01 12 2015

باستثمارات في مجال الطاقة الشمسية قيمتها 50 مليار درهم حتى 2030

 يضم مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية أكبر مشروعات طاقة شمسية في العالم في موقع واحد، حيث ستبلغ طاقته الإنتاجية 5000 ميغاواط بحلول عام 2030، باستثمارات تصل قيمتها إلى 50 مليار درهم.

وتكمن أهمية المشروع في كونه الأول من نوعه في المنطقة وكذلك في قدرته الإنتاجية، إذ يعد باكورة مشروعات واعدة لاستخدام الطاقات المتجددة في توليد الطاقة الكهربائية في إمارة دبي.

وسيدخل المشروع الثاني من المجمع الذي دشنه أخيراً صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حيز التشغيل في إبريل 2017.

لتصل قدرة المجمع إلى 1000 ميغاواط بحلول 2020 كما دشن سموه أعمال الإنشاء لمركز هيئة كهرباء ومياه دبي للابتكار، والذي يضم تحت مظلته مجموعة من مختبرات البحث والتطوير في مجال مستقبل الطاقة النظيفة وسيشرف على إدارة مشاريع بحثية وتطويرية بمجموع استثمارات تصل إلى 500 مليون درهم.

استدامة بيئية

وقال سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي إن تدشين صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، للمرحلة الثانية من مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية بداية لمرحلة جديدة من الاقتصاد القائم على الاستدامة البيئية والطاقة النظيفة، وصولاً إلى تحقيق رؤية سموه بأن تكون دبي أقل مدينة في البصمة الكربونية عالمياً، وانسجاماً مع المبادرة الوطنية طويلة المدى التي أطلقها سموه لبناء اقتصاد أخضر في دولة الإمارات، تحت شعار «اقتصاد أخضر لتنمية مستدامة»، 2021، وخطة دبي 2021 التي تهدف إلى أن تكون دبي مدينة ذكية ومستدامة ذات عناصر بيئية نظيفة، صحية ومستدامة.

وتأكيداً لريادة دبي في مجال الطاقة الشمسية وخلق قطاع جديد في المنطقة، إدراكاً من قيادتنا الرشيدة بضرورة تأمين إمدادات الطاقة، وإيجاد حلول بديلة عن الطاقة التقليدية وأهمية تطوير قطاع الطاقة المتجددة والبديلة، بما لها تأثير مباشر في إسعاد الناس.

استراتيجية

وأشار إلى أن الهيئة قد ساهمت، من خلال المجلس الأعلى للطاقة في دبي، في إطلاق استراتيجية دبي للطاقة النظيفة التي تهدف إلى توفير 7% من طاقة دبي من مصادر الطاقة النظيفة بحلول عام 2020، و25% بحلول عام 2030، و75% بحلول عام 2050.

وكانت استراتيجية دبي المتكاملة للطاقة 2030 تستهدف في بدايتها 5% من الطاقة الشمسية، و12% من الفحم النظيف، و12% من الطاقة النووية، إضافة إلى الغاز الطبيعي بنسبة 71%.

وبعد أن أرست هيئة كهرباء ومياه دبي معياراً عالمياً جديداً للأسعار في تنفيذ مشروعات الطاقة الشمسية الكهروضوئية في المناقصة التي طرحتها للمشروع الثاني، ونجاحها في الحصول على أدنى سعر عالمي في المناقصة بلغ نحو 5.4 سنتات من الدولار لكل كيلووات في الساعة، جرى إعادة تقييم للوضع.

وارتأى المجلس الأعلى للطاقة رفع نسبة المستهدف في مزيج الطاقة بدبي من الطاقة المتجددة، من 1% لتصل 7% بحلول عام 2020 ومن 5% لتصل 25% بحلول عام 2030، لتحقق إنجازاً رائداً سيضع الدولة في صدارة دول المنطقة من حيث إنتاج الطاقة المتجددة والنظيفة.

فرص واعدة

وأوضح الطاير أن مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية يساهم في خلق فرص واعدة في دبي على مختلف الأصعدة، حيث تعمل هيئة كهرباء ومياه دبي لتوفير الطاقة الشمسية للمواطنين والمقيمين في دبي من خلال العمل مع الجهات الأكثر قدرة وكفاءة، لضمان مستقبل أكثر إشراقاً للجميع.

