حذر رئيس حكومة تصريف الأعمال بلبنان حسان دياب، يوم الثلاثاء، من أن بلاده وشعبه "على شفير الكارثة"، داعيا المجتمع الدولي للتحرك لإنقاذ الموقف في ظل الانهيار الاقتصادي والأزمة السياسية التي يعانيها البلد، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.

خلفية عن الوضع في لبنان

يقول البنك الدولي إن الانهيار الاقتصادي في لبنان من أكثر الانهيارات التي شهدها العالم حدة في التاريخ الحديث، مع ارتفاع معدل التضخم وانهيار العملة المحلية بنحو 90%.

ولم يعد بوسع الحكومة استخدام احتياطيات العملة الأجنبية لديها لدعم السلع الغذائية والوقود، ما دفعها إلى رفع أسعار الوقود والخبز.

"كارثة كبرى"
قال دياب، خلال لقاء السفراء ورؤساء البعثات الديبلوماسية: "لبنان يعبر نفق مظلم جدا، وبلغت المعاناة حدود المأساة، فالأزمات الحادة التي يعيشها اللبنانيون … تدفع الوضع في لبنان نحو الكارثة الكبرى التي تتجاوز تداعياتها أي قدرة على الاحتواء".

وأضاف: "لبنان واللبنانيون على شفير الكارثة"، لكنه حذر في الوقت نفسه من ان الانهيار في لبنان لن يطال البلد وحده بل "سيتردد صدى تداعياته خارج جغرافيا لبنان إلى المدى القريب والبعيد، في البر والبحر".

وتابع دياب: "لن يستطيع أحد عزل نفسه عن خطر انهيار لبنان"، مشيرا إلى أنه بوجود نحو 1.5 مليون نازح سوري ومئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين، سيكون من الصعب التكهن بنتائج انهيار الاستقرار في لبنان.

للمزيد حول لبنان: سعر الخبز بلبنان يرتفع 50% مع تفاقم الانهيار الاقتصادي

أزمة تشكيل الحكومة

لفت رئيس حكومة تصريف الأعمال إلى أن ربط مساعدة لبنان بتشكيل الحكومة الجديدة "يشكل خطر على حياة اللبنانيين وعلى الكيان اللبناني، لأن الضغوط التي تمارس والحصار المطبق على لبنان لا يؤثر على الفاسدين".

وتأخر تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان لقرابة عام منذ استقالة الحكومة السابقة على خلفية انفجار مرفأ بيروت، بسبب خلاف بين رئيس البلاد ميشال عون وسعد الحريري الذي كُلف بتأليف الحكومة الجديدة حول التشكيل، ما أدى إلى استمرار الأزمة الاقتصادية.

وبسبب هذا الجمود السياسي تأخر اتفاق مع صندوق النقد الدولي، وهو عنصر مهم في خطة إنقاذ لإصلاح النظام المالي والاقتصادي.

ودعا رئيس حكومة تصريف الأعمال، في حديثه يوم الثلاثاء، المجتمع الدولي لإنقاذ لبنان قائلا إن البلد على "مسافة أيام قليلة من الانفجار الاجتماعي". 

وأشار إلى أن الإنقاذ يبدأ بتشكيل الحكومة الجديدة، مشددا على أنه "لم يعد مقبولا هذا الدوران في الحلقة المفرغة حكوميا على مدى أحد عشر شهر".

وقال إن أي حكومة لا تستطيع وحدها إنقاذ البلد بدون مساعدة الدول الأخرى والمؤسسات الدولية، لافتا إلى أنه "لا يحق لهذه الحكومة استئناف التفاوض مع صندوق النقد الدولي لتطبيق خطة التعافي التي وضعتها الحكومة، لأن ذلك يرتب التزامات على الحكومة المقبلة قد لا تتبناها".

(إعداد: مريم عبد الغني، وقد عملت مريم سابقا في عدة مؤسسات إعلامية من بينها موقع أصوات مصرية التابع لمؤسسة تومسون رويترز وتلفزيون الغد العربي) 

( تحرير: ياسمين صالح، للتواصل:yasmine.saleh@refinitiv.com) 

 

© ZAWYA 2021

بيان إخلاء مسؤولية منصة زاوية
يتم توفير مقالات منصة زاوية لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقدم المحتوى أي نصائح قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء تتعلق بملاءمة أو قيمة ربحية أو استراتيجية ‏سواء كانت استثمارية أو متعلقة بمحفظة الأعمال . للشروط والأحكام