21 02 2017

تواصل شركة "زيورخ للتأمين" التركيز على دولة الإمارات العربية المتحدة باعتبارها السوق المتميزة في منطقة الخليج العربي، ولا تخطط الشركة لفتح فروع لها في السعودية في المستقبل القريب؛ وتتطلع لإيجاد فرص جديدة في البلدان الإفريقية التي تعد أقل اعتمادية على عائدات النفط، كما أفاد مسؤول كبير بالشركة.

وقد عانى قطاع التأمين في منطقة الخليج، مثله في ذلك مثل العديد من القطاعات الأخرى، من تباطؤ النمو الإقتصادي بعد الانخفاض الحاد في أسعار النفط، والذي بدأ في منتصف عام 2014. وتحاول السعودية، أكبر مُصدّر للنفط في العالم وأكبر اقتصاد في المنطقة، التغلب على عجز الميزانية الضخم الناتج عن انخفاض أسعار النفط.

"نلاحظ بالفعل وجود تأثير واضح بسبب انخفاض أسعار النفط، فهو يؤثر على سير أعمالنا"، كما أوضح "بيتر إنجلند"، الرئيس التنفيذي لإحدى الشركات العالمية في الشرق الأوسط، لـ"زاوية" خلال مقابلة صحفية.

"ولأن نموذجنا يمثل أحد النماذج المرنة للغاية، فإننا نبحث عن أسواق بديلة أو (أسواق) لا تعتمد على النفط." وأضاف أن أحد نقاط قوة شركة "زيوريخ" هو قدرتنا على أن نضع سويًا برامج متعددة الجنسيات لجميع أنحاء العالم.

وتمارس شركة زيوريخ، التي يقع مقرها في سويسرا، أنشطتها التجارية في منطقة الشرق الأوسط منذ ما يقرب من 30 عامًا، ولديها فروع في الإمارات والبحرين وقطر وشركاء توزيع في البلدان الأخرى بما في ذلك السعودية. وتعمل الشركة بشكل رئيسي في أسواق التأمين على الحياة والشركات والممتلكات والبناء والطاقة في دول مجلس التعاون الخليجي؛ وتقوم كذلك بتأمين منصات إنتاج النفط.

استهداف السوق الإماراتي

يُعد اقتصاد الإمارات أكثر تنوعًا مقارنة بجيرانها من بلدان الخليج، بالإضافة إلى ما تمتلكه من قطاعات قوية في السياحة والتمويل والانشاءات؛ وبالتالي، فإنها تعتبر المحور الرئيسي لشركة "زيوريخ" في دول مجلس التعاون الخليجي.

"ونحن نشير إليها (الإمارات العربية المتحدة) كسوق ناشئة وسوق متنامية؛ لذلك سيكون هناك الكثير من الاستثمارات في كل شيء، من حيث مشاريع الطاقة المتجددة والبنية التحتية. ويمكننا أن نرى هنا من حولنا مشاريع استثمارية في الإمارات تحتاج للتأمين، مثل مدن الملاهي على سبيل المثال، ويمكننا تقديم المساعدة في ذلك"، كما أوضح "إنجلند".

وهناك مجال آخر للنمو في الإمارات وهو قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة؛ ويقول "جيسون والدرون"، مدير حسابات شركة زيوريخ القائم بأعمال التأمين للشركات الصغيرة والمتوسطة، لـ"زاوية": إن هناك 350,000 شركة صغيرة ومتوسطة في الإمارات، وهو ما يمثل حوالي 95 في المائة من إجمالي الشركات التجارية في البلاد؛ وقد تمكنت الشركة من جذب 127 من هؤلاء العملاء، مع قيمة تأمينية إجمالية تقدر بنحو 450 مليون دولار أمريكي، وذلك منذ إطلاق خط منتج جديد للشركات الصغيرة والمتوسطة في فبراير/شباط 2014."

وأوضح "إنجلند" أنه على الرغم من أن السعودية تعتبر سوقًا رئيسيًا للشركة على المدى الطويل، إلا أن شركة "زيوريخ" لا تخطط لفتح فروع هناك خلال "السنة أو السنتين القادمتين".

وتعتبر كلاً من الإمارات والسعودية هما أول وثاني أكبر أسواق التأمين في دول مجلس التعاون الخليجي، على التوالي. ويسيطران مع بعضهما البعض على حوالي 70 في المائة من سوق التأمين في دول الخليج.

وتُعتبر السعودية أكبر سوق للتأمين الإسلامي في العالم من حيث الأصول، وفقًا لبيانات تومسون رويترز؛ ومع ذلك، تسيطر أربع شركات فقط: (بوبا العربية، والتعاونية للتأمين التي تديرها الدولة، وشركة ميدغلف وشركة ملاذ)، على نحو 59 في المائة من السوق، وفقًا لما أفاد به "تركي فدعق"، رئيس قسم الأبحاث والاستشارات في شركة البلاد للاستثمار، التي يقع مقرها في السعودية.

التطلع نحو إفريقيا

وبعيدًا عن دول مجلس التعاون الخليجي، ذكر "إنجلند" أن الشركة تتطلع إلى أبعد من ذلك لاقتناص فرصاً جديدة محتملة في إفريقيا. يقول: "من بين الفرص التي لا تؤخذ أحيانًا في الاعتبار هي إفريقيا، والتي تمتلك خصائص مماثلة لدول الخليج، من حيث المعدل المنخفض لانتشار التأمين، وكذلك الاقتصاد المتنامي هناك... إنني أرى الكثير من المؤشرات الإيجابية للغاية في جميع أنحاء إفريقيا والتي تضم كلاً من شمال إفريقيا، وكذلك منطقة جنوب الصحراء الكبرى."

وأضاف أن الشركة تتابع استثمارات جديدة في قطاعي الطاقة والطاقة المتجددة في مختلف البلدان الإفريقية، من المغرب في الشمال إلى موزمبيق في الجنوب الشرقي. وقد وقعت كلاً من نيجيريا والمغرب العام الماضي على مشروع مشترك لإنشاء خط أنابيب الغاز،  والذي سيربط بين البلدين، وكذلك بين بعض الدول الإفريقية الأخرى وصولاً إلى أوروبا، حسبما ذكرت وكالة رويترز.

© Zawya 2017