25 06 2016

بأيد "تكفيرية" غادرة .. توأمان يقتلان أمهما ويطعنان والدهما وشقيقهما

كان فجر الجمعة مفجعا وصادما للسعوديين، فرغم معرفة الكل بشناعة وتوحش الجماعات التكفيرية، إلا أنه لا أحد كان يتوقع وصولها إلى درجة القتل لمن أمر الله ــ عز وجل ــ بخفض جناح الذل لهما، وبدم بارد قتل الشقيقان العريني الحب والحليب المتجسد في أبويهما، وبصورة تعكس تشبعهما بثقافة الدم والعقوق.

وفي شهر الإيمان والبر والصيام، تناسى الشقيقان خالد وصالح فضل والديهما، وقررا التضحية بهما من أجل أفكار لا تقبلها البشرية، واستدرجا والديهما بدءا من الأم "حلوة اللبن" ومركز حنان هذا الكون ليغدرا بها، ويطعناها بسكاكين حادة وساطور متناسيين طعم الحليب الذي سقتهما إياه في صغرهما.

وتواصلت ليلة الغدر والعقوق، باستدراج الوالد لذات المكان الذي شهد مقتل الأم، ليكملا الطعن، ولم يسلم شقيقهما الأكبر منهما عمرا، لكن المشيئة الإلهية شاءت أن ينجوا، ويسقط الجانيان في أيدي العيون الساهرة "رجال الأمن".

ومسلسل قتل الأقارب الذي انطلق في بداية التاريخ بقتل قابيل شقيقه هابيل، بدأ في السعودية بقتل شابين ابن عمهما في مدينة حائل (شمالي السعودية) في أول أيام عيد الأضحى، وتلتها جريمة قتل شاب خاله الذي تولى رعايته وتربيته طوال أعوام، واستمرت القصة مع غدر مجموعة من أبناء العمومة والخؤولة بقريب لهم، وحجة القتل الدائمة أنهم يعملون رجالا للأمن.

لكن جريمة البارحة، التي تخضع للتحقيقات الأمنية في هذه الأثناء، لم تتضح مسبباتها حتى الآن، إلا أن بيان وزارة الداخلية السعودية أشار إلى انتماء الجانيين للفكر المتطرف الإرهابي.

وأوضح اللواء منصور التركي المتحدث باسم وزارة الداخلية في بيان صحافي أمس، أن السلطات الأمنية باشرت فجر أمس، بلاغاً تلقته عن إقدام الشقيقين التوأم (خالد وصالح) ابني إبراهيم بن علي العريني من مواليد 1417هـ، على طعن كل من والدتهما (67 عاماً)، ووالدهما (73 عاماً)، وشقيقهما سليمان (22 عاماً) بمنزلهم في حي الحمراء في مدينة الرياض، ما نتج عنه مقتل الأم، وإصابة الأب وشقيقهما بإصابات خطيرة نقلا على أثرها في حالة حرجة إلى المستشفى، مشيرا إلى القبض عليهما في مدة زمنية لا تتجاوز ثلاث ساعات.

وعلى مدار العامين الماضيين، عاش السعوديون فواجع متلاحقة بسبب الغدر "الداعشي" الذي لم يستثن أحدا، ما جعل لسان حال الجميع يردد: "لم تعد فاجعة بل الفاجعة ما سيليها من جرائم"، لكن الإيمان بالله، والثقة بحراس الوطن يجعل الأمل أكبر بوطن أرحب قادر على هزم الإرهاب.

© الاقتصادية 2016