خلفية سريعة

منذ بداية أزمة كورونا، تأثر قطاع تجارة التجزئة والمطاعم والفنادق بشدة حول العالم من انتشار الفيروس ومتطلبات التباعد الاجتماعي والإجراءات الاحترازية ومن المتوقع ان تحتاج حركة السياحة عدة سنوات حتى تعود إلي معدلات ما قبل الأزمة.  كانت الاقتصاديات التي تعتمد على قطاعات النقل وتجارة التجزئة والسياحة الأكثر تأثر بالأزمة مقارنة بالاقتصاديات الأخرى.

 وتأثرت المملكة العربية السعودية، الاقتصاد الأكبر في المنطقة العربية، بالجائحة فبحسب توقعات صندوق النقد الدولي فقد انكمش الاقتصاد السعودي بنسبة -3.9% في عام 2020.     

>

المصدر: صندوق النقد الدولي 

وحسب الهيئة العامة للإحصاء بالمملكة، يساهم قطاع تجارة التجزئة والمطاعم والفنادق في الاقتصاد السعودي بنسبة 9.32%في 2019 وهو خامس اكبر قطاع اقتصادي بالمملكة. وتساهم السياحة الدينية مساهمة رئيسية في هذا القطاع حيث وصل عدد المعتمرين في عام 2018 لأكثر من 7 ونصف مليون معتمر.

ووصل عدد الفنادق في مكة المكرمة والمدينة المنورة إلي 2,175 فندق من أصل 2,621 فندق بالمملكة كلها، أي حوالي 83% من اجمالي عدد الفنادق بالمملكة.

وفي الربع الثاني من 2020، كان قطاع تجارة التجزئة والمطاعم والفنادق الأكثر تأثر مقارنة بالقطاعات الاقتصادية الأخرى حيث انكمش بنسبة 18% مقارنة بنفس الفترة من العام السابق وانكمش بنسبة 5.2% في الربع الثالث من 2020. 

>

المصدر: الهيئة العامة للإحصاء بالمملكة العربية السعودية 

ما علاقة كل هذا ببيانات جوجل؟

من الممكن الاستفادة من بيانات شركة جوجل اليومية (والمتاحة للجمهور) عن حركة تنقلات الافراد في إعطاء فكرة عن أثر فيروس كورونا على الحركة التجارية والأنشطة الاقتصادية بالمقارنة مع فترة ما قبل انتشار  كورونا.

 ترصد شركة جوجل تحركات الافراد إلي المطاعم والفنادق والمراكز التجارية والمقاهي عبر الهواتف.   

يوضح الرسم البياني التالي حركة الافراد إلى المراكز التجارية والمطاعم والفنادق والمقاهي في مكة المكرمة في الفترة بين 15 فبراير 2020 حتى 2 فبراير 2021 كمؤشر لحالة قطاع تجارة التجزئة والمطاعم. تتراوح قيمة المؤشر، والذي يظهر على الجهة اليسرى من الرسم البياني، من صفر ل 100، و100 هو المعدل الطبيعي لحركة الافراد قبل انتشار كوفيد وإذا انخفضت قيمة المؤشر عن 100 يعني انخفاض في حركة الافراد عن المستوى الطبيعي.

على سيبل المثال، إذا كانت قيمة مؤشر 80 يعني انخفاض الحركة عن المعدل الطبيعي بنسبة 20%

الأرقام على الجهة اليمنى تمثل عدد حالات كورونا.

>

المصدر: بيانات جوجل

يتضح من الرسم ان حركة الافراد تراجعت بشكل حاد في مكة المكرمة خلال الربع الثاني ووصلت إلي أدني مستوياتها في شهر مايو في لتصل إلي القاع عند  15 (85% انخفاض عن المعدل الطبيعي). ويشير الرسم أيضا إلى وجود علاقة  واضحة  بين تحركات الافراد وعدد حالات كورونا، فكلما زادت حالات كورونا انخفضت حركة الافراد.

وكذلك نجد علاقة بين تحركات الأفراد والنشاط الاقتصادي، ففي الربع الثالث والرابع حدث ارتفاع في مستويات تنقلات الافراد، مع انخفاض اعداد الإصابات بكورونا،  ليصل المؤشر ل 80، وهو الأمر الذي يتماشى مع تقديرات الهيئة العامة للإحصاء بالمملكة حول التحسن في أداء قطاع تجارة  التجزئة والمطاعم والفنادق على أساس ربعي.

ولكن تظل معدلات الحركة منخفضة عن المعدلات الطبيعية وبالتالي من المتوقع ان يستمر قطاع تجارة التجزئة والمطاعم والفنادق في الانكماش على أساس سنوي في الربع الرابع 2020 والربع الأول 2021. فمما لا شك فيه ان السيطرة على الوباء بالمملكة - كما في العالم - هو مفتاح التعافي لقطاع تجارة التجزئة والمطاعم والفنادق. 

(المقال من إعداد:  أحمد شكري رشاد، أستاذ الاقتصاد المساعد وزميل بحوث بمنتدى البحوث الاقتصادية، للتواصل مع الكاتب: Twitter: @ahmshoukry)

(تحرير، ياسمين صالح، للتواصل: yasmine.saleh@refinitiv.com

© Opinion 2021

المقال يعبر فقط  عن أراء الكاتب الشخصية
إخلاء المسؤوليّة حول المحتوى المشترك ومحتوى الطرف الثالث:
يتم توفير المقالات لأغراض إعلامية حصراً؛ ولا يقدم المحتوى أي استشارات بخصوص جوانب قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي نصائح أو أراء بشأن ملاءمة أو قيمة أو ربحية استراتيجية استثمارية معيّنة.