ويشكل المجمع أحد المشاريع الرائدة في مجال الاستدامة ليس كونه مركزاً لانتاج الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية فحسب وإنما شموله مركزاً للبحوث والتطوير والابتكار لدعم تقنيات الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة وشموله أيضاً أكاديمية للطاقة المتجددة لتأهيل الكوادر وإعداد الأجيال القادمة.

مرافق

يضم المجمع عدداً من المرافق على مستوى عالمي، تشمل محطة تحويل رئيسية قدرة 400/132 كيلوفولت تبلغ تكلفتها 275 مليون درهم، وبقدرة تحويلية 505 1515 ميجافولت أمبير.

حيث يجري العمل وفق الخطة الموضوعة، وقد تم إنجاز 50% من الأعمال الإنشائية للمشروع، ومن المتوقع تدشين المحطة خلال الربع الأخير من عام 2016.

وتتضمن المحطة 4 أقسام، حيث يشتمل القسم الأول على مبنى المفاتيح المعزولة بالغاز جهد 400 كيلوفولت وتشتمل على 11 مفتاحاً معزولاً بالغاز (GIS)، والقسم الثاني على مبنى المحولات من 400 كيلوفولت إلى 132 كيلوفولت بقدرة 1515 ميجا فولت أمبير وتشتمل على 3 محولات 400/132 كيلوفولت (ICT)، والقسم الثالث على مبنى المفاتيح المعزولة بالغاز جهد 132 كيلوفولت وتشتمل على 21 مفتاحاً معزولاً بالغاز (GIS)، والقسم الرابع مبنى مخصص للتحكم والوقاية.

عرض مرئي

وتخلل حفل افتتاح المشروع الثاني من المجمع عرض مرئي عن المجمع ومراحل إنشائه، كما تم استعراض المبادرات الطموحة والمشاريع التنموية للهيئة التي تجمع بين النمو الاقتصادي واستدامة الطاقة والبيئة النظيفة والآمنة، ومنها مبادرة «سرب» التي تتمثل بأسطول من الطائرات الروبوتية المتطورة يدعم البنية التحتية المتنامية لإمارة دبي، للمساهمة في توفير خدمات سلسة وسهلة الاستخدام.

حيث تسخر هيئة كهرباء ومياه دبي هذه التقنية في العديد من المجالات منها المسح الطبوغرافي، وتحسين الكفاءة التشغيلية، والمسح الحراري، ومراقبة الإنتاج، وصيانة الألواح الكهروضوئية، إضافة إلى الحصول على معلومات دقيقة، وتحقيق الأمان، والكشف المبكر، والاستجابة السريعة، والحد من المخاطر.

وتستخدم الطائرات أحدث أنواع التقنية القابلة للتطوير، بما في ذلك كاميرات عالية الدقة معززة بتقنية الرؤية الليلية، وتقنيات الليزر، ومجسّات تحديد المواقع.

كما يمكن للطائرات قياس الضغط، والارتفاع، والمجال المغنطيسي، إضافة إلى المبادرات الثلاث التي تدعم مبادرة «دبي الذكية». وقد تم إطلاقها انسجاماً مع رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والهادفة إلى جعل دبي أذكى مدينة على وجه الأرض.

شمس دبي

ومن بين هذه المبادرات مبادرة شمس دبي والتي تهدف إلى تشجيع أصحاب المنازل والمباني على تركيب لوحات كهروضوئية تنتج الكهرباء من الطاقة الشمسية، وستقوم الهيئة بربطها بشبكة الهيئة.

وذلك تنفيذاً للقرار رقم (46) لسنة 2014 الذي أصدره سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، بهدف تنظيم ربط وحدات إنتاج الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية بنظام توزيع الطاقة في دبي.

التطبيقات الذكية

وتوفر مبادرة التطبيقات الذكية من خلال عدادات وشبكات ذكية، العديد من المزايا للمتعاملين، وقد أطلقت هيئة كهرباء ومياه دبي استراتيجيتها المتعلقة بشبكات ذكية للمياه والكهرباء بقيمة إجمالية تعادل 7 مليارات درهم، وذلك بهدف توفير التسهيلات اللازمة لتأسيس بنية تحتية عالية الكفاءة والاعتمادية لدعم برنامج إدارة الطلب على الطاقة وربط مصادر الطاقة المتجددة.

