30 09 2016

«صائدة النسور» فى مواجهة «المُدرِسة» و«جولدستون» يعيد قضية السكان الأصليين إلى الجدل و«مولد أمة» على يد نات ترنر.. و«سيرانيفادا» مفاجأة وباولو فيرزى «كالمجنون»

  أعلن مهرجان دبى السينمائى الدولى، عن أسماء الدفعة الأولى من الأفلام العالمية التى ستكون جزءا من برنامج «سينما العالم»، المنتظر عرضها فى دورة المهرجان الـ13 التى تقام فى الفترة من 7 إلى 14 ديسمبر المقبل.

ويصل عدد أفلام برنامج «سينما العالم»، إلى نحو 50 فيلما، تشكل أعمال كبرى لنخبة من المشاهير والمواهب السينمائية العالمية.

وتشمل المجموعة الأولى فيلم المخرج البريطانى أوتو بيل الوثائقى «صائدة النسور»، ويروى الفيلم قصة أيشولبان، وهى فتاة عمرها 13 عاما تسعى لإثبات نفسها فى صيد النسور، فى مجتمع تسوده الذكورية فى جبل الألتاى بمنغوليا.

تجمع القصة الواقعية المثيرة بين عناصر العائلة والتقاليد والشجاعة، وتنقل للمشاهدين وقائع رحلة نجاح الفتاة التى أصبحت أول صائدة نسور خلال 2000 عام، بعد تدريب قاس ومواجهة العديد من العقبات.

ويشارك المخرج المالى الفرنسى داودا كوليبالى، عبر تجربته الروائية الأولى «فولو»، فى قصة مستوحاة من شوارع مالى؛ فالشاب لادجى يعانى من الفقر، ويعمل بجد سعيا لحياة أفضل له ولشقيقته، كى يبعدها عن حياة السوء، وتبدأ حبكة الفيلم حين تُعرض عليه فرصة عمل خيالية، لكنها مليئة بالمخاطر، لتحول يأسه إلى تهور.

ويستعرض فيلم «المدرِسة» (ذى تيتشر)، من إخراج التشيكى يان هيربيك، معضلات أخلاقية حين تنقلب حياة الطلاب وأولياء الأمور بعد ظهور المدرسة الجديدة الأنسة درازيشوفا فى أحد أحياء براتسيلافا، وتتطور الأمور ويقرر المدير والمجتمع وضع حد للمشكلة، بعدما تسببت أساليبها الفاسدة بانتحار أحد الطلاب، لكن مخططاتهم تصطدم بالخوف من علاقات المدرِسة القوية بأعضاء من الحزب الشيوعى.

وينضم المخرج الأسترالى المخضرم إيفان سين؛ المعروف بتسليطه الضوء على صعوبات السكان الأصليين لأستراليا، من خلال فيلم الإثارة والجريمة «جولدستون»، ويتابع الفيلم قصة جاى سوان، وهو محقق شرطة من السكان الأصليين، يتم إرساله للتحقيق فى تقرير عن أحد الأشخاص المفقودين فى مدينة جولدستون.

يسعى جاى إلى تطبيق القانون، رغم صراعاته الشخصية مع الشرطة المحلية، وتؤدى المهمة الروتينية إلى الكشف عن شبكة واسعة من الفساد والجريمة.

ويلفت المخرج الأمريكى نيت باركر أنظار الجمهور إلى ظلم عالمى فى فيلمه «مولد أمة» «ذى بيرث أوف إى نيشين». ويروى الفيلم قصة حقيقية عن شاب متعلم اسمه نات ترنر، يعانى من العبودية، لكنه يُستغل كونه متعلما ليصبح واعظا ويقود شعبه إلى ثورة.

ويصبح زعيم ثورة العبيد فى فرجينيا عام 1831، وقد هيمن الفيلم على الجوائز الرئيسة فى مهرجان صندانس للسينما المستقلة، حيث حصل الفيلم على جائزة لجنة التحكيم الكبرى وجائزة جمهور المهرجان الذى أقيم فى بارك سيتى بولاية يوتاه.

وكانت شركة فوكس قد اشترت حقوق الفيلم بسعر قياسى بلغ 17.5 مليون دولار، وبات اسم الفيلم مطروحا لجوائز أوسكار العام المقبل، وقال المخرج الجنوب أفريقى نايت بايكر لدى تسلمه جائزة لجنة التحكيم عن فيلمه «شكرا ساندانس لتوفير منصة تسمح لنا التعبير عن أنفسنا على رغم كل ما يحدث فى هوليوود».

وفى نفس السياق، تنضم قصة أخرى من تاريخ الولايات المتحدة بعنوان «لفينج» للمخرج جيف نيكولز.

ويتحدث الفيلم عن قصة عاطفية لريتشاد وملدريد لفينج بعد مخالفتهما قانون ولاية فرجينيا الذى يمنع الزواج بين الأعراق المختلفة، وذلك فى العام 1967.
 
وتتطور الأمور وتصل قضيتهما إلى المحكمة العليا.

