01 12 2015

 

شاركت قطر لإدارة المشاريع في النسخة السابعة لقمة تبريد المناطق الذي انتظم مؤخراً في الدوحة، وقد مثل الشركة السيد صلاح نزار مدير الاستدامة بالشركة الذي أدار وترأس عدة جلسات نقاش مهمة.

دور كبير لقطر في قيادة الإبتكار بقطاع تبريد المناطق


وتشير النتائج العامة للقمة إلى أن قطر تلعب الدور البارز في قيادة الابتكار في قطاع تبريد المناطق. ويقدر حجم سوق تبريد المناطق في قطر بنحو 8 مليارات ريال، وهو مرشح للزيادة مع امدادات خطوط الأنابيب لتلبية متطلبات المشاريع التنموية الجديدة في جميع أنحاء البلاد.

وفي استنتاجاته، أكد السيد نزار الزخم الكبير الذي تضعه المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء "كهرماء" في تبريد المناطق لتحقيق الاستدامة والدور الريادي للدولة في قيادة التغيير الإيجابي لهذا القطاع.

وقال السيد نزار إن تبريد المناطق تعتبر تكنولوجيا عالية الأهمية، وقد شهدت تطورات كبيرة في السنوات الأخيرة لتقديم مستوى كفاءة عالي في استخدام الطاقة والحد من التأثير على البيئة. وأكد أن تبريد المناطق ضروري لزيادة كفاءة استخدام الطاقة، وتحقيق الرفاه للإنسان والحد من انبعاثات الكربون لجامعاتنا ومستشفياتنا والمناطق والمدن وكامل الدولة بشكل عام.

ويمكن لنظام تبريد المناطق أن يساهم في توفير ما لا يقل عن 40% من الطاقة المستخدمة في التبريد عبر الطرق التقليدية. كما يساهم كل من التوليد الثلاثي للطاقة (تجمع بين التبريد، والتدفئة والطاقة) والطاقة المتجددة بما في ذلك الطاقة الشمسية والوقود الحيوي في مزيد خفض الطاقة الأولية بنسبة 75% مقارنة مع تبريد المناطق بالطاقة الكهربائية.

ويمنح تبريد المناطق للمستخدمين العديد من المزايا بما في ذلك استخدام كميات أقل من الطاقة عند تشغيل محطة تبريد المناطق مقارنة بتشغيل مجموعة وحدات مستقلة لتكييف الهواء في تجمع سكني أو منطقة سكانية.
ويقدر حجم سوق تبريد المناطق في قطر بنحو 8 مليارات ريال، وهو مرشح للزيادة مع امدادات خطوط الأنابيب لتلبية متطلبات المشاريع التنموية الجديدة في جميع أنحاء البلاد.

 
وشهدت الطاقة الإنتاجية لصناعة التبريد - وحدة القياس طن تبريد (TR) - نموا بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، حيث ارتفعت من 25.700 طن تبريد في عام 2007 إلى حوالي 485.000 طن تبريد في عام 2014، وفقا للبيانات الرسمية الصادرة عن كهرماء. ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 2.4 مليون طن تبريد في عام 2022.

ويمكن توفير كميات هائلة من الطاقة عندما يتم تطبيق نظام تبريد المناطق بطريقة صحيحة. اذ يستهلك نظام تبريد المناطق 0.9 كيلووات لإنتاج 1 طن تبريد في الساعة، وهو أقل بكثير من الـ1.7 كيلووات ساعة التي تستهلكها المكيفات المركزية للمباني، ومن 2 كيلو وات في الساعة التي تستحقها المكيفات العادية. وبالتالي فإن نظام تبريد المناطق يكتسب أهمية كبيرة لبلد مثل قطر الذي يسعى الى الارتقاء باقتصاده الى مستويات عالمية.

وقال السيد نزار ان تكلفة مشروع تبريد المناطق يعتبر مرتفعا في المعدل، ولكن بالنظر على المدى طويل، فان فوائده تكون مجزية على مستوى كفاءة استهلاك الطاقة، والموارد وأنظمة استدامة شاملة. حيث ينبغي الأخذ بعين الاعتبار مختلف هذه الفوائد عند التفكير في إنشاء مشروع لتبريد المناطق.

الطلب على الكهرباء


ووفقا للإحصاءات الرسمية، ستتطلب أنظمة التكييف المركزية التقليدية للمباني نحو 4.021 ميجاوات في العام 2022، في حين أن الطلب على الكهرباء لتبريد المناطق سيعادل 2.129 ميجاوات - وهو ما يمثل انخفاضا في ذروة الطلب بنحو 1892 ميجاوات. وإذا سحبنا هذا المثال على العام الحالي، فان نظام تبريد المناطق يمكنه أن يساهم في توفير كميات مهمة من الطاقة، ويخفف الضغط على شبكة الكهرباء للبلاد.

لا يزال الاستهلاك الموسمي لأجهزة التكييف كبيرا في المنطقة، وهذا الأمر لا يستثني قطر. حيث أكدت كهرماء مؤخرا أن استهلاك الكهرباء قد بلغ مستوى قياسي عند 7070 ميجاوات في أغسطس مقابل 6740 ميجاوات في نفس الشهر من العام 2014، بزيادة سنوية قدرها 5%. وبالتالي، فإن انتشار أنظمة تبريد المناطق يمكنه أن يقلل إلى حد كبير هذه الزيادة السنوية، خصوصا في ظل النمو السريع لعدد سكان البلاد.