وتشمل هذه البرامج إنشاء بنية تحتية متطورة في قياس بيانات الاستهلاك، وإدارة الأصول، وإدارة الطلب على الطاقة، وأتمتة التوزيع، والبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، وأتمتة المحطات الرئيسية، وتكامل النظام، والاتصالات.

إنتاج طاقة نظيفة وتقليل انبعاثات الكربون

أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، مطلع عام 2012، في منطقة سيح الدحل. وبعد عام واحد من ذلك التاريخ، تم بنجاح استكمال المرحلة الأولى من المشروع لتصل القدرة التشغيلية للمجمع 13 ميغاواط.

ومنذ إطلاق المجمع في أكتوبر 2013، نجح المشروع الرائد بإنتاج الطاقة النظيفة، وتقليل الانبعاثات الكربونية بشكل كمي ومثبت، وقد تم اعتماده وإصداره حالياً من قبل المجلس التنفيذي لآلية التنمية النظيفة، حيث سيسهم المشروع، الذي تبلغ مساحته 4.5 كيلو مترات مربع، في تخفيض 4 ملايين طن من انبعاثات الكربون سنوياً، الأمر الذي يدعم المبادرات والبرامج الخضراء، التي تنفذها حكومة دبي لتخفيض الانبعاثات الكربونية.

نتائج كبيرة

حصد المشروع الأول من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، الذي يتبناه المجلس الأعلى للطاقة في دبي، وتشرف هيئة كهرباء ومياه دبي على إدارته وتشغيله نتائج كبيرة، حيث نجحت محطته بإنتاج كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية فاقت المتوقع، متجاوزة بذلك الكميات المستهدفة عند إنشائها.

وحظي المشروع منذ الإعلان عنه باهتمام كبير من قطاع الأعمال والطاقة، وتلقت الهيئة عروضاً مهمة من جهات عدة عالمية تعمل في هذا المجال الحيوي، ما يعكس ثقة واهتمام المستثمرين في الاستثمار في مثل هذه المشروعات الضخمة، التي تتبناها وترعاها حكومة دبي.

وتشتمل المشاريع الرئيسة في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية مركزاً تفاعلياً للابتكار مجهزاً بأحدث تقنيات الطاقة المتجددة والنظيفة لصقل القدرات الوطنية في مجال الطاقة، وتعزيز الميزة التنافسية للأعمال، وتطوير تقنيات الطاقة المتجددة، ودعم مسيرة تطوير القطاع في المنطقة ككل، إضافة إلى تعزيز مستوى الوعي في المجتمع حول الطاقة المتجددة والمستدامة.

كما يضم مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية مركزاً للبحوث والتطوير، يهدف إلى إجراء الدراسات للاحتياجات الصناعية والمجتمعية والريادة في مجال البحوث العلمية والعمل كونه حلقة وصل بين الباحثين والمطّورين، إضافة إلى الخروج باستراتيجيات للأفكار المبتكرة المنتجة.

ويشتمل المجمع على مركزين لاختبارات الطاقة الشمسية الأول مخصص لتقنيات الألواح الكهروضوئية (PV) والثاني للطاقة الشمسية المركزة (CSP)، حيث يتم حالياً في المركز الأول اختبار 30 نوعاً من الألواح الكهروضوئية (PV)، قدمتها شركات عالمية متخصصة بصناعة هذه الألواح بمختلف خصائصها، حيث تجري دراسة الألواح، وتقييم أدائها، واختبار موثوقيتها على المدى الطويل في الظروف المناخية المحلية، والتعاون مع المؤسسات العالمية في تقنيات الحد من آثار الغبار على معدات الطاقة الكهروضوئية.

وستشكل الاختبارات التي يتم إجراؤها خط أساس لتطوير مواصفات ومعايير معدات الطاقة الكهروضوئية.

وأسهم كل هذا في حصد هيئة كهرباء ومياه دبي لجائزة مشروع الطاقة لعام 2014 من مؤسسة مييد، وهي جائزة تمنح للمرة الأولى لقطاع الطاقة المتجددة في المنطقة، وفاز هذا العام بجائزة «المشروع التقني» الفني المتميز في الدورة الثامنة عـــشرة لبرنامج دبي للأداء الحكومي المتميز.

© البيان 2015