني بعد أن ألقى خروج بريطانيا بظلاله على مستقبل الاتحاد الأوروبي. وواصلت عملات الملاذ الآمن مثل الين والفرنك السويسري مكاسبها ما أربك بدوره البنكين المركزيين الياباني والسويسري.

وتراجع الاسترليني 1.8 في المائة ليجري تداوله مقابل 1.3460 دولار بعد أن هوى إلى 1.3228 دولار يوم الجمعة مسجلا أدنى مستوى له منذ 1985. وتعافى الجنيه من أدنى مستوى وصله في التداولات الآسيوية أمس عند 1.3356 دولار بعد سعي وزير المالية البريطاني جورج أوزبورن لطمأنة الأسواق بأن بريطانيا ستبقى في الاتحاد في الوقت الراهن وأن الاقتصاد في وضع جيد.

وهبط الاسترليني 11 في المائة يوم الجمعة الذي يعد أسوأ يوم للعملة البريطانية في التاريخ الحديث بعد أن غير المستثمرون اللذين راهنوا على بقاء بريطانيا موقفهم دفعة واحدة.

وصعدت عملات الملاذ الآمن مثل الين والفرنك السويسري على نطاق واسع.

وتراجع الدولار مقابل الين ليجري تداوله مقابل 102.15 ين بعد أن خسر 1.8 في المائة في الأسبوع الماضي. ووصل الدولار إلى 99 ينا يوم الجمعة وهو أدنى مستوى منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2013.

وهبط اليورو 0.5 في المائة ليجري تداوله مقابل 1.1055 دولار بعد وصوله لأدنى مستوى في ثلاثة أشهر عند 1.0912 دولار، وخسر اليورو 0.7 في المائة مقابل الين.


© الاقتصادية 2016