ولدى تبريد المناطق أيضا العديد من الفوائد البيئية، بما في ذلك، الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحوالي 50%. وبالإضافة إلى ذلك، وفي أعقاب التوجيهات الحكومية التي صدرت منذ عام 2013، فإن مشاريع تبريد المناطق في قطر في طور الانتقال من استخدام المياه الصالحة للشرب إلى المياه المعالجة وذلك سعيا للحد من استهلاك موارد المياه المحلاة.

 


وتعتبر المياه المعالجة بديلا مناسبا للحفاظ على البيئة، مع استخدام نفس كمية المياه الصالحة للشرب لإنتاج طن تبريد. ويعمل مشغلي محطات تبريد المناطق الحاليين مع هيئة العامة للأشغال للربط بشبكات المياه المعالجة، بينما تلزم توجيهات الحكومة جميع المشغلين الجدد لاستخدام المياه المعالجة.

إرث جديد

تم تصميم أول مجموعة محركات تعمل بالطاقة الشمسية والتي بنيت في المعادى، مصر، بفضل التكنولوجيا التي ابتكرها المخترع فرانك شولمان في عام 1913. ومنذ ذلك الحين، تطورت هذه التكنولوجيا بشكل كبير لتتحول الى مصدر إلهام لما يمكن أن تصبح واحدة من أكثر الطرق كفاءة في استهلاك الطاقة في العالم لتبريد المساحات الواسعة، بما في ذلك المباني ومناطق بأسرها.

وأشار مدير الاستدامة لدى قطر لإدارة المشاريع السيد صلاح نزار في العرض الذي قدمه، إلى أن كونسورتيوم تقوده الشركة مع مركز الفضاء الألماني قد اقترح حلا جديدا يعتمد على الطاقة الشمسية لتبريد الأماكن الخارجية على نطاق واسع. وهو ما من شأنه أن يغير معالم الأماكن الخارجية بالكامل في المنطقة خلال أشهر الصيف الحارة، ويجعلها أكثر جاذبية للمجتمع المحلي لمزاولة العديد من الأنشطة في الهواء الطلق خلال أشهر الصيف القاسية.

وأوضح السيد نزار أن هذا الحل من شأنه أن يحدث ثورة في كيفية مقاربة الدول المتواجدة في المناطق الحارة للاستدامة في قطاع الطاقة وتبريد المناطق كثيف الاستخدام للمياه. ويمكن أن يساعد على زيادة الأنشطة الاجتماعية والصحة والعافية للسكان خلال أشهر الصيف، ومساعدة الناس على مكافحة الأمراض الشائعة الناتجة عن نمط حياة رتيبة.

تبريد المساحات الخارجية


تسعى قطر إلى جانب العديد من دول المنطقة إلى إيجاد حلول تبريد المساحات الخارجية تكون مناسبة ومستدامة وبتكلفة معقولة، ومصممة لتوفير أماكن مريحة للجلوس أو الطعام للمقاهي والمطاعم والباحات والمعارض. هذا الحل المقترح يمكن أن يساعد في سد هذه الفجوة وتوفير أجواء مريحة في الهواء الطلق لملايين الأشخاص على مدار العام.

ويغطي البحث الذي أجري إلى غاية الآن، العديد من المواضيع الرئيسة المتعلقة بفرص وتحديات إنشاء نموذج مصغر للمشروع للتثبت من النتائج التي تم الحصول عليها من خلال محاكاة الكمبيوتر.

نزار: النظام الحديث يوفر 40% من الطاقة المستخدمة في الطرق التقليدية


ويأخذ الفريق البحثي بعين الاعتبار العديد من الخيارات للتعامل مع التحديات التي قد تواجه هذه الفكرة الثورية الجديدة، بما في ذلك الجدوى الاقتصادية والتفاصيل الفنية وطلب براءة الاختراع، مع مزيد تطوير مخطط المشروع بالشراكة مع مستثمرين استراتيجيين.

يذكر أن قطر لإدارة المشاريع هي الشركة الرائدة في مجال إدارة المشاريع في قطر، وتدير حاليا مشاريع ضخمة في جميع أنحاء العالم، وتتطلع الى توسيع محفظة أعمالها عالميا ولعب دورا أساسيا في تنمية المجتمعات الدولية.

وتستثمر قطر لإدارة المشاريع في تكنولوجيا إدارة المشاريع التي تسمح بتنفيذ المشاريع عبر تحديد النقاط الصعبة، وتوحيد كل من التوجهات الانشائية والبيئية، وتخفيض التكاليف من خلال استخدام التكنولوجيات والنظم المستدامة. كما تتأكد الريادة التقنية لشركة قطر لإدارة المشاريع من خلال فريق دولي من ذوي الخبرة العالمية في المشاريع العملاقة التي تم إنشاؤها بأعلى معايير الصحة والسلامة والبيئة.

© Al Sharq 2015