20 03 2018

ناقش منتدى المرأة الاقتصادي الذي يقام في الرياض لمدة يومين تحت شعار "مناقشات من أجل المستقبل"، خمس ركائز أساسية هي التمكين الاقتصادي، والابتكار، والسعودة، والتنوع والدمج، وريادة الأعمال، فيما تطرقت مناقشات اليوم الأول إلى أهمية دور القطاعين العام والخاص في تخصيص ميزانية لتوفير التدريب النظري والعملي للسيدات لتزويدهن بالخبرات المطلوبة في ميدان العمل، مستعرضا تجارب محلية ناجحة في هذا المجال.

وكشف لـ "الاقتصادية" دكتور جاسر الحربش؛ وكيل وزارة التعليم لشؤون البعثات والمشرف على الملحقيات الثقافية، عن برنامج سيتم إطلاقه قريبا لتطوير برنامج الابتعاث، ليشمل مساعدة ودعم المبتعثين في التدريب خلال فترة دراستهم، مشيرا إلى أن إطلاق المرحلة الثانية من برنامج بعثتك وظيفتك سيكون في 10 شوال المقبل.

وأشار في حديثه إلى أن عدد الشركات المشاركة في البرنامج ازداد عشر شركات في عام واحد، حيث وصل عدد الشركات لنحو 40 شركة بينما كان في أول نسخة له نحو 30 شركة، ونوه إلى وجود برنامج النخبة وهو الابتعاث للحاصلين على قبول من أفضل الجامعات في العالم.

واعتبر الحربش، أن السيدات حققن نسبة عالية في هذا البرنامج، حيث يوجد أربع سعوديات في أفضل خمس جامعات في العالم.

ونوه إلى أن الملحقية أتاحت للشركات والجهات في المملكة التواصل مع المبتعثين مباشرة واستقطابهم للعمل في جهات العمل المختلفة، وفي حال كان هناك مهارات تتطلبها الشركة فإن الملحقية توفرها لها من خلال برنامج وظيفتك بعثتك.

من جهتها، أشارت نهلة الجبير؛ مديرة مركز تنمية الوظائف في الملحقية الثقافية السعودية في الولايات المتحدة، إلى أن 45 في المائة من المبتعثين السعوديين إلى جامعات القمة حول العالم من النساء، ونصحت المتقدمين للوظائف بمتابعة أصحاب نفس التخصص والخبرات في شبكة لينكد إن، والبحث عن الشركة وموظفيها قبل إجراء مقابلة عمل، إضافة إلى ضرورة التدرب على إجراء المقابلات الوظيفية قبل الذهاب لها.

وأكد المشاركون في المنتدى أمس، أهمية برنامج الابتعاث في إكساب السعوديين والسعوديات مهارات جديدة، وما يصاحب ذلك من تغيير اجتماعي إيجابي سيدعم التحول الاقتصادي والاجتماعي الذي تعتزم المملكة المضي فيه.

ووصفت دكتورة أمل فطاني؛ رئيسة المركز النسائي لتقنية المعلومات والعضوة في لجنة حقوق الإنسان برنامج الابتعاث بالمدهش، حيث تم ابتعاث عشرات الآلاف في سبع دول مختلفة، ليكتسبوا العلم والمهارة من أرقى الجامعات ويعودوا للمساهمة في تنمية اقتصاد الوطن.

واستشهدت بالشركات العالمية كجنرال إلكتريك التي وظفت نحو 50 فتاة من برامج الابتعاث، وأن البرنامج فتح فرصا لدراسة مجالات التكنولوجيا والأتمتة والتقنية بشكل لم يكن سيتاح في الجامعات السعودية.

فيما أشارت جوانا روبر مبعوثة بريطانيا الخاصة بالمساواة بين الجنسين، إلى أن المملكة المتحدة ملتزمة بدعم حق المرأة في التعليم ومساواة الفرص بين الجنسين في كل أنحاء العالم، وقالت، إن التعليم من أهم ركائز تمكين المرأة في سوق العمل ودعم مساهمتها في الاقتصاد الوطني.

واعتبرت ان الفتيات في المملكة بما يمتلكنه من حماس ودعم سيكن قادرات على المساهمة في الاقتصاد الوطني بشكل أكبر من السابق، وأن عند الحديث عن تمكين السيدات فإن التركيز يجب أن يكون على "كيف" و"ماذا" وتجاهل "لماذا".

من جانبه، تحدّث ياسر المفتي نائب الرئيس للاستراتيجية وتحليل السوق عن جهود "أرامكو" في مواصلة تعزيز التنوع في العمل وتوفير مزيد من الفرص للسيدات السعوديات، حيث تلتزم الشركة بتوفير فرص متساوية للسيدات والرجال على حدٍ سواء.

وتصدرت شركات بيع السيارات المشهد في المؤتمر بعرض سيارات بألوانٍ مناسبة للسيدات مع يافطات ترحب بفتح الفرصة لقيادة السيدات.

وضم برنامج المنتدى سلسلة من المحاضرات والحوارات التفاعلية ومجموعة من ورش العمل، تهدف جميعا إلى تمكين الحضور وتسليحهم بأسس الحياة العملية.

وتناولت المحادثات أهمية دور المصارف ومؤسسات التمويل في التمكين الاقتصادي للمرأة، وذلك من خلال تمويل مشاريع نسائية ورائدات أعمال سعوديات ومراجعة التشريعات والقوانين المتعلقة بذلك، بما يكفل إيجاد بيئة اقتصادية تسهم فيها المرأة في عالم ريادة الأعمال جنبا إلى جنب مع الرجل.

ويهدف المنتدى إلى تعزيز الاقتصاد السعودي بشكل مستدام من خلال تمكين المرأة وجيل الشباب وتنشيط دورهم في قطاع الأعمال، الأمر الذي يمثل واحدا من أقوى عوامل تنشيط الاقتصاد، ورفع القدرات التنافسية للدول، حيث يحفل برنامجه بعديد من المواضيع المحورية في قضية تمكين المرأة في عالم الاقتصاد بقطاعاته المختلفة.

© الاقتصادية 2018