27 09 2016

باركيندو: 27 % تراجع الاستثمارات في سوق النفط هذا العام

تترقب أسواق النفط نتائج الاجتماع الوزاري الخامس عشر لمنتدى الطاقة الدولي في الجزائر، بحضور وزراء الطاقة في دول "أوبك" وبقية المنتجين من خارج "أوبك" وعلى رأسهم روسيا وكبار الدول المستهلكة للنفط الخام، ونخبة من مختصي النفط في العالم وقيادات المنظمات الدولية المعنية بشؤون الطاقة.

وتُعلق آمالا كبيرة على تفاهمات جديدة تعيد الاستقرار والتوازن المفقود لسوق النفط الخام، وتتطلع إلى كيفية تعامل المشاركين مع ملفات مهمة، منها الخلافات بين المنتجين وإمرار اتفاقات جديدة لضبط المعروض النفطي العالمي خاصة مبادرة تجميد الإنتاج.

وفى هذا الإطار، قال محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، "إإن الحوار بين جميع الأطراف الدولية المعنية بالطاقة يكتسب قيمة وأهمية أكبر في المرحلة الراهنة، لأن الحاجة تتزايد إلى عالم مترابط، يقود نظام الطاقة العالمي إلى التقدم والرواج".

وأضاف باكيندو في كلمته أمام الاجتماع الوزاري الخامس عشر لمنتدى الطاقة الدولي الذي تستمر أعماله ثلاثة أيام، أن "منظومة الطاقة العالمية أصبحت الآن أكثر اتساعا وتعقيدا من أي وقت مضى، وهو ما يتطلب الحفاظ على السوق متوازنة ومستقرة، وهو الأمر الذي يمثل منظومة النجاح في أي فترة زمنية".

وأضاف باركيندو أنه "من الضروري العمل على تطوير ودعم سوق الطاقة من خلال سياسات مترابطة تشمل جميع الأجال سواء الطويلة أو المتوسطة أو القصيرة لتحقيق التعافي في أسواق النفط الخام التي شهدت تهاويا في الأسعار منذ صيف 2014"، مشيرا إلى أننا "نعيش فترة من غياب الاستقرار على نحو كبير، والأسعار ما زالت أقل بكثير مما كانت عليه في منتصف عام 2014".

وأشار إلى أنه تم تأجيل عديد من الاستثمارات وإلغاء البعض الآخر، كما تضررت القوى العاملة على نحو واسع، مشيرا إلى أن إمدادات النفط ما زالت مرتفعة وتفوق بكثير مستويات الطلب والمخزونات النفطية.

ولفت باركيندو إلى أن السوق ما زالت يبحث عن تحقيق التوازن، منوها بوجود إشارات قوية عن زيادة الطلب، ما يبشر بإمكانية تحقيق التوازن في السوق هذا العام، مشددا على أن تراكم المخزونات الكبير يجب أن يتم تخفيضه وهو الآن عنصر أساسي للعودة إلى سوق أكثر توازنا.

وأكد الأمين العام لمنظمة أوبك، أنه "أمر حيوي أن نقدر حجم الإمدادات الإضافية التي حدثت في السوق بين عامي 2008 و2014، حيث نما المعروض بأكثر من ستة ملايين برميل يوميا من إنتاج الدول من خارج منظمة أوبك، بينما في عام 2015 نما الناتج من خارج "أوبك" بنحو 1.5 مليون برميل يوميا في الوقت الذي نما فيه إنتاج "أوبك" بنحو 1.1 مليون برميل يوميا.

وأضاف أنه "بالنظر إلى هذه الأرقام ينبغي أن ندرك أن علاج الزيادة في المخزونات النفطية هو مسؤولية مشتركة سواء للمنتجين في "أوبك" أو المنتجين من خارج "أوبك" وكذلك المستهلكون"، مشيرا إلى أن السوق تحتاج إلى مراجعة مستمرة وإلى العمل الجاد على تخفيض مستوى المخزونات بهدف مساعدة الأسعار على تحقيق مزيد من التعافي وانتعاش الاستثمارات مرة أخرى.

وشدد باركيندو على أهمية الفهم الواسع للسوق ومتغيراتها على المدى القصير الذي يترجم بدوره إلى فهم أعمق لتطورات السوق على المدى الطويل، ومن ثم المساعدة في تحقيق التوسع المأمول في صناعة النفط الخام.

وأشار باركيندو إلى أن "أوبك" تتوقع نمو الطلب العالمي بنحو 17 مليون برميل يوميا بحلول عام 2040 ليصل إلى ما يقرب من 110 ملايين برميل يوميا وهو ما يتطلب زيادة الاستثمارات النفطية.

وأضاف، أن "التقديرات للاستثمارات المطلوبة في القطاع النفطي تبلغ عشرة تريليونات دولار خلال هذه الفترة، ومع ذلك ونظرا لبيئة الأسعار المنخفضة الأخيرة فمن الواضح أن بعض الاستثمارات المستقبلية اللازمة تواجه مخاطر واسعة".

ولاحظ باركيندو أن بيئة سوق النفط الحالية تشهد بالفعل تقلصات كبيرة في الاستثمارات بسبب انخفاض أسعار النفط، مشيرا إلى أنه على سبيل المثال فإن الإنفاق على الاستكشاف والإنتاج العالمي انخفض بنحو 20 في المائة في عام 2015، ومن المتوقع تسجيل مزيد من الانخفاض بنسبة 27 في المائة هذا العام.

وأضاف باركيندو أن "هذا هو مصدر القلق الكبير لهذه الصناعة التي تحتاج إلى استثمارات منتظمة ويمكن التنبؤ بها وهناك حاجة ليس فقط إلى زيادة الإنتاج، لكن إلى استيعاب معدلات الانخفاض الطبيعية من الحقول الحالية".

وقال "إننا بحاجة إلى أن نتذكر أن انخفاض أسعار النفط ربما يكون سيئا للمنتجين اليوم، لكنه سيؤدي إلى أوضاع أكثر سوءا للمستهلكين غدا، كما أن ارتفاع أسعار النفط سيئ بالنسبة إلى المستهلكين اليوم لكنه يؤدى إلى حالات أكثر سوءا للمنتجين غدا".

من جانبه، قال لـ "الاقتصادية" الدكتور امبرجيو فاسولى؛ مدير مركز دراسات الطاقة في مدينة لوزان في سويسرا، "إن اجتماع المنتجين في الجزائر يجيء في أوقات دقيقة ومفصلية بالنسبة إلى أسواق الطاقة، ويجب أن يعمل المشاركون على تقديم رؤى متميزة ودراسات دقيقة تتناول التحديات المستمرة التي تواجه أسواق النفط حاليا ومستقبلا".

© الاقتصادية 2016