ويشهد فيلم «ذئب وخروف» (وولف أند شيب)، ظهور موهبة شاهربانو سادات من خلال فيلمها الأول المبنى على طفولتها فى أفغانستان. تتابع القصة الإنسانية للفيلم حياة الطفلتين الأفغانيتين؛ صديقة وقدرات 11 عاما؛ حيث تتعرضان للسخرية والنبذ من المجتمع فى قريتها، ثم تقرران الهرب وتلتقيان صدفة فى الجبال المحيطة بالقرية، ما ينتج عنه من تحالف غير اعتيادى بينهما.

أما المخرج السنغافورى جونفينغ بوو فيقدم قصة مثيرة عن العدل والإنسانية من خلال فيلم الدراما «مبتدئ» (أبرانتيس) الذى يروى قصة أيمن، وهو ضابط سجن يبلغ من العمر 28 عاما، ولا يمتلك فى العالم سوى شقيقته الأكبر سنا.
 
يتعمق الفيلم فى الضمير والواجب فى عالم جلادى السجون، خاصة بعد انعقاد صداقة غير اعتيادية بين أيمن وكوون، رئيس الجلادين، فينكشف ماضى أيمن لرئيسه، وسرعان ما يجد نفسه أصبح تلميذه فى التعذيب.

ويقدم المخرج اليابانى هيروكازو كورى إيدا فيلم «بعد العاصفة» (أفتر ذى ستورم)، متناولا قصة مؤثرة عن ريوتا، وهو مؤلف سابق تعرض للطلاق، ولكنه يحاول بعد وفاة والده استعادة عائلته، ونسيان الماضى، والتركيز على المستقبل من أجل ابنه الصغير.

ويشارك المخرج الإيطالى باولو فيرزى، من خلال أحد أبرز الأفلام لهذا العام، بعنوان «كالمجنون» (لايك كريزى)، الذى يتناول قصة بياتريس؛ الحالمة والمتعطشة للسلطة، ودوناتيلا؛ المحطمة عاطفيا. تشكل السيدتان ثنائيا كوميديا بعد هروبهما من المصحة النفسية.

وينضم المخرجان البلغاريان كريستينا جروزيفا وبيتر فالشانوف، من خلال تحفتهما الفنية الاجتماعية السياسية عن الفساد «جلورى». يصور الفيلم عامل السكك الحديدية تسانكو بيتروف، وعثوره على ملايين من الأوراق النقدية على السكة الحديدية، ما يشكل فرصة حقيقية لتغيير حياته. لكن تسانكو يفاجئ الجميع لاحقا بتصرفاته التى تتركه محتارا بين حياة العمال الكادحين والسلطة الفاسدة.

ويقدم المخرج الرومانى كريستى بويو سيناريو مميزا فى فيلمه «سيرانيفادا»، الذى يصور عائلة تجتمع للعزاء بعد وفاة أحد أفرادها، لكن الأمور لا تمر بالشكل المتوقع، حيث ترتفع حدة التوتر والانفعالات، عندما تنكشف بعض الحقائق.

ومن بولندا أيضا، يشارك المخرج أندريه فايدا فى تحفته «آفتر إيماج».

ويروى الفيلم قصة حياة فنان معاصر شجاع، يرفض التضحية بحريته الفنية أمام سلطة النظام الشيوعى، لكن مع مرور الوقت والضغوط المذلة التى يتعرض لها، يضطر لتقديم تنازلات مؤلمة.

وفى آخر أفلام الدفعة الأولى من برنامج «سينما العالم»، لهذا العام، تعود المخرجة المكسيكية تريشا زيف للمشاركة فى مهرجان دبى السينمائى الدولى، وهذه المرة من خلال فيلم السيرة الذاتية «الرجل الذى رأى كثيرا» (ذى مان هو سو تو ماتش).

يروى الفيلم قصة المصور الشهير انريكى ميتنيديس، الذى يفتح مع زملائه من خلال العدسة أبواب عالم الجريمة فى مكسيكو سيتى. وتتعمق عدسة المخرجة متساءلة إذا ما كانت تصور الواقع، أم تنقل انعكاس الولع بالموت.

عن هذه الدفعة الاستثنائية لدورة هذا العام، قال مسعود أمر الله آل على، المدير الفنى لمهرجان دبى السينمائى الدولى: «نحن ملتزمون بربط الثقافات عن طريق السينما، ومن السهل رؤية هذا فى برنامج أفلام «سينما العالم». إن الرؤى والخبرات المختلفة المتوفرة فى هذه الأفلام المميزة، التى تتضمن بعض أكثر الأعمال المنتظرة لهذا العام، سوف تنجح فى نقل المشاهدين إلى أماكن لم يروها من قبل، موسعة آفاق رؤيتنا للعالم من حولنا، وموفرة منصة للتفاهم الثقافى».

أما ناشين مودلى، مدير برنامج «سينما العالم»، فقال: «نستكشف العالم بحثا عن أفضل وأكثر الأفلام تنوعا، من أجل عرضها لجمهور مهرجان دبى السينمائى الدولى كل سنة.

وأفلام هذا البرنامج جزء أساسى من المهرجان، لما تقدمه من تجارب ملهمة وممتعة للجميع».

© الشروق 2016