* معبر رفح هو منفذ الخروج الرئيسي لسكان قطاع غزة

* حماس تتولى إدارة المعبر بعد سحب موظفي السلطة الفلسطينية

* أزمة المعبر جزء من خلاف أكبر بين السلطة وحركة حماس

* مصر تسمح بعبور الفلسطينيين إلى قطاع غزة ولا تسمح بخروجهم

من نضال المغربي

رفح (قطاع غزة) 8 يناير كانون الثاني (رويترز) - منعت مصر الفلسطينيين من الدخول إلى أراضيها من قطاع غزة اليوم الثلاثاء بعد سحب الموظفين التابعين للسلطة الفلسطينية من معبر رفح الحدودي وتولي موظفين من حركة حماس إدارة المعبر.

والخلاف الدائر حول المعبر جزء من الخلاف الأكبر بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس التي تدير قطاع غزة منذ أكثر من عشر سنوات بعد حرب أهلية وجيزة.

وتقول جماعات لحقوق الإنسان إن معبر رفح هو منفذ الخروج الوحيد لما يقدر بنحو 95 بالمئة من سكان قطاع غزة البالغ عددهم مليوني نسمة. وتفرض إسرائيل قيودا مشددة على حركة الفلسطينيين عند معابرها الحدودية وتعلل ذلك بمخاوف أمنية.

وتولى موظفون من السلطة الفلسطينية إدارة المعابر الحدودية لقطاع غزة مع إسرائيل ومصر عام 2017 وهي الخطوة التي ساهمت بقدر كبير في فتح معبر رفح أمام حركة السفر في الاتجاهين. وجاءت هذه الخطوة بعد وساطة مصرية قادت إلى التوصل إلى اتفاق مصالحة بين فتح وحماس، وهو الاتفاق الذي يعاني من التعثر منذ ذلك الحين.

وأعلنت السلطة الفلسطينية يوم الأحد سحب جميع موظفيها من معبر رفح واتهمت حركة حماس بإعاقة عملهم واعتقال بعضهم.

وكان المعبر يعمل بشكل يومي منذ مايو أيار، وذلك بعدما كان يفتح بشكل متقطع لسنوات كثيرة.

وقال هاني أبو شرخ لرويترز لدى وصوله إلى غزة إنه يأمل أن تستأنف مصر تشغيل المعبر بشكل كامل حتى يتسنى للمسافرين مغادرة القطاع الساحلي.

وقال أبو شرخ (48 عاما) بعد عودته من القاهرة حيث كانت تتلقى زوجته العلاج "لا بديل عن معبر رفح، هو المنفذ الوحيد لمعظمنا، سواء اللي بده يسافر لعلاج أو لتعليم".

وقالت حركة حماس إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يدمر أفق المصالحة. ويترأس عباس السلطة الفلسطينية وقام بفرض سلسلة من العقوبات الاقتصادية على قطاع غزة للضغط على حماس من أجل تسليم السلطة.

وقال مسؤول فلسطيني لديه اتصالات وثيقة بمصر إن القاهرة قررت فتح معبر رفح فقط أمام الفلسطينيين العائدين إلى قطاع غزة وذلك بعد سحب موظفي السلطة الفلسطينية.

وأضاف أن القيود المصرية "تعبير عن خيبة أمل مصرية إزاء تعثر اتفاق المصالحة" المبرم عام 2017. لكن مسؤولا مصريا في القاهرة قال إنه لا يتوقع إغلاق معبر رفح بشكل كامل.

وقال المسؤول "لا أتوقع أن يتم إغلاقه بشكل كامل باعتبار أن هناك إدراكا مصريا لضرورة الاهتمام بالأمور الإنسانية في غزة" مضيفا أن بلاده لن تتخلى عن جهود الوساطة التي تبذلها من أجل المصالحة.

وقال العميد يحيى حماد مدير معبر رفح الذي عينته حركة حماس لرويترز إن موظفيه مستعدين لتشغيل المعبر.

وبعد أن تولى موظفو حماس مواقعهم، سُمح لجثمان فلسطيني توفي في القاهرة وامرأتين كانتا ترافقانه بالدخول إلى قطاع غزة. وختم الموظفون جوازي سفر المرأتين. ووصلت أيضا أول حافلة ركاب من القاهرة ويتوقع وصول المزيد من الحافلات في وقت لاحق اليوم.

وقال حماد وهو يقف في صالة الجوازات "نتمنى من الجانب المصري أن يستمر في فتح معبر رفح بشكل يومي كما كان في السابق من أجل سفر كثير من الحالات العالقة من مرضى وطلاب وأصحاب إقامات وأصحاب احتياجات إنسانية".

(إعداد محمود رضا مراد للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)